jeudi 13 février 2020

اليسار الستاليني يتهم واليسار غير الستاليني يُرافعُ دِفاعًا عن نفسه: سَبعُ تُهمٍ وسَبعُ مرافعاتٍ مقتضبةٍ؟ مواطن العالَم



ملاحظة 1: دارَ الحوارُ اليومَ صباحًا في مقهى الشيحي التعيسة التي لم تَعُدْ تعيسة، والعيبُ الكبير الذي أتيتُه اليومَ هو غضبي الشديد في الرد على مناوِئِيَّ، لذلك وقبل الدخول في صلب الموضوع، أقدّم اعتذاري إلى جلسائي أولا وإلى مُرتادِي المقهى ثانيَا.
ملاحظة 2: أعي جيدًا أن حُجَجِي المنطقية لن تغيّرَ مواقف مناوئيَّ منّي، خاصة مواقف اليساريين سجناء البراديـﭬم الماركسي-اللينيني أي الستاليني (J’ai appris en didactique que les connaissances ne changent pas automatiquement les valeurs).

تهمة 1: لماذا كتبتَ في كذا ولم تكتبْ في كذا؟
مرافعة 1: أتفهُ لومٍ في الوجود يوجهه قارئٌ إلى مفكّرٍ كاتبٍ حرٍّ! أكتبُ ما أشاءُ متى أشاءُ وليس لأحدٍ أن يُملِي عليّ ما أكتبُ وأنشرُ، غير ضميري. لستُ داعيةً ولا غاية لي في بُلوغِ منصبٍ أو نَيلِ مكسبٍ أو تحقيقٍ إشعاعٍ أو إقناعٍ ولا يضيرني إن قرأني واحدٌ أو ألف.
تهمة 2: لماذا تنقد اليساريين ولا تنقد الإسلاميين؟
مرافعة 2: الإبستمولوجي البيولوجيست ينقد البيولوجيا ولا ينقد الرياضيات لأنه يعرف الأولى ويجهل الثانية. محمد كشكار، يساري ينقد اليساريين ولا ينقد الإسلاميين لأنه عاشر اليساريين وقرأ فكرهم ولم يعاشر الإسلاميين ولم يقرأ فكرهم، إلا القليل الذي لا يسمح له بالتعمق في النقد السياسي. قرأتُ الغنوشي، وجدتُ في كتاباته ونقله نقدًا لاذعًا للحركات الإسلامية في العالم العربي فنشرته بقلمه.
تهمة 3: لماذا تشكر في النهضاويين؟
مرافعة 3: لم أشكر إلا البعض منهم الذين كانوا معي في منتهى اللطف والاحترام عملاً بالحكمة المنطقية (à gentillesse, on ne peut rendre que gentillesse.. Que).
تهمة 4: أنتَ تقدّم في محاضرات في جمعيات ثقافية نهضاوية، إذن أنتَ نهضاويٌّ أو متعاطف مع النهضة.
مرافعة 4: الفيلسوف الفرنسي الإنساني العظيم إدار موران واليساري إناسيو رامونيه (ancien rédacteur en chef du journal mensuel, Le Monde diplomatique)، كل واحدٍ منهما كتب كتابًا مشتركًا مع الفيلسوف الإسلامي طارق رمضان، فهل الاثنان إسلاميّان أو متعاطفان مع الإخوان.
تهمة 5: مقالاتك النقدية لليسار، يتقاسمها النهضاويون ويوظفونها ضد الجبهة، إذن أنتَ متعاطف مع النهضة.
مرافعة 5: ميشيل أونفري، فيلسوف، ملحد، برودوني، يساري غير ماركسي، تحرري، علق على عملية صحيفة "شارلي إبدو" الإرهابية وصرّح مخاطبًا الغربيين: "كيف تتعجبون من مسلمين يقتلون منكم بعض العشرات من المدنيين العُزّل الأبرياء (وأنا، أونفري، أدين عملهم الإرهابي ولو قتلوا واحدًا فقط)، وأنتم ومنذ 1990، قتلتم من أمتهم 4 ملايين مدني أعزل بريء؟". أخذتْ داعش تصريحه المصوّر ووظفته في دعايتها ضد الغرب، فلامه على تصريحه هذا بعض السياسيين والمثقفين الفرنسيين. ردّ عليهم وقال: "عوض أن تنظروا إلى عيوبكم وتصلحوها، تتوجهون إليّ أنا باللوم على قول الحق". فهل  نعتبر ميشيل أونفري  متعاطفًا مع داعش؟ وأنا أتوجه للجبهاويين وأقول: عوض أن تنظروا إلى عيوبكم وتصلحوها، تتوجهون إليّ أنا باللوم على ذنبٍ لم أقترفه، أنا لستُ كاتبًا مرتزقًا لدى النهضة أو غيرها من الأحزاب.
تهمة 6: أنتَ تكتبُ حسب أجندا سياسية.
 مرافعة 6: 50 %تقريبًا مما أنشر في السياسة، أترجمه وأنقله عن جريدة لوموند ديبلوماتيك الشهرية. فهل إدارة الجريدة تعلمني مسبقًا بفحوى مقالاتها حتى أرسمَ أجندا سياسية؟
 تهمة 7: كرّمك فرع النهضة بحمام الشط.. موش بلاش.. إذن أنت نهضاوي.
مرافعة 7: في حياتي حُظيتُ بالتكريمات التالية قبل الثورة وبعدها: كرّمني منصر رويسي، وزير التربية السابق، فهل أنا تجمعي؟ كرّمني الحزب الجمهوري، فرع حمام الشط، فهل أنا جمهوري؟ كرّمني الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس اليساري، فهل أنا  يساري؟ كرّمتني جمنة، فهل أنا جمني؟ كرّمتني ﭬـعفور، فهل أنا ﭬـعفوري؟ كرّمتني المنستير، فهل أنا منستيري؟ كرّمني رضا بركاتي نفسه، فهل أنا بركاتي؟ كرّمني بشير إبراهيم، فهل أنا إبراهيمي؟ إذا كنتُ كل هذا في نفس الوقت، نهضاوي تجمعي جمهوري يساري جمني ﭬـعفوري منستيري بركاتي إبراهيمي، فهذه تهمةٌ لا أنفيها وشرفٌ لا أدّعيه!

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 13 فيفري 2020.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire