mercredi 8 août 2018

التاريخُ لا يكذبُ وإنما مُدوِّنوه قد يكذِبونَ ومدرّسوه قد لا يُولُونَه حقَّه: ديداكتيكي بيولوجيا ينتحل ظرفيًّا صفة ديداكتيكي تاريخ؟ مواطن العالَم




ملاحظةٌ منهجيةٌ أسوقُها في البدايةِ تجنّبًا لكلِّ مُحتمَلٍ من اللَّبْسِ: في هذا المقالِ المقتضبِ، أعي أنني أنطلقُ انطلاقةً غير علميةٍ، أنطلقُ من تجربةٍ شخصيةٍ لا يجوزُ تعميمُها دونَ بحثٍ واستِقراءٍ وتمحيصٍ. ومع ذلك أصِرّ وألِحُّ على طرحِ وجهةِ نظرِي حول تدوينِ التاريخِ وتدريسِه في الإعدادي والثانوي. أطرحُ وجهةَ نظري لا أكثر ولا أقل. أكونُ مسرورًا إذا نالت إعجابَكم، ولا أحزَنُ إذا لم تنلْه. وجهةُ نظرٍ معروضةٌ للنقدِ أو الدحضِ أو التكذيبِ!

أوحَى إليّ بها كتابٌ، مازلتُ بِصددِ مطالعتِه (ص. 66\293): د. عصام سخنيني، "طغتكين أتابك دمشق"، منشورات جامعة البترا الخاصة، عمّان، 2003. كتابٌ، بدايتُه سرديّةٌ سطحيّةٌ جدًّا، لا تحليلَ يتخلّلُها ولا تأليفَ ولا عِبرةَ واحدةَ، وكأن كاتبَه لم يسمع بتأريخِ التاريخِ ولا فلسفتِه ولا إبستمولوجيتِه (معرفة المعرفة) ولا تعلّميّتِه (ديداكتيك التاريخ).

في الستينيات من القرن الماضي درّسني التاريخَ أساتذةٌ متعاونونَ تونسيونَ وفرنسيونَ وكنديونَ. ملؤوا دماغي بِسِير الأباطرةِ ومُجونِ الملوكِ وكأن هؤلاء بلا شعوبٍ، وحشَوْه بأعدادِ الموتى في الحروبِ المقدسةِ المسيحيةِ والإسلاميةِ.  حفّظوني أهوالَ الأولى والثانية. معرفةٌ متوفرةٌ اليوم في دماغي الخارج عن جمجمتي (الحاسوب)، أستحظرُها بِنقرةٍ على "الفأرةِ" متى عَنَّ لي ذلك. إخبارٌ ولا شيءَ وراءَ الإخبارِ. أخبارٌ دون ربطٍ ولا تحليلٍ ولا تأليفٍ ولا تفكيرٍ حول ما استوعبه التلميذِ (Métacognition). لذلك لم يرسخ منها في ذهني عِلمٌ يُذكَرُ، بل علِقت به تصوّرات ضبابيّةٌ غير علميةٍ أعاقتني عن التكوين الذاتي في هذا المجال.
أتمنّى أن يُدَرَّسَ تاريخُ الفتنةِ الكبرى بين علي ومعاوية - مثلاً - كما تعرّضَ له هشام جعيّط أو طه حسين في كتابَيهما اللذان يحملانِ نفسَ العنوانِ!

سؤالٌ صادرٌ عن دكتورٍ، بِصدقٍ يعرفُ أنه لا يعرفُ وبِشغفٍ يريدُ أن يعرفَ، سؤالٌ موجّهٌ إلى تلامذةِ الإعدادي والثانوي وأساتذتِهم في مادّةِ التاريخِ: هل ما زالَ التاريخُ يُدرَّسُ كما درَّسهُ لي أساتذتي الكِرامُ في الستينيات من القرنِ الماضي؟

رجاءٌ صادرٌ عن شخصٍ متسوِّلٍ للودِّ، هاربٍ من الخصومة الشخصية غير المجدية: ترددّتُ كثيرًا قبل كتابة هذه السطورِ أعلاه خوفًا أدبيًّا من ردودِ أفعالِ المعنيينَ بالنقدِ. لماذا؟ نقدتُ المتفقدينَ كرهونني، نقدتُ اليساريينَ أقصونني، نقدتُ أساتذة الدروس الخصوصية اغتاظوا، نقدتُ تلامذةَ المعاهدَ النموذجيةَ قالوا حسدتنا.



إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 8 أوت 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire