mardi 28 août 2018

بكل شفافيةٍ أقدّمُ لقرّائي الكِرامِ جَرْدًا لمسيرةٍ فيسبوكيةٍ دامت عشر سنوات. مواطن العالَم



-  نشرتُ خلالها حوالي 3500 مقال، بمعدل كل يوم مقال. ثلثَيْها نقلا عن مؤلفين كبار مع ذكر المصدر بالتفصيل. فُزتُ منها بثلاثةِ كتبٍ (واحدٌ تطوّعًا حول جمنةَ وتجربتِها، واثنانٍ حول التعليم في تونسَ و العالَمِ، الأخيرُ ما يزالُ نصفُ نُسخِه الـ500 في الدارِ). كتابُ "جمنة وفخ العولمة"، ساءني جدًّا أن لا يكتبَ عنه أي جمني، لا سلبًا ولا إيجابًا، شَكَرَه جمنيٌّ واحدٌ فقط، صديقي السابق هـ. جـ. خسرتُ خسارةً فادحةً تتمثل في قطعِ العلاقةِ دون رجعةٍ مع أربعِ أصدقاءٍ سابقِينَ يساريينَ جمنينَ (أ. حـ. - مـ. حـ. - تـ. شـ. - هـ. جـ.)، أخيرًا لم أذقْ من هؤلاءِ اليسارْ إلا المَرارْ والإحباطَ والانكسارْ: عِشرةُ نصفِ قرنٍ، الحلوُ فيها أكثرُ من المُرِّ، شعورٌ مُبْهمٌ لا يخضعُ للقِياسِ الكَمِّي ولا للمَنطِقِ. ربحتُ قرابةَ 3000 صديقٍ افتراضيٍّ. أعتذرُ من الجُدُدِ وللأسفِ، الربحُ لم يعوّضْ الخسارة.

-  نشرتُ عديدَ المقالاتِ، شكرٌ في محلِّه دونَ مجاملةٍ أو طمعٍ، في أشخاصٍ وجمعياتٍ تطوّعيّةٍ من مشاربَ مختلفةٍ، بوصلتي هي العِلمُ ولا شيءَ غيرَ العِلمِ: أصدقاءٌ يساريّونَ جمنيّونَ قُدامَى (نصفُ قرنٍ)، لن أقطعَ علاقتي بهم مهما فعلوا وأنا واثقٌ أنهم من أهلِ الخيرِ ولن يفعلوا إلا الخيرَ بحولِ الله: طـ. طـ. (أبو النضال الاجتماعي، عَرَضْتُ عليه مرّةً مقالاً كله إطراءٌ يستحقُّ أكثرَ منه، ومن فرطِ تواضعِه رفضَ نشرَه، فاستجبتُ لرغبته صاغرًا)، عـ. عـ. (أقدمُ صديقٍ وأفضلُهم على الإطلاقِ، أبو الخِصالِ الأربعِ مجتمعةً في شخصٍ واحدٍ: الوفاءُ والإخلاصُ والصدقُ والجدّيةُ)، هـ. صـ. (أبو الحفاوة) - أصدقاءٌ سابقونَ يساريّونَ جمنيّونَ أربعُ، أساؤوا إليَّ جدًّا  جِدًّا، فقطعتُ علاقتي بهم دون رِجعةٍ: أ. حـ. (كان من أفضلِ أصدقاءِ الشبابِ)، هـ. جـ. (عرّفني بالروائي العظيم أمين معلوف، وأغرَمَني بمحاضرات الفلاسفة على اليوتوب)، مـ. حـ. (أبو الكرم)، تـ. شـ. (كان أقربَ أصدقائي فكريًّا وبعد فراقِنا تَغيّرَ) - أصدقاءٌ جمنيّونَ جُدُدٌ: عـ. حـ. (أبو الفصاحة)، عـ. عْبُـ. (حكيم الجمعية)، أعضاء جمعية حماية واحات جمنة (أنبياء)، أعضاء جمعية إيثار (أهل الخير) - جيرانٌ وأقاربٌ جمنيّونَ: سِيدِي المبروك بالريش، عمي نصر بالهاني، عمي علي بن عبد الله، عمي العنّابي، عمي بنعيسى بالطيب، درويش القرية الساسي بنحمد - أصدقاءٌ غير جمنينَ: الماركسي حبيب بن حميدة فيلسوف حمام الشط نقلتُ عنه ثلاثين مقالاً، التروتسكي بلڤاسم عمامي (أبو الديداكتيك)، التروتسكي حمدي بشير حمدي (شي ڤيفارا تونس)، الناصري نفطي حولة (أبو الصدق النضالي)، ليلى بالحاج عمر (ملكة الرقة الأدبية) - نوادي ثقافية: نادي مقابسات للنهضاوي الهادي بن خليفة، مجلة الزرّاع لأبي العقل والمعقولية محمد ضيف الله، نادي جدل السابق بالاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس لأفضل جبهاوي في تونس مصطفى العلوي، بلدية حمام الشط ورئيس بلديتها المنتخَب ديمقراطيًّا، معهد جمنة لكاتبه توفيق البديوي، جمعية عمال بلا حدود للوطد الثوري خليفة يحي، جمعية وفاء للناشط اليساري المثقف رضا بركاتي، حزب الجمهوري لخليفة الفاهم والمولدي الفاهم، إلخ.

 -  في المقابلِ، نقدتُ النهضةَ واليسارَ، ربما الثاني أكثر من الأول لأن معرفتي به أكبرُ. لم أتعرّض بالنقدِ لأي شخصٍ عاديٍّ، أي ليس شخصيةً عامةً ثقافيةً أو سياسيةً. "قُلِ الحقَّ ولو على نفسِكَ": كردِّ إساءةٍ (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ"، قرآن)، صديقٌ جمنيٌّ يساريٌّ سابقٌ، أ. حـ. فتحَ صفحةً فيسبوكيةً وخصّصَها لثلبي، ونشرَ فيها على مدي ما يقاربُ العامين مئات المقالات من الشتمِ المجانيِّ. رددتُ الشتمَ بأقذعِ منه في بضعِ مقالاتٍ برقيةٍ لم تتخطَّ أصابعَ اليديْنِ.

 -  نشرتُ عشرات المقالات تعريفًا بالندواتِ السياسيةِ والثقافيةِ التي حضرتُها، وقمتُ تطوّعًا بعشراتِ المحاضراتِ (ما عدى اثنتين فقط: قبضتُ مقابلَ الأولى ستين دينارًا، والثانية مائة دينارًا)، تدخلاتٍ حول قضية جمنة والإصلاح التربوي ونشرٍ العلمِ في مجالِ اختصاصِي فقط (البيولوجيا والديداكتيك).

-  المفارقةُ الكبرى: لم أكتبْ مقالاً واحدًا حول أعظمِ إنسانٍ مرَّ في حياتي وتركَ في نفسي أثرًا جيدًا وعميقًا، هو أستاذي لفترة تسع سنوات (1998-2007)، مُؤَطِّرِي في الماجستير ومديرُ أطروحتي، سَيّدي وتاجُ رأسي ووليُّ نِعمتِي العلميةِ، الدكتور "بيير كليمان " (Pierre Clément)، أستاذٌ سابقٌ بجامعة كلود برنار، ليون 1، فرنسا.
خاتمة: جل الذين تعاملتُ معهم واقعيًّا أو افتراضيًّا، بادلونِي مشكورينَ احترامًا باحترامٍ أكبرَ، إلا الأربعةُ أصدقاءٍ السابقينَ المذكورينَ أعلاهُ بالحروفِ الأولى من الاسمِ واللقبِ، وتجنّبًا للتشهيرِ الرخيصِ والمفضوحِ، لقد ذكرتُ في المقالِ حسناتِهم وفي ميزانِ سيئاتِهم اكتفيتُ بـ"أساؤوا إليَّ جدًّا". من ألطاف الله، من حسن حظي، ومن جسن تدبير مارك  fb، أنقذني "البلوكاج" من تَهجُّمِ بعضِ الأصدقاءِ الفيسبوكيينَ قليلِي التربيةِ وجَنَّبَنِي الردَّ بالمِثلِ والجهرَ بالسوءِ. الحصيلةُ إيجابيةٌ وجيدةٌ. الحمدُ لله.

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 29 أوت 2018


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire