تكويني مائة
بالمائة علمي وعقلاني، وباللغة الفرنسية وحدها، وجله في جامعة فرنسية، مؤطري ومدير
أطروحتي في آن فرنسي أيضًا (الإجازة في البيولوجيا، ديبلوم الدراسات المعمقة
والدكتورا في ديداكتيك البيولوجيا).
شبابي ماركسي
وجل مطالعاتي الشبابية علمية وماركسية وباللغة الفرنسية وحدها.
المفروض إذن أن
أُبْحِرَ في اليمِّ بعيدًا بواسطة محرِّكَيْن نفّاثَيْن - العلمُ والماركسيةُ -
ولا ألتفتُ إلى الوراءِ، كلي كِبْرٌ، وبِالواقعِ المَعِيشِ غيرُ مبالٍ. لكنني لم أبحرْ بحرّية! ما مَنَعَنِي؟ لماذا، والمِجْدافانِ مَتينانِ والبحرُ رَحْبٌ؟
سفينتي دومًا
مربوطةً بمَرساةٍ (Ancre)، قطعةُ من الحديدِ الصلبِ الثقيلِ، كلما أسرعتُ إلا وجذبتني إلى
مَلاذي الآمنِ، ديني، الإسلام.
مَرساتي هي أختي
المؤمنةُ الضريرةُ المستنيرةُ!
وكلما
استعجلتُ أمري ونَفَذَ صبري، رأيتُ الله مُجَسّدًا-مُجرَّدًا ساكنًا في أختي، يُقيمُ معي ومعها ولا يُفارقُ بيتي. صبرُها يفوقُ بسنينَ ضوئيةَ صبرِي. تسبيحُها هي، يملأ كياني أنا. بماذا؟ لا
أدري! وكل ما أدريه أنه صالحني مع نفسي. إيمانُها برحمتِه يُخجِلُني من نفسي.
رضاؤها بِقَدَرِها،
سعادتُها بِكَرْبِها، إيمانُها بِحتميةِ الفَرَجِ: حقائقٌ ثابتةٌ يَخْجَلُ منها عقلي
وعِلمِي، يُقِرّانِ بِعجزِهِما معًا، وبسخاءٍ يَذرِفانِ الدّمعَ ساخِنًا شكرًاَ لِراحِمِ
أختي.
اعذروني، فهي
عندي الوحيدةُ ممن عرفتُ في حياتي، الوحيدةُ التي بِصدقٍ تعشقُ ربي، تخافُ ربي، تصلي خاشعةً لربي، تُسبّحُ
بكرةً وأصيلا باسمِ ربي، لا ترجو رحمةً إلا من ربي، لا مستجيبَ لها إلا ربي،
واثقةٌ تمامَ الوثوقِ من عَدلِ ربي.
إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ"
جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 30 أوت
2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire