dimanche 5 août 2018

حضرتُ البارحة بطبرقة حفل أربعينية أخي صالح كشكار فاكتشفتُ له عائلة نقابية-ثقافية أرقى رابطة من عائلته البيولوجية، صَنَعَ الأولى ووَرَثَ الثانية، ضحّى من أجل الأولى على حساب الثانية! مواطن العالَم



الجهة المنظمة: الاتحاد المحلي بطبرقة، الاتحاد الجهوي بجندوبة ومجموعة من أصدقاء المرحوم وعلى رأسهم الأستاذ الكيّس البشوش شاكر الزواوي.
المكان: الحصة الأولى في المدرسة الإعدادية بطبرقة، وسط المدينة، أكبر إعدادية بالجمهورية على حد قول أستاذ يعمل فيها (شاكر)، 1300 تلميذ. الحصة الثانية في مقر الاتحاد المحلي بطبرقة.
الحضور: حوالي 120، نساء ورجال، جاؤوا من عدة جهات، فيهم رفاقه، أصدقاؤه، عائلته المصغّرة والموسّعة.
برنامج الحفل: الحصة الأولى: كلمة الأخ رؤوف الكاتب للاتحاد المحلي بطبرقة تلتها كلمة ممثل الاتحاد الجهوي بجندوبة. شاكر قرأ شعرًا للمرحوم كما قرأ حفيده محمد علي كشكار قصيدة جميلة كجمال طفولته. رثاه صديقه الشاعر الملتزم إبن جندوبة عبدالستار المعروفي في قصيدة عصماء بنبرة قوية صادقة. قال فيه رفاقه كلامًا، لو سمعه لتبسّم في قبره. الحصة الثانية: تدشين ساحة باسمه رسميًّا، تقع أمام مقر الاتحاد المحلي بطبرقة. ابنته رهان نالت شرف رفع الستارة عن الرخامة البيضاء التي كتِب عليها بالأسود "ساحة المناضل صالح كشكار".
كلمتي المقتضبة في الحفل: أعتز بأخوتي النقابية للمرحوم أكثر من اعتزازي بأخوتي البيولوجية، لأن الأولى مكتسبة وفيها استحقاق أما الثانية فهي موروثة ولا استحقاق فيها. والإنسان الغني ثقافيًّا يقاس بما اكتسب، ولا يقاس بما ورث إلا الغني ماديًّا، وشتان بين غَناءٍ و غَناءْ! أخي صالح جسّم الوحدة بين الشمال والجنوب: أصيل جمنة، درّس 40 عامًا في الشمال، تزوج من طفلةٍ جميلةٍ من الكريب أصيلة جربة، استقر قرابة نصف قرن في طبرقة. باسم عائلته البيولوجية أشكر عائلته النقابية-الثقافية على وفائها وإخلاصها وإحيائها لذكرى المرحوم.
بعد الحفل: لامني أحد رفاقه لأنني لم أتحدث عن نضاله خارج طبرقة. رددت عليه بود: والله أنتم أقرب مني إليه وتعرفونه أكثر منى، لأنه كان مناضلاً ملتزمًا بإكراهات العمل الحزبي السري في صفوف "الوطد الثوري" وما عرفتُ انتماءه إلا متأخرًا.
ملاحظة عابرة: رفاقه وأصدقاؤه بطبرقة تبنوه بكل نبلٍ وصدقٍ فتمنيتُ أن يتبنوني مثل ما تبنوه لكنني استدركت قائلاً: وهل أنا قادرٌ على تقديمِ ما قدمه المرحوم للوطن؟ والله أنا دونه بكثير! الحقيقة، لم يقصّروا معي أنا أيضًا إكرامًا للمرحوم فالشكر في محله استحقاق وفي أهله واجب.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 5 أوت 2018.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire