mercredi 15 août 2018

فلسفةٌ كونيةٌ رحبةٌ خرجت من رحمٍ إسلاميٍّ؟ تَصَوُّرُ واحدٍ جمع صفاتًا أربعَ، صفاتًا يراها بعض الإسلاميين أكبرَ خطرٍ على الإسلام: أممي يساري علماني فرنكوفوني. مواطن العالَم




"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن).
تفسير الطبري: "ولا تمش في الأرض مختالا مستكبرا (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ)، إنك لن تقطع الأرض باختيالك، (وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا) بفخرِك وكِبْرِك...".


آياتٌ رائعاتٌ ذكّرتني بطفولتي، فاستحضرتُ صورةَ "رجُلَيْ دين"، شيخانٍ من جمنة مسقط رأسي، جارُنا عمي علي بن عبد الله (لا تربطني به أي صلة قرابة) والهاشمي بكّار إمامُ جامعِنا القديمِ الوحيدِ (اليوم أصبحوا ستة والسابع في الطريق، فهل زادت التقوى في جمنة؟). كيف كانا يمشيان؟ جسمانِ نحيفانِ، كانا يمشيانِ وكأنهما خائفانِ على أديمِ الأرضِ من التمزّقِ. وجهانِ نيّرانِ مضيئانِ مشرقانِ دومًا مبتسِمَيْنِ رغم قساوة الطقسِ. استمعتُ للأول وسمعتُ عن الثاني. كانا يتلوانِ القرآنَ والدعاءَ بخشوعٍ وتهدّجٍ وارتعاشٍ حدّ البكاءْ.
تصوّرٌ رومنطيقيٌّ عن "رجال الدين" المسلمين، طبعاه في مخيّلتي، فرِحٌ به ويسرّني كلما تذكّرتُه ولن أرضى له بديلا!


اليومُ، لِبعضِ "رجالِ الدين" الإسلاميين الشباب صورةٌ منفِّرةٌ منبتّةٌ مخالِفةٌ: لِحيةٌ شعثاءُ، وجهٌ مكفهِرٌّ، هندامٌ مستورَدٌ، بِنيةُ مصارعِ ثيرانٍ، تسمعُ أنينَ الأرض تحت قدميه من بعيدٍ، ينظُر إلي الخلقِ شَزَرًا. إذا تقاطعتْ سُبُلُنا، أهرعُ إلى الرصيف الموازي. سِيمَاهُمْ فِي لباسِهم ونعالِهم المستوردَةِ، في عيونِهم، في مِشيتِهم، في نظرتِهم، في حِقدِهم مِنْ أَثَرِ الغِلِّ الذي في نفوسِهم! الله يُجِيرُنا منهم ويَحمينا من غضبِهم!


إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران


تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 15 أوت 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire