vendredi 10 août 2018

هل أخطأ العربُ في توظيفِ طاقاتِهِم وعقولِهم ؟ فكرة فيلسوف حمام الشط، تأثيث مواطن العالَم



فكرة حبيب بن حميدة أو ما يبدو لي أنني فهمتُه منها!
قال:
-  من المفارقات الكُبرى التي توصّل إليها الفيلسوفُ الألمانيُّ كانط في القرن الثامن عشر ميلادي: العقلُ يشتغلُ على الأشياءِ اللاعقلانيةِ (Les objets matériels) وعلى المسائل العقلانية في آنٍ (الأخلاق، الدين، الموت، الحياة، الروح، إلخ). نستطيعُ أن نكتشفَ قوانينَ الطبيعةَ، نجرّبَها، نقيسَها ثم نوظفَها لخدمتِنا وتحسينِ ظروفِ معيشتِنا (الفيزياء، البيولوجيا، التكنولوجيا، إلخ)، أما ما وراء الطبيعة فلا أملَ في الأفقِ. يبدو لي أن الاشتغالَ على الثانيةِ أصعبُ من الاشتغالِ على الأولى عكسَ ما قد يذهبُ في ظنِّ الكثيرينَ منّا!
-         الغربُ (ليس بالمعنى العنصري، حضاريًّا كان أو دينيًّا أو عِرقيًّا أو جغرافيًّا: أي الأوروبيونَ، اليابانيونَ، الصينيونَ، الأتراكُ، العربُ المقيمونَ في الغرب، إلخ.) ركّزَ على المفيدِ، اشتغلَ على الطبيعةِ، استفادَ من قوانينِها في الوراثةِ والطاقةِ والجاذبيةِ وخلقَ لنفسِه ما يريحُه، كهرباء، سيارات، طائرات، آلات طبية، إلخ.
-         العربُ (بالمعنى الحضاري والديني والعرقي والجغرافي) أهملوا الطبيعة وظنوها مسخّرةً من الله مجانيةً دون جَهدٍ منهم، وركّزوا على ما وراءَ الطبيعةِ فخسروا حاليًّا الاثنتَينَ، الأولى والآخرة. نحن العربُ، ومنذ عشرةِ قرونٍ، ما زلنا نخوضُ في جدلٍ عقيمٍ حول مسائل ليست من اختصاصِ العلمِ، كالروحِ والحياةِ والجنةِ والنارِ، فتركنا القطارَ نصفَ الأوتوماتيكي يهربُ بنا بلا سائقٍ!

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 11 أوت 2018.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire