vendredi 24 août 2018

رجلٌ من جمنة السبعينيات عَمِلَ فيّ معروفَين، أردّهما له اليوم تحية اعترافٍ بالجميلِ بعد رحيله بسنوات؟ مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً



المعروف الأول: عرش "الحوامد" أو "الڤصارَى"، عرشٌ كبيرٌ في جمنة، كل أفراده يقطنون في حي "الحمادة" بجمنة، حَيِّنا (جيهتنا بالجمنى). أنا لا أنتمي عرقيًّا لهذا العرش المحترم لكنني تربيت فيه وترعرعت بين أحضانه ورضعت حنانه في المهد صبيًّا إلى درجة أنني في طفولتي لم أكن أعرف أن لي  عرشٌ غيره (الشتاوَى).
سنة  1975، عزم أفراد هذا العرش على تأسيس شركة إحياء وحفر بئر ارتوازي عميق لزراعة الآلاف من نخيل دڤلة نور ثم توزيعها على المساهمين وكان السهم الواحد يُقدَّرُ بـ500د. في تلك السنة كنت مستقرًّا خارج جمنة، أعمل أستاذًا في بلدة ميدون بجربة، بعث لي كبيرهم رسالةً يعلمني بالمشروع (مشروع بورزين بجمنة) ويعرض عليّ الاشتراك معهم. اعتذرت لضيق الحال، سبعون دينارًا كان كل مرتبي الشهري في ذلك الزمن الجميل.

المعروف الثاني: صاحب المعروف الأول هو نفسه صاحب المعروف الثاني وكان تاجر مواد بناء. في عطلة صيف سنة 1976، اشتريت منه سلعة بـ"الكريدي" لبناء غرفة في حوشنا القديم وشرعت في التنفيذ. في 1 أكتوبر 1976، أول يوم في السنة الدراسية 76-77، سلّمني مدير إعدادية ميدون مراسلة رسمية من وزارة التربية، ما زلت أحفظ في ذاكرتي ما كُتِبَ فيها: "نستغني عن خدماتكَ"، بالعربي طَرْدٌ نهائي من مهنة التدريس. "لَمِّيتْ حوايجي ومن حسن حظي أنها كلها تِتْلَمْ في ساكْ واحدة" وروّحت إلى مسقط رأسي أتقاسم همّي مع أمي يامنة.
بعد أمي، أول شخصٍ اتصلت به هو ذلك التاجر - الذي معي لم يتاجر - وخاطبته في حياء وبصوتٍ خافتٍ وقلت له: عمّي....... لا أستطيع أن أوفي بدَيني في آجاله (300د)، لأنني طُرِدْتُ من الخدمة". دون ترددٍ وبكل هدوءٍ، أجابني: "أنا سَلّفت محمد بن كشكار ما سَلَّفْتِشْ أستاذ".

ملاحظة: أعرف أن لعمّي، العنابي بن علي بن مْحِمَّدْ، في جمنة خصومٌ أحياءٌ، أرجو أن لا يستغلوا صفحتي لتصفية حسابٍ قديمٍ مع المرحوم وإن فعلوها سأحذفهم وتعاليقَهم. اعذروني، الاحتياطُ واجبٌ رغم أن ثقتي في الجمنين كبيرةٌ وظني بهم حسنٌ.
إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 24 أوت 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire