ليس الغرب في مادّيته وإباحيّته
وجها مناقضا لسلوكيات المسلمين عبر التاريخ بقدر ما هو وجههم الخفي الذي يحاولون
طمسه أو نفيه. نقل مع إضافة بين قوسين مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا
التعليم
المصدر
كتاب "نقد النص"، علي حرب، المركز الثقافي
العربي، الطبعة الثانية، 1995، الدار البيضاء، 285 صفحة. استعرته من المكتبة
العمومية بحمام الشط.
نص علي حرب صفحة 53 و54:
من هنا يبدو الخِداع في كلام حسن حنفي على
"دهريّة الغرب وإباحيته ودنيويته". فنحن دهريون كالغرب وربما أكثر منه (الدهريّة هو اعتقاد فكري ظهر في فترة ما قبل الإسلام أو الجاهلية، ويُشتقّ المصطلح من الدهر لاعتبارها الزمان أو الدهر
السبب الأول للوجود وأنّه غير مخلوق ولا نهائي، وتعتبر الدهريّة أن المادّة لا
فناء لها، ويعدّ هذا الاعتقاد قريبًا من اعتقاد اللادينيّة والإلحاد والمادّيّة. وذكر
في القرآن عنهم: "وَقَالُوا
مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا
إِلَّا الدَّهْرُ". ويكيبيديا).
ذلك أننا نتنافس على الحطام ونعيش الحياة بقضّها وقضيضها. يُعرف ذلك من علاقتنا
بالمال ومن ممارستنا للجنس والسلطة. فبالنسبة إلى هذه الأخيرة نحن أبعد ما يكون
على التعالي. فشهوتنا إلى السلطة ومحافظتنا عليها بأي ثمن وولاءاتنا العصبية
جعلتنا نقتتل ماضيا وتجعلنا نقتتل حاضرا أيما اقتتال، ولو اقتضى الأمر الاستنجاد
بالغير على الأنا. أليس هذا ما حصل منذ الملك الضليل (امرؤ القيس) حتى حرب الخليج (بين العراق وإيران)، ومنذ
حادثة السقيفة حتى آخر نسخة من حروبنا الأهلية، مرورا بالطبع بالحرب الأهلية
"النموذجية" بين الأميرين أبي عبد الله بن محمد وعمه وسميه في آن قبل
خروج العرب من الأندلس؟ بالنسبة للمال كان الرشيد في عصره يقول للغَيْمَة: اذهبي
حيث شئت فإن خراجك عائد إليّ، أي كان أشبه ما يكون برئيس الولايات المتحدة اليوم،
زعيما لأكبر إمبراطورية مالية. أما الجنس فحدّث ولا حرج. فقد أباحت لنا الشريعة أن
نستمتع بهن بعد أن ندفع لهن أجورهن، وأن نقتني منهن ما ملكت الأعيان، ولو كن
بالعشرات بل المئات، وكان بإمكان الواحد أن يذهب إلى سوق الرقيق الأبيض لكي يبتاع
جارية كما يبتاع أي شيء من الأشياء. هكذا كانت لنا فيما مضى خلافة أقمناها هي
عبارة عن إمبراطورية للمال من جهة وإمبراطورية للجواري والإماء من جهة أخرى. ولا
ضير في ذلك. ولكن لا نقولن أن الغرب مادي إباحي في حين أننا محافظون وروحانيون.
فنحن سخّرنا المجال القدسي في خدمة دهريتنا ودنيويتنا. وهذا هو شأن المجال
الدنيوي، لا يكف عن إنتاج أبعاده الرمزية وأشكاله القدسية. إذن ليس الغرب مغايَرَتنا
المطلقة بقدر ما هو وجهنا
الخفي الذي نحاول طمسه أو نفيه.
إمضائي المحيّن:
قال علي حرب:
"الحقيقة أن الفلسفة لا تعدو كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم
شخصي"
"الإنسان لا
يقع خارج التاريخ بل داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات
والتكهنات"
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر
بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا
تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران:
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن
العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في
خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من
إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد
بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من
فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك
واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج
السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن
يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ
محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 31 أكتوبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire