lundi 26 octobre 2015

فكرة معارِضة تماما للسائد في الساحة الثقافية التونسية الحالية: وددتُ لو رُشِّحَ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة لنيل جائزة نوبل للسلام ونالها كاملة! فكرة مواطن تونسي يساري غير ماركسي لا يعترف بيساريته بعض اليسار الماركسي، مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة معارِضة تماما للسائد في الساحة الثقافية التونسية الحالية: وددتُ لو رُشِّحَ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة لنيل جائزة نوبل للسلام ونالها كاملة! فكرة مواطن تونسي يساري غير ماركسي لا يعترف بيساريته بعض اليسار الماركسي، مواطن العالَم د. محمد كشكار

مقدمة توضيحية أو مظلة واقية من الصواعق الماركسية المحتملة في التعاليق (Préambule Paratonnerre) والتي أتنبأ أنها لن تمطر لا تفهما واحتراما لما أكتب بل تجاهلا عدوانيا مجانيا:
منطلقي فكري استراتيجي بحت ولا ولن أقحم نفسي في الحسابات السياسية الظرفية أو الإيديولوجية الضيقة ولم ولن أسعى يوما لنيل حظوة عند شق أو آخر. لستُ سلفيا ولا نهضاويا ولا ماركسيا ولن أكون وسأبقى اشتراكيا-ديمقراطيا ولن أخون فاصبروا عليّ بعض قرائي السلفيين وبعض رفاقي الماركسيين أرجوكم ولو إلى حين قد تتجلى فيه بعض الحقيقة السياسية. أعارض الثلاثة في تنظيراتهم الوهمية وتطبيقاتهم الفاشلة في مصر والسودان وأفغانستان وداعش وكمبوديا وكوريا والاتحاد السفياتي سابقا. لا أستمد مثلي الأعلى في الحكم من ماو أو ستالين ولا من العُمَرَيْنِ (رضي الله عنهما)، أستمده -بعد الأقلمة والتكييف- من الأنظمة الاشتراكية-الديمقراطية الحاكمة حاليا في الدول الأسكندنافية (حاكم غير مسلم عادل خير من حاكم مسلم ظالم).

لماذا أودّ منحَ جائزة نوبل للسلام كاملة إلى راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة على مرونته السياسية التي قد تكون جنبت تونس صراعا إسلاميا-يساريا-تجمعيا لن تُحمدَ عواقبه المنتظرة ولن تُمحَى آثاره السلبية المحتملة على المجتمع التونسي بسهولة؟
لا أقول أنه أحق بها من الآخرين، مرشحون أو غير مرشحين، مثل الرُّباعِي الراعي للحوار الوطني أو المرزوقي أو السبسي لكنني أقول -وبكل حزم فكري وبكل ما أوتيتُ من استقلالية سياسية نسبية- أنه أحق بها من السيسي لسبب بسيط يتمثل في أن حزب حركة النهضة وصل للحكم عن طريق الصندوق بكل ما يحوم حول الصندوق من تشكيك هيكلي منطقي أما السيسي فقد وصل عن طريق انقلاب عسكري رغم كل ما ألصِقَ بالانقلاب من ماكياج ثورة 30 جوان. لماذا أصرّ إذن على التمسك بوجهة نظري الشخصية والمحدودة جدا؟ أقول رأيي هذا رغم علمي أنه مناقض تماما للفكر السائد لدى عائلتي اليسارية التي أعتز بانتمائي لها وأعتبر نفسي وفيا لمبدأ العدالة-الاجتماعية، العمود الفقري للفكر اليساري عموما بماركسييه وديموقراطييه-الاشتراكييين. وتجنبا للسب والشتم والتجاهل والتحقير، المجال الوحيد الذي يبدع فيه -دون منازع- بعض رفاقي الماركسيين التونسيين المنتمين، المحترمين الأعزاء رغما عن نقدي لهم، أسبقهم وأقول أنني أعي جيدا حجمي الفكري ككاتب مفكر حر نكرة ومهمش، قراؤه ومتابعوه الفيسبوكيون لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.

وددت لو نالها ولو نالها لكان هذا التتويج بداية مصالحة بين الغرب الحاكم والإسلام المحكوم ولكان بداية اعتراف من الغرب أن الحلول المفروضة من حضارة غازية منتصرة على حضارة محتلة مهزومة لن تجدي نفعا ولن يُقادَ المسلمون إلى جنة الغرب بالسلاسل.

لو نالها لكانت بداية اندماج فعلي طوعي للحركات الإسلامية المدنية غير المسلحة في نادي الديمقراطية العالمي بغض النظر عن سلبياته وهي كثيرة والاستفادة من إيجابياته وهي أكثر.

لو نالها لكانت بمثابة محرّك مسرّع لتَونَسة حزب حركة النهضة ولكانت دافعا قويا مغريا لتشجيع الحركات الإسلامية المدنية غير العنيفة على التخلص من تعصبها الديني وعقدة-وهم تفوقها الحضاري وعنصريتها إزاء "الكفار" (غير المسلمين) وانغلاقها الإيديولوجي ونصوصيتها القامعة لكل تحيين فقهي أو اجتهاد بشري وأرتدوكسيتها المدرسانية المتكلسة (Scolastique) ورجعية بعض مواقفها مثل موقفها من ولاية المرأة أو موقفها من الفن أو موقفها من حكم الإعدام والعقوبات البدنية، إلخ.

لو نالها لَما كسبتُ أنا و فكري الاشتراكي-الديمقراطي شيئا وربما خسرنا الاثنان ظرفيا لكن كل الكسب سيكون -لو تحقق ما عددته أعلاه- للأجيال القادمة دون تمييز، إسلامية كانت أو قومية أو يسارية أو عَلمانية أو ليبرالية، وآمل أن تطوِّر الحركات الإسلامية عموما والعربية خصوصا شعارها ألإقصائي الحالي "الإسلام هو الحل" وتتبنى الشعار المستقبلي المقترح التالي: "الإسلام والديمقراطية والاشتراكية والعلمانية واليسارية والقومية والليبرالية، متفرقة هي جزء من الحل ومجتمعة متفاعلة متكاملة هي الحل".

إمضائي المحيّن:
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 26 أكتوبر 2015.
Haut du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire