هل يحق لنا، نحن العرب المسلمون،
أن نُحمِّل أفلاطون وماركس تَبِعَةَ سيطرة الغرب علينا؟ نقل مع إضافة بين قوسين مواطن
العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا التعليم
المصدر
كتاب "نقد النص"، علي حرب، المركز الثقافي
العربي، الطبعة الثانية، 1995، الدار البيضاء، 285 صفحة. استعرته من المكتبة
العمومية بحمام الشط.
نص علي حرب صفحة 42، 43 و44:
أقول إن المستغرب العربي (ما يقابل المستشرق الغربي)
يحمّل الفلسفة (الغربية) وأهلها تَبِعَةَ سيطرة الغرب
علينا، أعني تَبِعَةَ ضعفنا وعجزنا وتخلفنا. مساكين هؤلاء الفلاسفة الذين
نحمّلهم هذه المسؤولية عن كل ما أصابنا، مع أنهم لم يفلحوا يومًا في ترجمة أفكارهم
في أنظمة سياسية، ولم تصدَّق لهم نبوءة فيما تنبؤوا به، من أفلاطون الذي حاول
إصلاحا فاعتقِل وبِيع في أسواق النخاسة، إلى كنط الذي تنبأ في محاولة له بأن
البشرية تسير بخُطًى حثيثة نحو السلام، فإذا النتيجة بعد قرنين أننا نشهد أعنف
الصراعات وأفظع الحروب، نشهد محاولات تصفية الشعوب الضعيفة وإبادتها (وعلى سبيل
الذكر لا الحصر، أذكّر -لعل الذكرى تنفع المتناسين- بإبادة السود من قِبَلِ
الإقطاعيين البيض من جميع الجنسيات والأديان، إبادة هنود أمريكا الشمالية
والجنوبية من قِبَلِ الغزاة الأوروبيين، إبادة اليهود وغير اليهود من قبل هتلر، تشريد
المسلمين الفلسطينيين من قِبَلِ الصهاينة، قتل مليون ونصف شهيد جزائري من قِبَلِ الغزاة
الفرنسيين، إبادة مسلمي البوسنة في سيربرينسكا من قِبَلِ الجيش الصربي، إبادة الأرمن
من قِبَلِ العثمانيين، نفي وسجن وتشريد وتجويع 20 مليون مواطن سفياتي من قِبَلِ نظام
ستالين الشيوعي و50 مليون مواطن صيني من قِبَلِ نظام ماو الشيوعي و1،7 مليون مواطن
كمبودي من قِبَلِ نظام الخمير الحمر الشيوعي و5 مليون عراقي من قبل نظام أمريكا
الشمالية الرأسمالي و4 مليون سوري و2 مليون ليبي من قِبَلِ الأنظمة الرأسمالية الأمريكية
والأوروبية والعربية بما فيها نظام بشار الأسد، قتل اليمنيين من قِبَلِ السعودية
ولا ننسى الجرائم ضد الإنسانية التي
اقترفها باسم الدين المسيحيون والمسلمون والبوذيون واليهود، أستثني فقط البهائيين -10
مليون في العالم- الذين لم يقترفوا باسم دينهم أي ذنب في حق معتنقي الديانات
الأخرى). ناهيك بماركس الذي وعدَ بتحرير الناس وإقامة فردوس اشتراكي على الأرض،
فإذا النتيجة أيضا وكما نعلم على عكس ما توقّع بالتمام، ولا ضرورة لتقديم الشواهد
إذ الوقائع تصدم في هذا الخصوص. (...) المَنْزَعُ السلطوي الاستبدادي أو الفاشي لا
يوجد خارجنا فقط، بل يوجد أيضا في داخلنا. إنه هَوَى يسكننا ويتسلط على عقولنا
وتصرفاتنا. ولهذا فإن الحرب ضد مشاريع السيطرة والهيمنة لها وجهان: وجه إلى الخارج
ووجه إلى الداخل (حسب رأيي، هما وجهان لا ينفصلان بل يتفاعلان ويتكاملان لذلك لا
نستطيع أن نقدّم واحدا منهما على الآخر: deux facteurs en interaction permanente).
(...) فوكو ودولوز ودريدا. فإن أعمال هؤلاء
تنطوي على أهم وأخطر نقد وُجّه للفكر الفلسفي (الغربي) بعد نيتشه، لأنه نقدٌ يكشف
الغطاء عما تمارسه الذات الغربية المتعالية من أشكال التمركز والاصطفاء والنفي،
نفي الآخر (L`eurocentrisme).
(...) وإذا
كانت المهمة هي أن نتحرر من سيطرة الغرب ووصايته الفكرية، فمهمة المفكر أن يفكر
بالتحرر من كل وصاية ومن أي جهة أتت، وسواء أكانت وصاية الفلسفة (الغربية) وأهلها
أم وصاية الشريعة وأئمتها.
(...) كما يمارسه أهل الفكر
عندنا، أمثال الجابري وأركون وأدونيس وصفدي وسواهم (وأمثال علي حرب وعبد الله
العروي وصادق جلال العظم وعبد المجيد الشرفي وألفة يوسف وآمال ڤرامي ومحمد الحداد
والطاهر الحداد وهشام جعيط وهاشم صالح ومحمد الطالبي وجمال البنا وعياض بن عاشور
وحسن حنفي ومحمد الشرفي ورضا خالد وعلي شريعتي ومحمد الشريف الفرجاني وجورج الطرابيشي
وطيب التزيني وفراس السواح ومالك شبل ويوسف الصديق وعبد
الوهاب المؤدب وعبد
الوهاب المسيري وعبد الوهاب بوحديبة وأبو يعرب المرزوقي وشحرور وغيرهم من النقاد).
إمضائي المحيّن:
قال جان بول سارتر: "يجب أن لا نشعر
بالخجل عندما نطلب القمر".
قال أنشتاين: "لا
تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران:
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن
العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في
خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من
إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد
بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من
فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك
واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج
السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن
يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ
محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 30 أكتوبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire