نزعتان إنسانيتان متناقضتان؟ جزء 1. ترجمة دون تعليق أو إضافة،
مواطن العالَم د. محمد كشكار
المصدر:
Le Monde diplomatique (Supplément), n°739-62è année, octobre 2015, pages II et III. Article :
«Les deux humanismes» par Edgar Morin, Sociologue et philosophe français
نص
المقال:
ظهرت
النزعة الإنسانية (L`humanisme) في الحضارة الغربية في وجهين متناقضين. يتجسم الوجه الأول القبيح في
تأليه شبه كامل للإنسان المكرَّس للسيطرة على الطبيعة وهو في الواقع وجه دين
الإنسان، الإنسان الذي عوض اللهَ المخلوعَ عن عرشه وهو أيضا تعبير عن فضائل "الإنسان-العالقل-الصانع-الاقتصادي".
وهذا الأخير هو مقياس كل شيء ومصدر كل قيمة وهدف كل تطور، يطرح نفسه كموضوع العالم
معتبرا هذا العالم عالم-شيء، متكون من أشياء، وهو سيده دون حد لسلطاته بما فيها
سلطة التلاعب والمضاربة.
يبني
"الإنسان-العالقل-الصانع-الاقتصادي" شرعيته المطلقة على مركزية بشرية
مفرطة (anthropocentrisme)، يبنيها على الاعتداد بعقلانيته الأسطورية وبصناعته وبذاتيته
المحتكرة لكل الذاتيات (Le monopole de la
subjectivité).
هذا الوجه القبيح للنزعة الإنسانية يجب أن يزول ويجب الكف
عن التمجيد والإشادة بهذه الصورة الحقيرة غير المتحضرة بل المشوِّهة للإنسان الخارق
للطبيعة المتعالي المكتفي بنفسه والمعتز بها، سرّة العالَم، هدف التطور، سيد
الطبيعة: C`est cette face de l`humanisme qui doit disparaître. Il
faut cesser d`exalter l`image barbare, mutilante, imbécile, de l`homme
autarcique surnaturel, centre du monde, but de l`évolution, maître de la nature
يُتبع..
إمضائي المحيّن:
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس
أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن
لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم د. محمد كشكار: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه
ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما
أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد"، "لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى"، "على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا
بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد
إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على جزء من فكرك. فإن كانت غير إيديولوجيته شجعك
وشكرك. وإن كانت إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا
تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي
مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلما ويخفّف عني حملي؟"، "لا يوجد دينٌ
محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 23 أكتوبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire