vendredi 11 septembre 2015

واقِع عالمي محبِط بشهادة "لوموند ديبلوماتيك" (العددان الأخيران)! مواطن العالَم د. محمد كشكار

واقِع عالمي محبِط بشهادة "لوموند ديبلوماتيك" (العددان الأخيران)! مواطن العالَم د. محمد كشكار

في أمريكا الشمالية:
عدد قليل جدا من المليارديرات يموّلون مرشحي أكبر حزبين في أمريكا ويملون عليهم سياسة اقتصادية ليبرالية رأسمالية متوحشة. رأسمالية -ليست عمياء كما يردد أعداؤها- بل ترى فقط ما تريد أن ترى. ترى الربحَ -وليس غير الربحِ- ولو تحقق على حساب بؤس الفقراء من الأمريكان أنفسهم (قرابة 40 مليون).
عاملة أمريكية وأم عزباء ماتت داخل سيارتها وهي واقفة في المربض. كانت المسكينة المنهكة تسترق دقائق من القيلولة قبل مباشرة عملها الثاني بعد الظهر. تعمل صباحا مساءً ويوم الأحد من أجل تعليم ابنها. ماتت اختناقا جراء تسرب وانتشار رائحة البنزين داخل السيارة المحكمة الإقفال بسبب المكيف المشتغل وتواجد "بيدون" بنزين في المقعد الخلفي.
ملايين من الفقراء الأمريكان يشترون نفس السلع اليومية بأثمان أغلى مما يشتريها الأغنياء. ترفضهم البنوك لفقرهم فيقترضون ثمنها من التجار المرابين بفائدة أغلى بكثير من البنوك.
قال ملياردير أمريكي: "إذا أردتم ترشيح رئيس أمريكي غير قابل للارتشاء فابحثوا عنه في قائمة أكبر الراشين".

في الاتحاد الأوروبي:
تتحكم في سياسته المالية أكبر مؤسستان ماليتان غير منتخبتان وهما صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي. هذا الحاكم القوي الفعلي الثنائي-الرأس والخفي وغير الديمقراطي ركّعَ حكومة اليونان اليسارية الشعبية المنتخبة والمُزكّاة باستفتاء شعبي لصالحها وسخر منها وقال لممثلها السابق في المفاوضات، وزير المالية الأسبق المستقيل أو المقال: "سلّملي على الانتخابات الديمقراطية والاستفتاءات الشعبية، لقد ولَّى زمن هذه الأوهام وانقضى بلا رجعة".
قال ميتران رئيس فرنسا السابق: "انتُخِبت من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية في فرنسا فخيرتني ألمانيا بينها وبين بناء اتحاد أوروبي ليبرالي (على منوال نظام الأردوليبراليزم الألماني) فاخترتُ ما فرضته عليّ ألمانيا".

واقِع عربي محبِط بشهادة شاهد عيان عربي لقبه غير عربي:
في تونس:
ثورة على الفساد لم نجن من ورائها إلا مزيدا من الفساد ووهمان كبيران: واحد اسمه الديمقراطية السياسية والثاني حرية الرأي. الديمقراطية السياسية: منتخبون لا يحكمون (لخصها الجبالي، رئيس الحكومة الأولى المنتخبة ديمقراطيا، في قولته المشهورة في حي الزهور جنب أكوام الزبالة: "وينها الحكومة") ونواب شعب منتخبون لا شغل لهم إلا الإمضاء على الاتفاقيات الدولية المملاة من قِبل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. حرية الرأي: أصبحنا نسمع ونرى فُسّادَ اليوم يبررون ويزينون فسادهم لا بل يتجرؤون علينا صباحا مساء ويوم الأحد ويقولون لنا: "لا خلاص لكم إلا بالتصالح مع فُسّاد الأمس".
بعد الثورة تتالت علينا خمس حكومات، عجزت كلها عن حل مشكلة جمع الزبالة المفتعلة: فكيف ننتظر منها تنمية شاملة وصحة للجميع وتعليم راق وتشغيل العاطلين؟ هل يُعقل أن نطالب الفاسد بالقضاء على مصدر ربحه؟ ما العمل؟ لا أعرف؟ أعرف طريقة شخصية واحدة: لم ولن أشارك في الفساد وكلما ارتفعت الأسعار، أخفِّض من مصاريف العلاج والدواء والتنقل و الاستهلاك (ميزانية مائة دينار لفرحة العيد الكبير القادم: كبدة كاملة ورأس ودوارة وزوز كيلو لحم مشوي) وأقلل وأغير سجائري من "الرويال الكلاسيك" الغالي الباهي إلى "البِينْ" الرخيص الماسط، القاتل الوحيد المحبوب، شهوة الفقراء الذين لا يقدرون على تلبية شهوات أرقى وأنفع كالسياحة والسفر وشراء الكتب والأكل اللذيذ الفاخر عوض البركوكش. أفارِقُه... الدخان... لا أفارِقُه... تلك هي المعضلة! وهذا "الريجيم" المفروض عليّ من قِبل الفُسَّاد يساعدني كأستاذ متقاعد عنده السكر والكولسترول وأقدر على مجابهته كَرِيفي قنوع صبور، لا ولن تبهره أضواء المدينة حتى ولو أشعلت كل شماريخها.

في مصر:
انقلب الخبيث على الواهم. حَكَمَ مصر أسوأ ما في مصر، العسكر (قال فيهم ألبير أنشتاين: "يكفيهم نخاعًا شوكيًا فهُم لا يحتاجون إلى مخ) بالتحالف مع أسوأ نظام حاكم عند العرب، النظام السعودي (ائتلاف فظيع وشنيع بين بداوة متخلفة وأسوأ اجتهاد فقهي في تأويل القرآن والسنّة: آل سعود والوهابية).

في ليبيا:
أعانهم الغرب والعرب على حفر قبورهم بأيديهم فللغرب تبة وللمرتزقة العرب ألف تبة.

في اليمن:
انبهرتُ بمظاهراتهم المليونية السلمية ونسيت أن "تحت السَّواهِي دَواهِي" وأن الجار العربي أكبر غدّار!

في سوريا:
حربٌ باردةٌ بين الفُجًّارْ الكِبارْ (أمريكيا وروسيا والسعودية وإيران)، قتل وقودُها الساخن وشرّد الملايين من الشعب السوري.

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد ولا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 11 سبتمبر 2015.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire