بابا الفاتيكان الجديد
"فرنسوا": شخصٌ مناهضٌ للرأسمالية المتوحشة وقريبٌ من الماركسية (marxisant, non marxiste)!
ترجمة غير حَرْفية مواطن العالَم د. محمد كشكار
المصدر: هذه المقتطفات المقتضبة جدا لن تغني قارئها عن الرجوع إلى النص الأصلي كاملا
وقد لا يستسيغها كاتب المقال الأصل لو قرأها لأنها تجزئ فكرته وقد تخفف وقعها دون
قصد مني.
Le Monde diplomatique,
n°738-62è année, septembre 2015. Extraits sélectionnés de l`article :
Un discours anticapitaliste venu du sud. Le pape contre le « fumier du
diable », Page 1, 8 et 9, par Jean-Michel Dumay, Journaliste
أبدأ بالفقرة الأخيرة
الموجودة داخل إطار ص 9: قد تتعرض الديانة المسيحية في المستقبل إلى منافسة قوية:
في أفق سنة 2050 وحسب الإسقاطات الديمغرافية، سوف تستقر نسبة المسيحيين في العالم
إلى حدود الـ31 في المائة، قد تتلوها نسبة المسلمين في حدود الـ30 في المائة. في
الأربعين سنة الأخيرة زاد عدد المسلمين مرتين أسرع من ازدياد عدد سكان العالم. المسيحيون
ومنهم الكاثوليك الذي يُقدّر عددهم اليوم بـ1.2 مليار وهم مهددون بالتناقص جراء
منافسة المسيحيين البروتستانت والبنتكوتيست (Les évangéliques et les pentecôtistes).
هامشة 1: من اليوم إلى سنة
2050، قد تنخفض نسبة اللامؤمنين من 16 إلى 13 في المائة.
بطاقة تعريف بابا الفاتيكان
الجديد: اسمه الأصلي: جورج
ماريو برڤوڤليو (Jorge
Mario Bergoglio). عمره: 78 سنة. مكان الولادة: ضواحي بيونس أيرس في
الأرجنتين بأمريكا الجنوبية.
لقد انحاز إلى الفقراء دون
تمييز بين المؤمنين منهم وغير المؤمنين وتكلم بلسانهم وتماهى معهم ونطق بمنطقهم ووجه
الاتهام مباشرة إلى النظام المادي المبني على استثراء الفرد، نظام يهدم التضامن
التقليدي بين البشر ويقذف بالأشد هشاشة منهم إلى أتون الفقر. لقد جاء البابا
الجديد منذرا للرأسماليين الجشعين ومِن أقواله الشهيرة ضد الرأسمالية المتوحشة
ما يلي:
يوم تنصيبه توجه للجمهور
قائلا: "أطلب صلاتكم التي تمنح بركة الشعب للبابا" لقد عكس منطق الكنيسة
التقليدي حيث يأتي المؤمنون يطلبون بركة البابا.
قال عند زيارته لـبوليفيا: "
لقد أقاموا لرأس المال صنما وعبَدوه". "ها هو طموح المال يحكم اليوم في
العالم دون قيود أو ضوابط ". "هذا الاقتصاد الرأسمالي الذي يقتل". يريد
البابا الجديد توظيف كل قوى العالم التقدمية للقضاء على هذه "الدكتاتورية
الخفية" أو "الشيطان الحقير". "نحن في حاجة إلى تغيير".
عند زيارته لـلباراغواي: كان يحرّض
الشباب على "بث الفوضى" ويدعوهم لـ"الثورة والمُضي قُدُما ضد
التيار".
وخلال كل أسفاره كان ينشر
خطابا أكثر فأكثر تشددا حول حالة العالم اليوم وحول التدهور البيئي والاجتماعي، وبكلمات
قوية جدا ضد الليبرالية الجديدة والمركزية التكنولوجية الغربية، باختصار ضد نظام
ذو آثار مدمرة مثل تنميط وتوحيد الثقافة وعولمة اللامبالاة.
تندرج رؤيته في الإرث الكبير لـ"لاهوت
التحرير" (La théologie de la libération).
ومِن أفعاله الشهيرة:
سكنَ في دار ذات غرفتين مساحتها
70م2 وفضّلها على الشُقَقِ البابوية الفخمة. يحب الرموز ويصل الفعل
بالقول وهذا ينفع كثيرا في مجتمع المشهد والصورة الحديث.
لكنّ الواقع المعيش يبقى
بعيدا عن أحلام البابا:
في جوان 2014 وفي حركة
إعلامية رشيقة جمع في حدائق الفاتيكان وفي صلاة موحدة محمود عباس (رئيس فلسطين)
وشمعون بيريز (رئيس إسرائيل). هذا لم يمنع إسرائيل من شن هجومات غادرة وقاتلة على
غزة شهرا واحدا بعد تاريخ هذه الصلاة الجماعية الفريدة من نوعها.
إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا
تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 7
أوت 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire