مَن هم المنبتّون،
العَلمانيون أم السلفيون الجهاديون؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار
مَن هم المنبتّون؟
-
الذين في لباسهم عن جميع الخلق يختلفون؟
-
أم الذين مع تقاليد مجتمعهم متماهون؟
-
الذين لفكرهم من السعودية و قطر مستوردون؟
-
أم الذين لفكر الغرب هاضمون و لاستعماره متيقظون و لفكر أجدادهم
مجددون و به يتجذرون؟
-
الذين يقصون و يكفّرون و على العالَم منغلقون؟
-
أم الذين يحاورون و يجادلون و على العالَم منفتحون؟
-
الذين قصدوا سوريا للجهاد ضد إخوانهم المسلمين و عن طريق
فلسطين تائهون؟
-
أم الذين جاهدوا النفس و بالعالمين مرحبون و لهم مسالمون
و عن جهاد الآخرين متخلون؟
-
الذين احتلوا المساجد و الساحات و في دار الإسلام
للإسلام داعون؟
-
أم الذين يصلون أو لا يصلون و للعلم و العمل متجهون؟
-
الذين على الدين يُكرهون و على قتال المسلمين يحثون؟
-
أم الذين يؤمنون أو لا يؤمنون و لألسنتهم و أيديهم
ماسكون؟
-
الذين لشعوبهم و أوطانهم معادون و لعملاء أمريكا منبطحون؟
-
أم الذين لشعوبهم و أوطانهم منحازون و لأمريكا كارهون؟
-
الذين بالدين متاجرون؟
-
أم الذين للدين محترمون؟
-
الذين للفتنة و الطائفية مشعلون؟
-
أم الذين للحرب الأهلية متجنّبون؟
-
الذين بالديمقراطية لا يؤمنون؟
-
أم الذين للديمقراطية مناصرون؟
-
الذيين استوردوا الفكر السلفي الجهادي من السعودية الوهابية
و لم يطلعوا عليه، لا في الكتّاب و لا في الكتاب و لا في الابتدائي و لا في الثانوي
و لا في الجامعة و لا في المجتمع بل لُقنوا له عن طريق السمع و ليس أكاديميا و غُسل
مخهم على عجل في ظرف عام أو عامين من قبل رجال دين غير أكاديميين أو تجار مشهد جنسي
و ديني في الوقت نفسه لكن في قناتين مختلفتين لنفس المالك السعودي "التقي الورع"
في الفضائيات العربية النفطية الحديثة البسيطة بساطة عقول باعثيها و متتبعيها و التي
هي على ملك أكبر دولتين متخلفتين في العالم - السعودية و قطر - و أما المتلقون التونسيون
البريؤن فهم في سن المراهقة الحرج بعدما انقطعوا مبكرا عن التعليم، فلا يمكن إذن أن
يكونوا متماهين و متكيفين مع مجتمعهم التونسي العربي الإسلامي بل هم مختلفين عنهم كل
الاختلاف حتى في لباسهم و منطقهم الجهادي الإقصائي التكفيري.
-
أم الذين عاشوا الإسلام في طفولتهم و قرؤوه في الكتّاب و
الكتاب في الابتدائي و الثانوي و الجامعي و
درسوا - في نفس المسيرة التعليمية - العَلمانية في الابتدائي و الثانوي و الجامعي
على أيدي مدرسين تونسيين غير مستوردين، لا غربيين و لا شرقيين، و اطلعوا جيدا بالفرنسية و بشغف على كتب العلمانية
و إنتاجها الحضاري الغزير برغبة منهم و بصفة
سلمية و دون طمع أو إكراه و دون إيديولوجية أو انتهازية سياسية، لا يمكن أن يكونوا
منبتين عن مجتمعهم التونسي العربي الإسلامي بل هم نابتون في بيئته و مغروسون في تربته
و متأقلمون مع حضارته رغم انفتاحهم الفكري على الحضارة الغربية الإنسانية، مثلهم كمثل
النخلة جذورها ضاربة في العمق و جذعها يعانق السماء و جريدها و سعفها نفوذ لمختلف الثقافات
و الحضارات و الديانات و الإيديولوجيات.
تاريخ
أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جوان 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire