samedi 22 juin 2013

مَن هم المنبتّون، العَلمانيون أم السلفيون الجهاديون؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

مَن هم المنبتّون، العَلمانيون أم السلفيون الجهاديون؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

مَن هم المنبتّون؟
-         الذين في لباسهم عن جميع الخلق يختلفون؟
-         أم الذين مع تقاليد مجتمعهم متماهون؟
-         الذين لفكرهم من السعودية و قطر مستوردون؟
-         أم الذين لفكر الغرب هاضمون و لاستعماره متيقظون و لفكر أجدادهم مجددون و به يتجذرون؟
-         الذين يقصون و يكفّرون و على العالَم منغلقون؟
-         أم الذين يحاورون و يجادلون و على العالَم منفتحون؟
-         الذين قصدوا سوريا للجهاد ضد إخوانهم المسلمين و عن طريق فلسطين تائهون؟
-         أم الذين جاهدوا النفس و بالعالمين مرحبون و لهم مسالمون و عن جهاد الآخرين متخلون؟
-         الذين احتلوا المساجد و الساحات و في دار الإسلام للإسلام داعون؟
-         أم الذين يصلون أو لا يصلون و للعلم و العمل متجهون؟
-         الذين على الدين يُكرهون و على قتال المسلمين يحثون؟
-         أم الذين يؤمنون أو لا يؤمنون و لألسنتهم و أيديهم ماسكون؟
-         الذين لشعوبهم و أوطانهم معادون و لعملاء أمريكا منبطحون؟
-         أم الذين لشعوبهم و أوطانهم منحازون و لأمريكا كارهون؟
-         الذين بالدين متاجرون؟
-         أم الذين للدين محترمون؟
-         الذين للفتنة و الطائفية مشعلون؟
-         أم الذين للحرب الأهلية متجنّبون؟
-         الذين بالديمقراطية لا يؤمنون؟
-         أم الذين للديمقراطية مناصرون؟

-         الذيين استوردوا الفكر السلفي الجهادي من السعودية الوهابية و لم يطلعوا عليه، لا في الكتّاب و لا في الكتاب و لا في الابتدائي و لا في الثانوي و لا في الجامعة و لا في المجتمع بل لُقنوا له عن طريق السمع و ليس أكاديميا و غُسل مخهم على عجل في ظرف عام أو عامين من قبل رجال دين غير أكاديميين أو تجار مشهد جنسي و ديني في الوقت نفسه لكن في قناتين مختلفتين لنفس المالك السعودي "التقي الورع" في الفضائيات العربية النفطية الحديثة البسيطة بساطة عقول باعثيها و متتبعيها و التي هي على ملك أكبر دولتين متخلفتين في العالم - السعودية و قطر - و أما المتلقون التونسيون البريؤن فهم في سن المراهقة الحرج بعدما انقطعوا مبكرا عن التعليم، فلا يمكن إذن أن يكونوا متماهين و متكيفين مع مجتمعهم التونسي العربي الإسلامي بل هم مختلفين عنهم كل الاختلاف حتى في لباسهم و منطقهم الجهادي الإقصائي التكفيري.


-         أم الذين عاشوا الإسلام في طفولتهم و قرؤوه في الكتّاب و الكتاب في الابتدائي و الثانوي و الجامعي و  درسوا - في نفس المسيرة التعليمية - العَلمانية في الابتدائي و الثانوي و الجامعي على أيدي مدرسين تونسيين غير مستوردين، لا غربيين و لا شرقيين،  و اطلعوا جيدا بالفرنسية و بشغف على كتب العلمانية و  إنتاجها الحضاري الغزير برغبة منهم و بصفة سلمية و دون طمع أو إكراه و دون إيديولوجية أو انتهازية سياسية، لا يمكن أن يكونوا منبتين عن مجتمعهم التونسي العربي الإسلامي بل هم نابتون في بيئته و مغروسون في تربته و متأقلمون مع حضارته رغم انفتاحهم الفكري على الحضارة الغربية الإنسانية، مثلهم كمثل النخلة جذورها ضاربة في العمق و جذعها يعانق السماء و جريدها و سعفها نفوذ لمختلف الثقافات و الحضارات و الديانات و الإيديولوجيات. 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جوان 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire