lundi 3 juin 2013

ثغرة علمية في تعامل اليسار السياسي مع المجتمع التونسي قبل و بعد الثورة، أودّ من رفاقي سدّها و تجاوزها قبل فوات الأوان. مواطن العالَم د. محمد كشكار

قال ماركس بما معناه: "يجب على الفلاسفة أن لا يكتفوا بتفسير العالَم و فهمه بل عليهم تغييره". و خلافا لِما ذهب إليه الفيلسوف الألماني العظيم ماركس، أشدّد على الجزء الأول من قولته الحكيمة و الشهيرة و أقول: "يبدو لي أنه يجب على رفاقي اليساريين السياسيين التونسيين أن يفسروا و يفهموا التصورات غير العلمية التي سادت و لا زالت تسود لدى أغلب المواطنين التونسيين حول اليسار و العَلمانية، قبل أن يفكروا في تغيير عقلية الشعب التونسي و فرض خطابهم السياسي المعقّد - بالمعنى الإيجابي للكلمة - تعقّد مرجعيتهم الماركسية".

أنتظر منهم و خاصة من الأكاديميين المنتمين، القيام ببحوث علمية ميدانية سوسيولوجية و نفسية و أنتروبولوجية داخل شرائح المجتمع المختلفة كالبيض و السود و المهاجرين و النساء و السلفيين العلميين منهم و الجهاديين و المسيحيين و اليهود و البهائيين و الملحدين و اللاأدريين و الشيعة و الإباضيين و المعطلين و العاطلين عن العمل و المدمنيين و المعوقين و المومسات المسجلات و غير المسجلات و الأرامل و المطلّقات و الأمهات العازبات و أطفال الشوارع و المشردين و مالكي منازلهم أو المسوغين لها و  المهمشين من المثقفين و الأميين.
أنتظر منهم أيضا القيام بدراسات تقييمية للمنظومات التعليمية و الصحية و الثقافية التونسية.
أنتظر منهم سبر عمق التدين و كشف سطحية الحداثة في المجتمع التونسي.
أنتظر منهم سبر آراء المواطنين التونسيين دون إقصاء حول الاشتراكية سابقا و حاضرا و مستقبلا.

و على سبيل الذكر لا الحصر، أنتظر منهم الإجابة على بعض التساؤلات التالية قبل صياغة برنامجهم:
-         لماذا صوّتت أغلبية العمّال و الفلاحين للأحزاب اليمينية و خاصة لحزب حركة النهضة في انتخابات 23 أكتوبر 2011؟
-         لماذا لا ينتمي إلى الأحزاب اليسارية و لا يعتنق الاشتراكية إلا الموظفون المثقفون؟
-         لماذا ينفر العمّال من حزب العمّال؟
-         لماذا لا يعترف حزب العمّال بطبقة منتميه و يسمّي نفسه صراحة و واقعية "حزب الموظفين المثقفين الشيوعيين"؟
-         لماذا يقرن التونسي بين اليسار و الكفر أو بين العَلمانية و الإلحاد؟
-         لماذا يميل التونسي إلى المحافظة و يتحاشى الحداثة؟
-         أيهما القِشرة في المجتمع التونسي، التدين أم الحداثة؟
-         هل تديننا سليم أو مزيّف؟
-         هل ورعنا طقوسي أو إيماني؟
-         هل تعليمنا بنائي أو تلقيني؟
-         هل سلفيتنا شكلية (اللباس و اللحية) أو منهجية (عبقرية محمد صلى الله عليه و سلّم  و اجتهاد عمر رضي الله عنه و ليس مظهرهما الخارجي)؟

و اعتمادا على قراءة نتائج البحوث المذكورة أعلاه و تفسيرها، يتم تعديل الخطاب السياسي و تغيير البرنامج الانتخابي و تكييفهما و تأقلمهما و إخراجهما إخراجا متميزا شكلا و مضمونا لكي تصبح الاشتراكية في عيون التونسيين فكرا نيرا مدافعا على العدالة الاجتماعية لكل الشرائح الاجتماعية المذكورة أعلاه فيصح في اليساريين السياسيين التونسيين القول الحكيم لفيلسوفنا اليساري المغربي العظيم، عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه".

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا تساويها أي متعة أخرى في الوجود.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
"الرجل الذي يقلّم نفسه ليُرضي الآخرين، سوف يتلاشى في القريب العاجل".
Nietzsche
Il faut frapper avec un marteau sur les mythes, non pour les détruire, mais pour les faire résonner car ils sont creux


تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 11 ماي 2013.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire