وجهة نظر في تعريف السياسي التونسي
المستقل؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت:
حمام الشط في 24 جويلية 2011.
-
لا يخضع لأي تأثير سياسي خارجي و لا ينفذ أي أجندة
خارجية حتى لو كانت نابعة من البيان العالمي لحقوق الإنسان.
-
يبقى أبد الدهر مستقلا، لا ينتمي و لن ينتمي إلى أي حزب
أو أي جمعية سياسية.
-
لا يشارك في الانتخابات ضمن قائمات بل يشارك منفردا إن
رغب في ذلك.
-
لا يسعى من وراء مشاركته في انتخابات المجلس التأسيسي كسب
أصوات بغرض تأسيس حزب بعد انتهاء الانتخابات.
-
لا يهدف من وراء نقده للمسؤولين السياسيين في الدولة إلى
احتلال مناصبهم بل يتمسك بدوره كناقد مستقل مثله مثل العالِم الإبستومولوجي الذي ينقد
العالِم البيولوجي و لا يطمح البتة في أخذ مكانه.
-
لا يحمل و لا يدعو إلى تبني برنامج متكلس كامل متكامل و
إلا لأصبح أسيرا لهذا البرنامج و تخلى عن استقلاليته.
-
لا يسعى إلى تقلّد أي منصب سياسي في الدولة و إلا لأصبح
خادما مطيعا تابعا غير مستقل للنظام القائم، قدره كقدر المثقف المستقل يعش أبد
الدهر على هامش المجتمع فقيرا قنوعا شريفا.
-
يتمسك بصفة السياسي المستقل الهاوي الذي لا يتقاضى أجرا
على نشر و تقديم و عرض أفكاره السياسية و إن حدث و خالف مبدأه و احترف السياسة و
قبض أجرا فسيصبح مرتزقا مأجورا ذليلا لتيار سياسي معين.
-
لا يؤمن إيمانا كليا و دوغمائيا بأي إيديولوجية و إلا
لأصبح أسيرا داخل إطار تفكير ضيق.
-
يقدر على تبني الجيد و نقد السيئ في كل الإيديولوجيات.
-
يقدر على كتابة و رفع شعارات سياسية في المظاهرات
السلمية دون أن يتلقى إيعازا أو أوامر من أحد.
-
قد يحضر اجتماعا حزبيا جماهيريا و يشكره و يحضر آخر في
الغد لنفس الحزب و ينقده.
-
يؤمن بحرية المعتقد و يصدمه من يصدم المواطنين التونسيين
المتدينين بإعلان إلحاده أمام الملأ.
-
يساند كل الجمعيات المدنية التونسية في حقها في التعبير
عن رأيها و ممارسة نشاطها بكل حرية دون قيد أو شرط مسبق و يدين من يستقوي منها بالخارج على أبناء بلده
مهما كان اتجاههم الفكري.
-
يحترم الرموز الدينية و الرموز الفكرية الوطنية منها و العالمية
لكن لا يعبدهم و لا يحترم الرموز السياسية مهما أنجزت، إمبراطورا كان أو رئيسا أو
ملكا أو وزيرا أو مديرا و خاصة العسكريين منهم.
-
يدافع عن العَلمانيين و اللائكيين إن شُوّهوا يوما من
قبل الإسلاميين و لا يقبل أن يُقال عن الإسلاميين ظلاميين.
-
يحمل همّ الأقليات في المجتمع التونسي من فنانين و
مبدعين و يساريين و مسيحيين و يهود و شيعة و بهائيين و أمازيغ و غيرهم.
-
ينقد و يفتش عن الخلل في كل شيء و لا يقدم بديلا جاهزا
لأي شيء لأنه يؤمن إيمانا راسخا أن البديل يُصنع من قبل أهل الذكر المعنيين بالأمر
و لا يُهدى من قبل النشطاء السياسيين مهما علا شأنهم أو زاد تعصبهم لانتمائهم، يساريين
كانوا أو إسلاميين أو ليبراليين أو قوميين.
-
متجذّر في هُويته العربية الإسلامية و مستقل عن
المتعصبين من مريديها، منفتح على الثقافات العالمية و يتعامل مع الغير - مهما كان
هذا الغير- دون إقصاء أو انفراد أو تكبر أو عنصرية.
-
يتمتع بصداقات لدى جميع ممثلي التيارات السياسية، يختلف
مع جلّهم، يعتز بأغلبهم، يجامل أكثرهم، لا ينافق أحدهم و لا يحقد على المتطرّفين
فكريا منهم.
-
لا يقدر أي حزب على استقطابه و يخطئ من يحاول.
-
يتعجب من أكثرية المنتمين المتحزبين الذين تخلوا عن
التفكير و التخطيط لمستقبلهم و تركوا هذه المهمة المصيرية لقياديين انتهازيين في
حزبهم و اكتفوا هم بنشر أفكار أقلية حزبهم المسيطرة و تطبيق أوامرها المتكلّسة العمياء
و الانقياد لجبروتها دون تردد أو نقاش بدعوى الانضباط الحزبي أو التوضيب البافلوفي.
-
من باب اللياقة و الأدب، قد يتواضع الفرد السياسي
المستقل، لكن يبدو لي أن فكرة "الاستقلالية السياسية" لا تتنازل، بل تتعالى
على المواقف الانتهازية للأحزاب و من عليائها تنظر للحزبين بعين الشفقة.
-
ينشر حوله جوا متسامحا آمنا غير خانق للغير و يرعى في محيطه تربة ديمقراطية خصبة تسمح بنمو
تيارات سياسية مخالفة حتى و لو كانت داخل بيته و في صلب عائلته.
-
ينبذ العنف الرمزي و اللفظي و المادي نبذا تاما مهما كان
مأتاه.
خلاصة
القول
أنهي مقالي و اجتهادي
بجملة مقتبسة و محوّرة للفيلسوف المغربي عبد الله العروي: "لا أحد يُجبر
المفكر المستقل على التماهي مع مجتمعه لكن إذا ما قرر - كسياسي مستقل - أن يفعل،
في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن
يخضع لقانونه".
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد رغم أن الشكر
يفرحني كأي بشر رقيق و حسّاس.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و
على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire