أودّ من جمعية "الأمر
يالمعروف و النهي عن المنكر" التونسية أن تبلّغ الرسائل التالية إلى أولي
الأمر، لو استطاعت إلى ذلك سبيلا؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 26 سبتمبر 2012.
أودّ أن تتصل برئيس الجمهورية
و بالوزراء و بنواب المجلس الوطني التأسيسي و تبلّغهم عن لساني ما يلي:
1.
إلى فخامة رئيس الجمهورية، المثقف الحقوقي و الدكتور
المحترم منصف المرزوقي:
بصفتك قائدا للجيش الوطني التونسي، لماذا لم تحافظ يا
سيدي على حدود بلدنا الصغير و أنت المؤهل شرعيا لاحتكار العنف و لماذا لم تمنع
بقوة السلاح و القانون تهريب قوتنا و دوائنا؟
أولا، لقد
افتقدت أنا شخصيا دواءً مهما في حياتي اسمه "أتاراكس" على شكل أقراص
قابلة للانشطار، دواءٌ ضد الحساسية الجلدية و الاكتئاب، دواءٌ رافقني و ساعدني على
مدى سنوات، نصف قرص منه ينسيني مرضي الخفيف المزمن لمدة يوم أو يومين أو أكثر،
دواء بسيط لكن لم أعد أعثر عليه في الصيدليات التونسية.
ثانيا، لماذا لم تحاول منع تصدير أو تهريب المواد
الغذائية التي نحن في أشد الحاجة إليها أكثر من حاجتنا إلى العملة الصعبة، تهريب و
تصدير غير مستوفي للشروط القانونية، إثنان تحالفا ضدي أنا شخصيا و جعلا عيشتي
ضنكه، إثنان تآمرا ضدي أنا شخصيا و خفضا إلى النصف تقريبا مقدرتي الشرائية، إثنان
ضاعفا سعر الحمص و العدس و اللوبيا و الطماطم و الفلفل و البصل و الثوم و الزيت و
البيض و اللحم و السمك و الدجاج و لأول مرة في حياتي أحس بنار الأسعار تلسعني في
العظام فتذكرت بيت المتنبي الذي قاله في حُمّاه الفيزيولوجية:
"بذلت لها المطارف و الحشايا.......
فعافتها و باتت في عظامي".
و
قلت أنا في سعير أسعار حُمّاي و هو أشد فتكا من حرارة حمّى المتنبي و حاولت أن أنسج
على منواله بيتا أقول فيه:
"قطعت
لأجلها السجائرَ و الغِلالَ ....فتجاوزتها و حمّلتني حيرةً وسؤالاَ".
2.
إلى صاحبة السمو السيدة محرزية نائبة رئيس المجلس الوطني
التأسيسي:
لم أفهم حتى الآن لماذا خرجتِ علينا في الشبكة
العنكبوتية و أنت تشرحين لنا، نحن فقراء تونس الجدد نتيجة سياستك أنت و حزبك (مرتب
وحيد تحت الألف دينار تونسي أو دون مرتب)، و تفسرين لنا بالتفصيل الممل أنك
تتقاضين شهريا ما يقارب العشرة آلاف دينار تونسي ؟ و أنا أشاهدك و أسمعك و أتعجب
من حزب حركة النهضة كيف يسمح ببث دعاية تشوهه؟ استوحيت بيتا على وزن بيت جعفر ماجد:
"إلى حد الملايين.... مرتبًا تَعُدّينَا.... بربك
أي شعب تخاطبينَا".
3.
إلى نواب المجلس الوطني التأسيسي المتغيبين و إلى
زملائهم النوّامين:
لقد انتخبكم الشعب لتكتبوا الدستور و الدستور لا يكتب
بالغياب أو بالنوم بل يكتب بالحضور و التيقظ و حرام عليكم أكل مال اليتامى دون تقديم مقابل -
و لو هزيل - لهم (اليتيم هو فاقد السند و كل مواطن تونسي هو مواطن فاقد السند،
انتخبكم لتمثلوه و تريحوه و تسندوه، فتغيبتم أو نمتم داخل قبة البرلمان المقدسة، و
خنتم الأمانة و لم تسندوه في أحلك ظروف معيشته اليومية: قطع عمل و قطع أرزاق و قطع
طرقات و قطع كهرباء و قطع ماء و قطع حياة حرقا في الماء.
4.
إلى وزراء حكومة الترويكا التونسية الحالية:
إذا كنتم حقا تخافون ربي كما تدّعون فخافوا على مصالح
عباده التونسيين (الخوف من ربي لا نراه و الخوف من العبد الفقير نراه و به نقيس
الخوف من خالقه) و تخلوا عن مرتباتكم الوزارية و اكتفوا بمرتباتكم العادية عندما
كنتم موظفين سامين في الدولة التونسية و افعلوا كما فعل وزير التربية السابق السيد
الطيب البكوش، الشيء الوحيد الجميل في حزب حركة نداء تونس (بالمناسبة و بكل تقدير
و احترام، أسأل السيد الطيب البكوش: كيف ترضى لنفسك أن تستظل بمظلة السبسي المتهرئة
النفوذة و مظلتك النقابية اليسارية قادرة على الصمود في وجه الأحوال الجوية مهما
عتيت؟). أو إذا كابرتم و لم تقلدوا ما فعله زينة النقابيين اليساريين التونسيين فافعلوا
ما فعله وزراء السويد أو أحد البلدان الأسكندنافية و تخلوا عن سياراتكم الوظيفية الخاصة
و سكنكم الوظيفي الخاص و ادفعوا من جيوبكم ثمن وجباتكم اليومية في مطاعم وزاراتكم.
5.
خلاصة القول:
سأل عمر بن الخطاب عمر بن العاص عندما ولاّه مصر: إذا جاءك
سارق، ماذا تفعل به؟ فقال عمر بن العاص: أقطع يده. فقال عمر بن الخطاب: و أنا إن
جاءني جائع من مصر، قطعت يدك.
و العبرة لمن يعتبر و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
يبدأ - حسب رأيي - بكبار القوم قبل صغار القوم، لأن معروف الكبار يعم الصغار و
منكر الكبار يضر الصغار أما الصغار فمعروفهم محدود و منكرهم محدود و إن أضرّوا
بأنفسهم فعند ربهم و يوم الساعة يُحاسَبون، و لأن الله - حسب ما تعلمت منه - يسامح
في حقه و لا يسامح في حق عبده.
البصمة الفكرية للـد. م. ك:
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية
بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و
الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و
الحدود الجغرافية أو الأحزاب و الأيديولوجيات.
على كل مقال سيء، نرد بمقال
جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
Mes
deux principales devises dans la vie, du moins pour le moment
-
Mohamed Kochkar : faire avec les conceptions non scientifiques (ou
représentations) pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps
auto-socio-construire à leurs places des conceptions scientifiques
-
J. P. Sartre : Les idéologies sont liberté quand
elles se font, oppression quand elles sont faites
إمضاء جديد و محيّن للـ د.
محمد كشكار:
مواطن العالَم (أعتذر لكل
المواطنين في العالَم غير الغربي على فعله و يفعله بهم حتى الآن، إخوانهم في
الإنسانية، المواطنون في العالَم الغربي)، مسلم (أعتذر لكل المواطنين غير المسلمين
على ما فعله بهم أجدادي المسلمون)، عربي (أعتذر لكل المواطنين غير العرب على ما
فعله بهم أجدادي العرب) تونسي (أعتذر لكل المواطنين التونسيين على ما فعله بهم
نظام بورقيبة و نظام بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة و خمسين)، "أبيض-
أسود" البشرة (أعتذر لكل المواطنين السود في
العالَم علىِ ما فعله أجدادي البيض
بأجدادي السود)، يساري غير ماركسي (أعتذر لكل المواطنين غير اليساريين و لليساريين غير
الماركسيين في العالَم علىِ ما فعله بهم رفاقهم الماركسيون اللينينيون
الستالينيون الماويون)، و غير منتم لأي حزب أو أي أيديولوجيا ( أعتذر
لكل المواطنين غير المنتمين حزبيا أو أيديولوجيا في العالَم عن كل خطأ ارتكبته في حقهم
الحكومة و المعارضة و المتعاطفين معهما.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire