mardi 18 juin 2013

اتعظ عقلاء ألمانيا من كارثة اليابان النووية و لم يتعظ آيات الله في إيران و باكستان. مواطن العالم د. محمد كشكار

اتعظ عقلاء ألمانيا من كارثة اليابان النووية و لم يتعظ آيات الله في إيران و باكستان. مواطن العالم د. محمد كشكار

بعد كارثة اليابان النووية الأخيرة، قرّرت لجنة متكونة من عقلاء ألمانيا - و ليس من رجال السياسة - التخلي نهائيا عن استعمال النووي لأغراض صناعية سلمية في أجل أقصاه عام 2022 رغم أن الطاقة النووية تمثل اليوم  22 بالمائة من احتياجات ألمانيا الطاقية. تهيأت ألمانيا لتعويض هذا المصدر الملوِّث للبيئة و أنشأت مصانع لإنتاج الطاقة النظيفة و المستديمة من الثروات الطبيعية المتوفرة و المتجددة في كل بلدان العالم و هي الشمس و الريح و الماء. أما " آيات الله " في باكستان، فهم  يفتخرون بالقنبلة النووية الإسلامية الخضراء و زملائهم في إيران يحاولون إنتاج مثيلتها و يصرّ الاثنان على إلحاق الضرر بأجيال الحاضر و المستقبل. أما دويلات العالم الثالث، مثل الجزائر و مصر و تونس و سوريا، التي تسعى لبناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة، فأمرها والله مُضحك و ذلك للأسباب التالية: أولا، يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه. ثانيا، ما أحوج هذه الحكومات الطفيلية لمصادر الطاقة الملوثة و قد حبت الطبيعة بلدانها بشمس ساطعة و رياح دائمة. ثالثا، تفكر الدول المتقدمة في مصلحة مواطنيها الحاليين و تحاول الحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة أما نحن فنبذر حاضرنا و نسعى لتلويث مستقبلنا بأيدينا. رابعا و أخيرا، ألم نتعظ و نأخذ درسا من كارثة اليابان؟ فإذا كانت اليابان بتقدمها العلمي و التكنولوجي لم تستطع مواجهة تسرب و انتشار الإشعاعات النووية في البر و البحر، فماذا يا تُرى، ترانا نحن فاعلون لو حلت بنا - لا قدر الله - كارثة من هذا الحجم؟

رد على تعليق قارئ يتحجج بجدوى السلاح النووي في ردع العدو
يا ريت القنبلة النووية تقدر على حمايتنا من اعتداءات أمريكا و إسرائيل: لم تمنع القنبلة النووية الباكستانية أمريكا من احتلال أفغانستان حليفة الباكستان، لا بل قالت الباكستان حينها أنها انبطحت لأمريكا حماية و حفاظا على قنبلتها الإسلامية الخضراء. لم يمنع المشروع النووي الحربي الإيراني من احتلال العراق - ذو الأغلبية الشيعية - من قبل أمريكا، "الشيطان الأكبر و عدو فارس الأول". لم تمنع القنبلة النووية السوفياتية من انهيار و تفكك الاتحاد السوفياتي و لم تقدر روسيا النووية على حماية جارتها يوغسلافيا من ضربات الناتو، يوغسلافيا التي تنتمي هي و روسيا إلى نفس العرق السلافي. لم يحم مشروع هتلر النووي ألمانيا من الهزيمة. لم تحرر القنبلة النووية الصينية الأراضي الصينية في فورموزا. لم تمنع القنبلة النووية أمريكا ذاتها من هجوم 11 سبتمبر و تحطيم البرجين. لا تستطيع إسرائيل تفعيل قنبلتها النووية للدفاع عن نفسها لأنها ستكون أول المتضررين بالإشعاع النووي. ضَرب اليابان بقنبلتين نوويتين أمريكيتين لم يمنعها من النهوض و التقدم لتحتل الصدارة الاقتصادية عالميا قبل أمريكا. القنبلة النووية لم و لن تحمي البلدان من اعتداءات الخارج، أما الديمقراطية و التقدم العلمي فهما الضامنان الأساسيان للاستقلال الحقيقي و الحرية و الكرامة.

إمضاء م. ع. د. م. ك
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية فكري و لا سياسي, أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.
البديل يُصنع بيني و بينك. لا يُهدى البديل و لا يُستورد و لا ينزل من السماء (قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و واهم أو ديكتاتور من يتصور أنه يملك البديل جاهزا.


تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في  2011.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire