مقارنات معبّرة، لكن لا يجوز
تعميمها. مواطن العالم د. محمد كشكار
مقارنة 1
-
في تونس: عندما نذهب نحن، أساتذة علوم الحياة و الأرض، لحضور اجتماع بيداغوجي بمركز
التكوين برادس، قبل السنة الدراسية 2011-2012، يقوم المتفقد، غير المختص في علوم
التربية، بإعطائنا درسا مملا في البيداغوجيا و التعلمية ثم نرجع إلى تلامذتنا
خاويين الوفاض إلا من توجيهات السيد المتفقد التسلطية العقيمة.
-
في فرنسا: حضرت مرة واحدة في حياتي اجتماعا بيداغوجيا في فرنسا، طرح المتفقد موضوع
الحصة "كيف نشاهد حشرة تحت المجهر؟". تداول على المنصة عشرون أستاذا، كل
واحد منهم عرض تجربته في القسم. استفدت كثيرا من تلك الحصة.
مقارنة 2
-
في جينيف: يدرّس أستاذي و صديقي في المؤتمرات التعلمية التونسية، أندري جيوردان، الإبستمولوجيا (نقد المعرفة) لأطباء
المستشفى العمومي. يبدأ درسه الأول بالتعليمة التالية: اذهبوا و افرغوا أكياس
القمامة في المستشفى و صنفوا محتوياتها. يرجع الأطباء و في صيدهم الكثير من
الأدوية التى وصفوها لمرضاهم. يسألهم الأستاذ: لماذا يرمي المريض المقيم الدواء
الذي وصفته له؟
-
في تونس: لا تُدَرّس الإبستمولوجيا في
كليات العلوم التونسية فما بالك بالمستشفيات العمومية.
مقارنة
3
-
في جينيف: يحترم الطبيب معرفة المريض بمرضه و يسمعه و يستفيد منه.
-
في تونس: لا يحترم الطبيب المريض نفسه و يسخر من معرفة هذا الأخير بمرضه.
مقارنة
4
-
في مصر: يتحابب سكان العمارة الواحدة و يتصافحون يوميا لكن لا يصلحون درجا مهشما في
السلم الحجري لعمارتهم و لا يطلون جدرانها الخارجية لمدة سنوات.
-
في فرنسا و في بعض العمارات السكنية التونسية: لا يتحابب سكان العمارة الواحدة و لا يتصافحون البتة لكن
يكوّنون نقابة تسهر على العناية بعمارتهم و ترميمها عند الحاجة.
مقارنة
5
في
فرنسا: يتزوج فرنسي مسيحي تونسية مسلمة و يغيّر دينه من
أجلها. يذهب لزيارة أهله المسيحيين و يقدّم عروسته المسلمة لهم، يرحبون به و
بزوجته و لا يشربون الخمر في حضورهما و لا يأكلون لحم الخنزير احتراما لمشاعر
ابنهم المسلم الجديد و زوجته المسلمة.
في
تونس: يقاطع أهل
العروسة ابنتهم و لا يصدّقون إسلام زوجها و يطالبون هذا الأخير بإعلان إسلامه في
جامع الزيتونة و لا يثقون في إعلان إسلامه في جامع باريس.
تاريخ أول نشر على النات
حمام الشط في 24 جوان 2012.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire