samedi 5 août 2023

كيف تمكّن الإنسان البيولوجي في القرن العشرين من تجميع كل خاصيات الحيوانات المختلفة في جسمٍ واحدٍ ؟ فيلسوفي المفضّل ميشيل سارّ، ترجمة وتعليق مواطن العالَم

 


 (L`Homo biologicus)

في العالَم، أصبح الإنسان قادرًا على:

-         التكاثر دون ذكر (Le clonage) مثل بعض الحشرات.

-         تَخصِيبِ أنثاه عن بُعد (La fécondation in vitro) مثل بعض الرخويات.

-         تغييرِ جنسه (Le changement de sexe) مثل بعض الأسماك.

-         تعويضِ أعضائه المريضةِ (La greffe des organes) مثل السمندل (Le triton).

-         رعاية جنينِه خارج الرحم (La couveuse des prématurés) مثل الكنغر.

-         الإسبات (Le coma) مثل القنفد  (L’hibernation).

-         العوم والغطس والطيران أقل من بعض الحيوانات وأحيانًا أفضل منها بكثيرٍ.

-         التواصل عن بُعد مثل الحوت (La baleine) أو أفضل.

 

تعليق غير صالح للتعميم: أصبح الإنسان في تونس 2017 قادرًا على:

-         الكَسبِ دون عمل مثل الطفيليات.

-         الركوع دون خشوع مثل السرعوفة (La mante religieuse).

-         التلوّن حسب المصلحة الذاتية مثل الحرباء.

-         "التهييب والتبهبير" كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.

-         إلحاق الضرر بنفسه مثل الجسم المصاب بمرض فقدان المناعة (Une maladie auto-immune).

-         الهجرة الجماعية حتى الموت مثل الجراد.

-         الكلام دون معنى مثل الببغاء.

-         التعايش مع الفضلات في الطرقات مثل الـ...

 

Référence: Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001, p. 172

 

إمضائي (تأليف الفيلسوف ميشيل سارّ، ترجمة وتعليق مواطن العالَم)

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 7 نوفمبر 2017.

 

 

vendredi 4 août 2023

الإله لا يسكن مستقبلاً إلا في العالَمِ الثالثِ والرابعِ. مقولةٌ للفيلسوف ميشيل سارّ. تعليق مواطن العالَم

 

 

L`idée principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001

 

نص مواطن العالَم:

الله يُمهِلُ ولا يُهمِلُ، "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" (قرآن) .القرية حسب فهمي الخاص هي عالَم اليوم ومترفوها المعاصرون هم الرأسماليون الغربيون ووسطاؤهم في العالَمِ الثالثِ والرابعِ. ابتلاهم الله بِدعوشةٍ فاقت في الإرهابِ دعوشةَ المسلمين، أليس هم مَن مدّ دويعشاتَنا بأداة الجريمة، أسلحةُ الدمارِ الشاملِ وعلى رأسِها اللغمُ الشخصي والقنبلةُ والرشّاشُ والمدفعُ.

 

زيّن الله لهم أنهم أصبحوا أقوياءَ من دونه فتوهّموا أنهم هم الخالقون الآمرون الناهون المتنفذون المتحكمون في مصائر شعوبهم والشعوب الأخرى. تراءى لهم أنهم نجحوا في انتحال صفات الله: القوة والجبروت والقهر والحساب والعقاب، وظنوا خطأ أن "الله مات" أو شُبِّه لهم أنهم قتلوه ودون محاكمة دفنوه ولم يُصلّوا عليه وطلبوا منا أن نترك ذكره وننساه ونحمّله مصائبنا: فقرنا وتعاستنا، جهلنا ومرضنا، سلمنا وحربنا، وهو القائل سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، حكمتان كافيتان شافيتان لو تفكرهما دعاةُ المسلمين لَحلّوا عنا وبلعوا ألسنتهم وكفوا عنا هراءهم.

 

تهيأ لهم، الرأسماليون الغربيون ووسطاؤهم في العالَمِ الثالثِ والرابعِ، أن الأمرَ استقر نهائيًّا لهم ولأولادهم من بعدهم، لا آخرة بعد الفناء التام والدنيا لهم، ولا عقاب ولا حساب، هم الله ولا إله غير آلهتهم، آلهة المال والربح والاستغلال. اغترّوا بنجاحاتهم المادية المتتالية وتوهموا أنهم اكتسبوا كل صفات الله.

صفةٌ واحدةٌ من صفاتِ الله لم يدّعوا يومًا اكتسابَها، صفةٌ واحدةٌ تبدو لي لوحدها أحق منهم بالتبجيلِ والتوقيرِ والإجلالِ والتعظيمِ، ألا وهي الرحمةُ !

 

الله يسكن حيث يسكن عباده الفقراء الضعفاء والذين بسبب فقرهم هم الأقل ضررًا بالإنسانية والبيئة وهم الأقرب إلى صفات الله الأزلية فهم الأكثر طيبة ورحمة والأقل بطشًا بإخوانهم من عباد الله.

وهل للفقيرِ الضعيفِ أنيابٌ حتى يتسنّى له نهش لحمَ أخيه ؟ ومَن أحوجُ إلى رحمة الله غير الفقيرِ المسكينِ ؟

 

إمضائي

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 8 نوفمبر 2017.

 

الأضاحي الثلاثةُ في الميثولوجيا اليهوديةِ-المسيحيةِ ؟ محاضرة للفيلسوف الفرنسي ميشيل سارّ، ترجمة مواطن العالَم

 

 

الأضْحِيَةُ الأولَى: عَزَمَ إبراهيمَ على التضحيةِ بابنِه طاعةً وتقرُّبًا لربِّهِ، فأنزلَ عليهِ الربُّ كبشًا من السماءْ لابنِه إسحاقَ فداءْ. العبرةُ: ومنذ حدوثِ تلكَ المعجزِةِ، أمسَى الحيوانُ قربانْ وحُرّمَ قتلُ الإنسانْ.

 

الأضْحِيَةُ الثانيةُ: هبّتْ على السفينةِ عاصفةٌ بحريةٌ هوجاءَ، سفينةٍ يركبُها يونسَ، فالتفت هذا الأخيرُ لمرافقيه وقال: "أنا السبَبُ، أنا المذنِبُ، ارمونِي في البحرِ ولَسَوفَ تَهدَأ العاصفةُ ومِن الموتِ غَرَقًا سوفَ تَنجَوْنَ جميعًا". وفورًا في اليمِّ رَمَوْهُ، فهدأتِ العاصفةُ وفعلاً جميعًا نَجَوْا، لكنهم ندِموا على فعلتِهم الشنيعةِ الناتجةِ عن فرطِ أنانيتِهم وقالوا: "يا لِخيبتِنا، رَمَيْنا في اللُّجِّ أفضلَنا. كيفَ نَرمِي فيه مَن يعلمُ الغيبَ ومن تستجيبُ له السماءْ ؟" أما سيدُنا يونسَ فله ربٌّ يرعاهُ، سَخَّرَ له حوتٌ عظيمٌ، في العمقِ بَلَعَهُ وعلى الشاطئ سليمًا تقيّأهُ. العبرةُ: نَجَا الإنسانْ ونَجَا الحيوانْ.

 

الأضْحِيَةُ الثالثةُ والأخيرةُ: صُلِبَ المسيحُ فداءً للبشريةِ جمعاءَ، وأصبحنا نتقرّبُ إلى الربّ بالتضحيةِ بروحه الخالِدةِ وأصبحَ لحمُه خبزًا ودمُه شرابًا.

 

الموعظة:  لا أضاحِيَ ولا قَرابينَ بعدَ اليومَ، وبِحولِ الربِّ، ربِّ العالَمينَ، أصبحنا في أعيادِنا نباتيّينَ بعد ما كنّا لَحْمِيّينَ !

 

إمضائي

و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

Aimer, c`est agir. Victor Hugo

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 12 أكتوبر 2018.

 

jeudi 3 août 2023

الأرض تدور حول الشمس أو الشمس تدور حول الأرض: النظريتان غير مدعّمتين علميًّا ! الفيلسوف ميشيل سارْ، ترجمة مواطن العالَم، دون إضافة أو تعليق

 


نص  ميشيل سارْ: "أرجَعُ إلى المُلاحَظِ (L'observé). هل الشمس تدور حول الأرض أو الأرض تدور حول الشمس ؟  النظريتان غير المؤكدتين حفظتا المظاهر (sauvent les apparences). قال الفلكيون الإغريق الذين سمّوا هذا النوع من الحياد: تكافؤ الفرضيات. كوبرنيك (Copernic) دَحَضَ نظرية مركزية الأرض عند بتوليميه (Ptolémée)، ودون براهين قرر وَضْعَ الشمس في قلب تحركات الأجرام السماوية".

 

Référence: Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001, p. 172

 

إمضائي

"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو

"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 7 نوفمبر 2017.

 

mardi 1 août 2023

Michel Serres, mon philosophe préféré

 

- أغلب الناس يستعملون في نصوصهم كلمتَي "إنسان" و"إنسانيًّا"، مفردتان لا تعنيان شيئًا في الفلسفة قل لي عن أي إنسانٍ تتحدث ؟

- في التاريخ لا تعترضنا عادة إلا أسماء المدن (أثينا، بغداد، القدس..). مدنٌ لم يكن يسكنها إلا عُشر البشر، إذن فنحن نجهل تاريخ 90% من البشر.

- يبدو لي أن الأخلاقَ بُنيت على مناصرة الفقراء والضعفاء ولا مكان فيها لنصرة الأغنياء والأقوياء، لكن في الواقع المعيش فنحن نرى الأغنياء دوما منتصرون على الفقراء !

- حوالي سنة 1970 كان العنوان البريدي يتغير مع تغير مكان الإقامة. اليوم أصبح العنوان الألكتروني ثابتًا حتى ولو غيرتَ مكان إقامتك من دولة إلى أخرى.

- في ظرف قرن تقريبا أضِيف إلى قاموس الأكاديمية الفرنسية للغة الفرنسية 37 ألف كلمة خاصة في العلوم والتكنولوجيا.  ميشال سار، عضو في الأكاديمية.

 

أسطورةُ الرجلِ الذي يمشي وهو حاملٌ رأسَه المقطوعَ بين يديه: أسطورةٌ تتحققُ اليوم؟ فكرة الفيلسوف ميشال سارّ. تَوْنَسَة وصياغة مواطن العالَم

 


الأسطورةُ:

قبل تحوّلها إلى "دين الدولة الرومانية" عن طريق الامبراطور الروماني قسطنطين الأول في بداية القرن الرابع ميلادي، كانت المسيحية تُعتبَرُ طائفةً سريةً مهمشةً وكان أتباعُها ملاحَقِينَ من قِبل أصحاب السلطة. عَقَدَ بعضُ المسيحيين في مدينة Lutèce (اسم باريس القديم) اجتماعًا سريًّا كعادتهم برئاسة أسْقُفٍ منتَخَبٍ. فاجأتهم الشرطة، وحتى ترهبهم قطعت رأسَ الأسقفِ أمام مريديه، لم يسقط الرجل بل انحنى قليلا وبلطفٍ أخذ رأسَه المقطوعَ بين راحتيه وصعد به مشيًا إلى جبل مونمارتر وفي أعلى نقطةٍ في القمة دفنه وصلى عليه صلاة الجنازة بكل سكونٍ وثباتْ.

 

التعليق:

كانت أسطورة لا تُصدق أن يحملَ رجلٌ رأسَه المقطوعَ بيديه حتى ظهر الحاسوبُ المحمولُ (Ordinateur Portable). أليس الحاسوبُ المحمولُ هو رأسُنا المفصولُ عنّا اليوم ؟ أليس هو ذاكرتنا التي تحفظ ذكرياتنا المسموعة والمرئية، الثابتة والمتحرّكة ؟ أليس هو مصدر معلوماتنا قبل اتخاذ قراراتنا ؟ أليس هو امتدادٌ وتقويةٍ لحواسِّنا البيولوجيةِ الناقصةِ فِطرِيًّا ؟ عينٌ وأذنٌ مصنّعتان متطورتان لم نكن يومًا نحلم بأٍّفضلِ منهما !  عينٌ نرى بها العالَمَ أجمعَ وأذنٌ نسمعُ بها محاضرةً في باريس أو نيويرك في ساعتها ولحظتها.

الحاسوبُ هو رأسُنا الافتراضي إذن، رأسُنا الاصطناعي التي طوّرت وضخّمت قُدُراتَ رأسِنا البيولوجي ! نحمله في الدارِ، في قاعة الدرسِ، في الطائرة والقطارْ. يَبِيتُ معنا ونرفعه بلطفٍ، ثم نضعه على الطاولة أو على ركبتينا في الليلِ والنهارْ ونموتُ معه افتراضيًّا لو انقطع الاتصال أو التيّار.

 

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)

 وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 5 جوان 2017.

فلسفة الحياة. تأليف أمين معلوف، ترجمة مواطن العالم

 

 "فيما ينفع التفكير في مَن خَلَوْا من قبلنا بما إنهم لا يمثلون شيئًا بالنسبة لنا ؟ فيما ينفع التفكير في مَن سيأتون بعدنا بما إننا لا نمثل شيئًا بالنسبة لهم ؟ لكن لو كنّا كلنا ذاهبون إلى نسيان، فلماذا نبني ونعلّي ولماذا أجدادنا بنوا وعلّوا ؟ لماذا نكتب ولماذا كتبوا ؟ نعم، في هذه الحالة، لماذا نزرع أشجارًا ولماذا ننجب أطفالاً ؟ ما الفائدة من النضال من أجل قضية وما الفائدة من الكلام حول التقدم والتطور والإنسانية والمستقبل ؟ عندما نغرق في اللحظة الحاضرة ننسى دومًا أننا محاطون بمحيطٍ من العدم وعلى العكس عندما نقلّب الزمن الذي مضى ودون أن نشعر فنحن نفتح آفاقًا أرحب في الحياة".

 

Source : Origines, Amin Maalouf, éd. Grasset & Fasquelle, Paris 2004, 507 pages, Prix en : 8,9, p. 270.

 

تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 1 أوت 2023.