jeudi 6 juin 2019

لماذا؟ مواطن العالَم



السؤال المكرر: لماذا لا توغِلُ في نقد الإسلام السياسي (النهضة)، كما توغِلُ في نقد الستالينية (حزب العمال والأوطاد)؟

الجواب المكرر:
-         الثانية، تجربة فشلتْ، انتهتْ وسقطتْ مع سقوطِ جدار برلين عام 1989، وما أنا إلا ناقلٌ أمينٌ لِحُكمِ التاريخ، أما الأولى فتجربة فتية ولا أريدُ أن أسبقَ حُكمَ التاريخ.
-         الثانية، اطلعتُ على الكثير من أدبياتها، أما الأولى فإلمامي بأدبياتها ضعيفٌ.
-         الثانية، تضم رفاقًا ظلموني وباللفظ العنيفِ آذوني، أما الأولى فلم أر من منتسبيها إلا اللطفَ والمجاملة رغم الاختلاف الصريح والمعلن، وعلى اللطفِ لا أستطيع أن أردّ إلا بلطفٍ أكبرَ ولا أرى أمامي اختيارًا غيره (à gentillesse, on ne peut rendre que gentillesse. On n’a pas d’autres alternatives).
-         الشيوعية ماضيَّ الذي لم ولن أنكره يومًا، النهضة أختلف معها جذريًّا، أعارضها (اليساري ضد الرأسمالية والليبرالية أو لا يكون)، لكنني لم أشيطنها ولن أعاديها، اليسار غير الماركسي (سابقٌ للماركسية وليس لاحقًا لها)، هو حاضري ومستقبلي الذي لن أحيدَ عنه، أما الستالينية فأمقتها مَقتًا لا رِجعة فيه.

خاتمة: محمد كشكار يجامل ولا ينافق، أما الفكر النقدي الذي أنهل منه وأنقل عنه فهو فلسفةٌ والفلاسفة لا يجاملون وهم للأساطير والخرافات بالمرصاد واقفون ولها مفكّكون وللتصورات غير العلمية هادمون وقابرون.

إمضاء: "الذهنُ غير المتقلّبِ، ذهنٌ غير حرٍّ".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 جوان 2019.


mercredi 5 juin 2019

دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في ندوة فكرية


أقدّمُ لكم مسبقًا الخطوط الكبرى لمحاضرتي القادمة إن شاء الله  (Fichier PowerPoint) حتى أشرِككم في إعدادها لعلكم تثرونها باكتشافِ خطأٍ محتملٍ قد يكون وَرَدَ فيها.

دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في ندوة فكرية

ندوةٌ فكريةٌ تُقامُ تحت إشرافِ بلدية حمام الشط، ندوةٌ يؤثثها الدكتور محمد كشكار (مواطن العالَم) حول آخر كتاب صَدَرَ للروائي الفرنكفوني اللبناني-الفرنسي، عضو الأكاديمية الفرنسية، المفكر والمؤرخ أمين معلوف ("غَرَقُ الحضارات"، أفريل 2019). 

ندوةٌ فكريةٌ تتناولُ مستقبلَ العالَمِ والعالَم العربِي خِصّيصًا بعيونِ شاهدِ عِيانٍ على العصرِ: ظاهرة  "الهُويات القاتلة"، هنتڤتون (أخطأ وأصاب)، عبد الناصر (ما له وما عليه)، الثورات المحافظة (تاتشر والخميني ودينغ هساوبينغ)، الماركسية والأقليات، فوائد المجتمع غير المتجانس، ما لِقومي وماذا دهاهم؟، وعود الرأسمالية الكاذبة، التأليف بين الإيديولوجيات (مشروعٌ واعدٌ).

التاريخ: السبت 8 جوان 2019 على الساعة 16 بمقر بلدية حمام الشط في قاعة الاجتماعات بالطابق الأول. https://drive.google.com/file/d/1gG1N57V05elj7_j0C8p5yO6U8bRWA8Oo/view?usp=sharing

lundi 3 juin 2019

أعجبني حديثٌ يُقالُ أنه موضوعٌ! مواطن العالم



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 23 جويلية 2012.

حديث: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". هناك من ينسبه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهناك من يقول أنه حديث موضوع أو ضعيف وهناك من ينسبه للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وهناك من يفسر معنى الحديث كالآتي:  ثم إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا والتهاون بأمور الآخرة. بل معناه على العكس وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا.

رغم عدم اختصاصي في المجالين، الديني واللغوي، سأحاول تناول الحديث تناولا منطقيًّا،  كحكمةٍ عربية إسلامية بغض النظر عن قائلها. و لن أذهب مذهب التفسير الأول أو العكس. و ما دامت الحكمة مشكوك في نسبتها إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهي ليست حكرا على أهل الفقه ولو لم يكن الحديث محل شك فقهي، لَما تجرأت على القرب منه والتصرف في معناه ومقاصده.  سأحاول تحيين الحكمة العربية الإسلامية قدر المستطاع. يبدو لي أنه من حق أي عربي-مسلم التصرف في تراثه المشترك كيفما يشاء دون تشويه مقصود أو تعديل سياسي أو أيديولوجي رخيص لغرض في نفس يعقوب.

سأحاول مقارنة الحكمة و قياسها منهجيًّا استنادا إلى جُمَلِ علمية مشابهة ومعاصرة بعد ما أجرِي عليها تحويرا تركيبيا فتصبح الحكمة كالآتي: "اعمل لدنياك مائة في المائة واعمل لآخرتك مائة في المائة" فتقترب الحكمة منهجيا من مقولة ألبير جاكار، عالم الوراثة الفرنسي المعاصر: "الذكاء وراثي مائة في المائة ومكتسب مائة في المائة": أبدأ بشرح الحكمة العربية الإسلامية ثم أمر إلى وبعض المقولات التي ألّفتُها أنا على المقاس:
-         "الحديث": "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا":
يبدو لي هذه الحكمة تعني أن الإنسان المسلم وهو يعمل لدنياه، يجب عليه أن لا يهمل آخرته ولو لـ"فمتوثانة" (10 puissance moins 15 seconde)، وإذا عمل لآخرته عليه أن لا يهمل كذلك دنياه. ولهذه الحكمة سند قوي الدلالة حتى ولو كان "حديثا لا أصل له"، لكنه حديثٌ يشجع و يحث على العمل ولا يتنافى حسب رأيي المتواضع مع القِيم الإسلامية الإنسانية النبيلة ومن بينها "إن العمل عبادة". زِدْ على هذه الحجة، الحجة الواردة في المقولة العربية الإسلامية المشهورة "الإسلام دين ودنيا"، وعلى حد ثقافتي، فإن الإسلام لم يُفصل يوما بين ما هو ديني - العبادة - و ما هو دنيوي - العمل.

-          مقولة عالِم الوراثة والفيلسوف ألبير جاكار: "الذكاء وراثي مائة في المائة ومكتسب مائة في المائة":
مقولة تعني أن الذكاء ينبثق من التفاعل المستمر بين الجينات الموروثة وبين محيطها المكتسب (العائلة والمدرسة والشارع والأقران والمدرّس والأصدقاء والفيسبوك والسفر والعمل.. إلخ.). وداخل هذا التفاعل الدائم، تتداخل مليارات المتغيرات المعقدة والتي يصعب تفكيكها وترتيبها وتصنيفها إلى وراثي  ومكتسب. لنأخذ مثلا قد يساعدنا بيداغوجيا على الفهم: لو عاش العالم الألماني - الأمريكي إنشتاين في بيئة رعوية صحرواية ولم يدخل المدرسة لأصبح راعيا ماهرا لا أكثر ولا أقل ولن ينزل عليه العلم من السماء ولن ينبع أيضا من جيناته ومورثاته الثلاثين ألف! ولو أخذت مواطنا متدني الاستعداد الجيني وراثيا وأدخلته أحسن الجامعات لَما صنعت منه عالما مبدعا أو عبقريا! والدليل الاجتماعي والإحصائي على صحة ما ذهبت إليه يتمثل في أن الدول العربية - على حال تخلفها اليوم - لا تنتج عباقرة ومبدعين رغم توفر القابلبة الجينية الحاضنة للذكاء فينا كما توفرت لدى كل الشعوب، لكن في المقابل كل العرب متوسطي الذكاء الذين التحقوا بالجامعات الغربية وعملوا في مخابرها وتنشقوا حريتها، أصبحوا من ألمع العلماء، ومنهم مئات الآلاف من البحاثة والعلماء المغمورين إعلاميا ومن  أشهر علمائنا بالغرب أحمد زويل وفاروق الباز ومحمد أوسط العياري وغيرهم كثيرون.

-         بعض المقولات التي ألّفتُها أنا على المقاس:
مقولة 1: "انتفاضة 14 جانفي 2011، هي ثورة شعبية مائة في المائة ومؤامرة غربية خليجية مائة في المائة":
مقولة تعني أن البوعزيزي ليس جاسوسا صهيونيا ومحمد كشكار ليس عميلا للمخابرات الأمريكية ومثله مئات الآلاف من المتظاهرين الصادقين الوطنيين التونسيين فنحن لسنا مأجورين وشهدائنا لم يكونوا مرتزقة وجرحى ثورتنا ليسوا عملاء، لكن في المقابل، أمننا "الوطني" ليس بريئا من تبعيته لأمريكا.

مقولة 2: "مشاكل تونس الحالية، أسبابها وحلولها داخلية مائة في المائة وخارجية مائة في المائة":
مقولة تعني أننا ننتخب برلماننا ورئيسنا ولنا جيشنا وأمننا والدينار عُملتنا والعربية لغتنا والإسلام ديننا ، لكن في المقابل سلاحنا نشتريه من "عدونا" وعدو الفلسطينيين، لغتنا العلمية الأولى هي الفرنسية وليست العربية، جل مشاريعنا التعليمية والتنموية مملاة علينا من البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. أنا متشائل ليس حبا في التشاؤل بل لأنني لم أر حتى الآن مؤشرا واحدا يدل على أنه سيأتي ما يخالف ذلك. ومؤشري العلمي الأول والأهم إلى اختصاصي هو إصلاح التعليم ونحن اليومَ ما زلنا نرى دار لقمان على حالها بل زادت عبثا وفوضى وتسيّبا وغِشًّا وكسلا ولا أستثني أحدا، مسئولين ومصممي برامج وإداريين ومتفقدين وقيمين وعملة وأولياء وتلامذة ومدرّسين بما فيهم شخصي المتواضع التكوين.

-         مقولة 3: "تربية الأطفال مسؤولية الوالدين مائة في المائة ومسؤولية الشارع والمدرسة والإعلام مائة في المائة":
كنتُ، وأنا أستاذ شاب غير متزوج، ألوم الأب والأم على عدم تربية أبنائهم التلاميذ، كبُرْتُ وأصبح عندي ولد، كَبُر الولد  ففهمت أن تربيته مشتركة بيني وبين أقرانه وخلانه ومدرّسيه والتلفزة والأنترنات، لا نستطيع أن نفصل سببا أو عاملا عن الآخر من كثرة تداخل جميع الأدوار وتعقدها.

-         مقولة 4: "كل مرض بشري هو عضوي مائة في المائة ونفسي مائة في المائة":
-         مقولة تعني أن العضوي والنفسي لا ينفصلان داخل الفرد ولا نستطيع أن نفصل بينهما ميكانيكيا ونقول مثلا أن الحمّى الناتجة عن الجراثيم هي مرض مائة في المائة عضوي لأن مقاومة الجسم تخضع لعوامل نفسية وعندما تنهار المناعة جراء صدمة نفسية يصبح الجسم سهل الاختراق من الكائنات الدقيقة "الانتهازية". أستثني الأمراض الجينية الوراثية كانعدام تخثر الدم (l’hémophilie) أو الشلل (la poliomyélite) أو الإعاقات الذهنية  أو العضوية (les handicaps mentaux ou sensori-moteurs ).

-         مقولة 5: " الرجل ذكر مائة في المائة وأنثى مائة في المائة والمرأة أنثى مائة في المائة وذكر مائة في المائة":
يُولد الفرد، ذكرا كان أو أنثى من 23 صبغية (كروموزوم) ذكرية و23 صبغية أنثوية، لا يفرّق بين الجنسين إلا التلاقي صدفة بين الصبغية "إيكس" الأنثوية والصبغية "إيڤراك" الذكرية فينشأ ذكرا أو تلتقي الصبغية "إيكس" الأنثوية والصبغية "إيكس" الذكرية فتنشأ أنثى (استثناءات: يوجد  XX ذكور وXY إناث). لا يوجد فرق إذن بين الذكر والأنثى إلا في زوج واحد من بين 23 زوج من الصبغيات الست وأربعين لذلك نجد صفات ذكورية عند بعض النساء وصفات أنثوية عند بعض الرجال. ولذلك لا نستطيع أن نفصل فصلا ميكانيكيا بين ما هو أنثوي وما هو ذكري عند الرجل أو عند المرأة. تلتقي الجينات الأنثوية والجينات الذكرية، النصف بالنصف، عند الرجل والمرأة على حد سواء، النوعان يتفاعلان فيما بينهما باستمرار فينتج عن تفاعلهما ذكرا أو أنثى أو جنسا ثالثا بين الجنسين، ثم ينفصل النوعان من جديد عند البلوغ وبداية صنع الخلايا التناسلية الذكرية أو الأنثوية لتلتقيان مجددا عند التلقيح أو التخصيب عند ذكر أو أنثى وهكذا دواليك، انفصال فالتقاء ثم انفصال فالتقاء وتستمر الحياة ولا يتواصل النوع البشري إلا بتكامل الأنثى والذكر ولو غاب أحدهما لانقرض الآخر (استثناء: نظريًّا ممكن للبويضة وحدها أن تعطي امرأة والحيوان المنوي يعطي رجلا مثلما جاءت النعجة المشهورة "دولِي")، فلا فضل إذن لرجل على امرأة ولا لامرأة على رجل إلا بالتمايز البيولوجي الذي لا يفضي أوتوماتيكيا أو طبيعيا للتمايز في الحقوق. الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة، حتى و إن أدت إلى الاختلاف في أداء بعض الواجبات فهي لا تؤدي حتما للتفريق الجنسي العنصري في الحقوق والآدمية الإنسانية بين الرجال والنساء.

إمضاء: على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي.


dimanche 2 juin 2019

منذ ثمانية قرون والمسلمون يؤبدون عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها بتدرج! مواطن العالَم



مقدمة:
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
         وجهة نظر شخصية ومحدودة بحكم كونها صادرة عن مسلم غير مختص في علم اجتماع الدين الإسلامي، لكن يبدو لي أن مجموعة الملاحظات التي سأسوقها في هذا المقال هي ملاحظات بديهية واضحة للعيان وقد عايشتها ستين عاما من عمري في مجتمعي التونسي المسلم.
         ستقتصر استنتاجاتي المختصرة - كي أتجنب الوقوع في الخطأ قدر ما استطعت - على محاولة الإجابة على الإشكالية التالية: هل المسلمون الذين عاشوا زمن الانحطاط، منذ القرن الثالث عشر ميلادي أو السابع هجري،  أي منذ حرق كتب ابن رشد في الأندلس إلى اليوم، هل هم يؤبدون أو يحاربون عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقوضها  بكل لطف وتدرج منذ القرن السابع ميلادي أو الأول هجري؟

الموضوع:
"مَن اجتهد وأصاب فله أجران ومَن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد" (حديث). و أنا طوال عمري قنوع بأجر واحد قد يأتي من البشر فكيف لا أكتفي بأجر واحد من خالق البشر؟
1.     الشهادتان:
"أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله"، الأولى صرخة حرية وتحرر من تبعية البشر للملوك، أما الثانية فهي تحرر البشر من تبعية الرسل بما أن محمدا هو خاتم الأنبياء والمرسلين. شهادتان جاء بهما الإسلام - وهما مفتاحه الذي لا يُفتح بمفتاح سواه، أكان مالاً أو جاها أو نسبا -  جاء بهما ليحارب عبادة البشر للبشر ويمنح الإنسان حريته نهائيا ويطلق يديه، ثقةٌ في الإنسان إلى درجة ائتمان هذا الأخير واستخلافه في الأرض. دعا الإسلام إلى حذف أي وساطةٍ بين العبد وخالقه، ونحن نرى اليوم المسلمين يعبدون ملوكهم ويبوسون أياديهم ويقيمون كنائس ويُنصّبون كهنة ويُنشئون مللا ونحلا.
2.     الصلاة:  
خمسة مرات في اليوم، يتوجه المسلم إلى ربه خاضعا ذليلا مستسلما مستضعفا، صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ونحن نرى اليوم الفساد والرشوة لا يطيب لهما العيش إلا في بلاد المسلمين.
3.     الصوم:
شهر التقوى والزهد والتعاون والتضامن والإحساس بالفقير ونحن نعيشه اليوم شهر التبذير والتبجح والتكبر والاحتكار في السلع والغش في الميزان.
4.     الزكاة:
خذ من الغني وأعط للفقير، ونحن نرى اليوم العكس، أي الغني يأخذ عنوة من الفقير. تأخذ الدولة أكثر أموال الجباية والضرائب من الفقراء لتمول بها صندوق الدعم الذي يملؤه الفقراء ويفرغه الأغنياء. ونرى أيضا دولنا الغنية تستثمر أموالها لدى الدول الغنية الداعمة لإسرائيل وللاستغلال الرأسمالي الفاحش. والغريب أن كل ما يدعو له الإسلام من قيم التعاون والتآزر والتضامن، نراها مجسمة بين الدول غير الإسلامية كدول الاتحاد الأوروبي ودول الفدرالية الأمريكية ومقاطعات الصين والهند، ونراها للأسف غائبة بين الدول العربية والإسلامية.
5.     الحج:
وكان من أعظم أهداف هذا الحج توحيد كلمة المسلمين على الحق ونحن نراهم اليوم يأتون إلى الحج بالملايين، يأتون جنسيات مختلفة، يسكنون في أحياء معزولة، يطوفون في جماعات منعزلة ويرجعون خاويي الوفاض إلا من وسخ الدنيا المتمثل في السلع المادية لهم ولعائلاتهم ولأقاربهم.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 26 أفريل 2014.

هل يحتمل وطني القِسمة على اثنين بين والدتين مزيفتين؟ مواطن العالَم



تابعوا هذه القصة التي ورد ذكرها في نص سفر الملوك الأول من العهد القديم: (1مل 3: 16- 27)
حِينَئِذٍ أَتَتِ امْرَأَتَانِ زَانِيَتَانِ إِلَى الْمَلِكِ وَوَقَفَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ. 17 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ الْوَاحِدَةُ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهذِهِ الْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ. 18 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هذِهِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا، وَكُنَّا مَعًا، وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي الْبَيْتِ غَيْرَنَا نَحْنُ كِلْتَيْنَا فِي الْبَيْتِ. 19 فَمَاتَ ابْنُ هذِهِ فِي اللَّيْلِ، لأَنَّهَا اضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. 20 فَقَامَتْ فِي وَسَطِ اللَّيْلِ وَأَخَذَتِ ابْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا، وَأَضْجَعَتِ ابْنَهَا الْمَيْتَ فِي حِضْنِي. 21   فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحًا لأُرَضِّعَ ابْنِي، إِذَا هُوَ مَيْتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي الصَّبَاحِ، إِذَا هُوَ لَيْسَ ابْنِيَ الَّذِي وَلَدْتُهُ». 22 وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ الأُخْرَى تَقُولُ: «كَلاَّ، بَلِ ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ». وَهذِهِ تَقُولُ: «لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». وَتَكَلَّمَتَا أَمَامَ الْمَلِكِ. 23  فَقَالَ الْمَلِكُ: «هذِهِ تَقُولُ: هذَا ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ، وَتِلْكَ تَقُولُ: لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». 24 فَقَالَ الْمَلِكُ: «اِيتُونِي بِسَيْفٍ». فَأَتَوْا بِسَيْفٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ. 25 فَقَالَ الْمَلِكُ: «اشْطُرُوا الْوَلَدَ الْحَيَّ اثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفًا لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفًا لِلأُخْرَى». 26 فَتَكَلَّمَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي ابْنُهَا الْحَيُّ لِلْمَلِكِ، لأَنَّ أَحْشَاءَهَا اضْطَرَمَتْ عَلَى ابْنِهَا، وَقَالَتِ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ». وَأَمَّا تِلْكَ فَقَالَتْ: «لاَ يَكُونُ لِي وَلاَ لَكِ. اُشْطُرُوهُ». 27 فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: "أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُمُّهُ". (مصدر القصة: أنترنات).

تعليق:
ومن القوميين المزيفين، يوجد الكثير في أغلب بلدان المسلمين، ولم أقل في "دار الإسلام"، لأنه ليس للإسلام دارا مفضلة على دار، والإسلام عالمي أو لا يكون، والله لم يحدد لعبادته مكانا (L’islam est une religion déterritorialisée). مع العلم أن ما يقارب 40 في المائة من المسلمين يعيشون اليوم في دول علمانية أو ما يُسمى خطأ بـ"دار الكفر"، يمارسون شعائر دينهم بحرية أفضل مما هي متوفرة في "دار الإسلام"، ويشاركون في بناء الحضارة الكونية وصنع العلم الغربي الحديث، ويطبقون بالممارسة وليس بالشعارات (مثلنا) قولة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "انصحوا الناس بصمت". قيل: "كيف يا عمر؟". قال: "بأخلاقكم". وأنا مع حفظ المقامات أقول: "انصحوا الناس بعلمكم وعملكم"، مثل ما فعل أحمد زويل وفاروق الباز ومحمد أوسط العياري، ومئات الملايين من العمال ومئات الآلاف من العلماء  المسلمين المقيمين في "دار الكفر"، وما أطيبها دارًا لو كانوا يفقهون.

لكن و للأسف الشديد، يبدو لي أن الخصمين المحلين المتصارعين عسكريا في "دار الإسلام" - السودان والصومال والعراق وسوريا - كل واحدٍ منهم  يمثل أمًّا مزيفةً، لأن كل خصم منهم يدعى أن الوطن وطنه لوحده دون خصمه الذي هو في الواقع ابن عمه، وفي نفس الوقت لم يشفق أي منهم على هذا الوطن المشترك الممزق إرَبًا إرَبًا  بينهم وبأيديهم.

وهل يرضى فردٌ وطنيٌّ صادقٌ بخدشِ وطنِه مجرد خدشٍ؟؟؟

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 17 مارس 2014.

samedi 1 juin 2019

لا يحدث إلا في تونس

يساري اجتماعي (سفيان فرحات، عضو بالمجلس الوطني لحزب التيار الديمقراطي)، يدعو يساري غير ماركسي مستقل (محمد كشكار) إلى تجربة روحانية (ختم القرآن بمناسبة ليلة القدر بجامع سيدي عبد العزيز بالمرسى)، وأنا بدوري دعوت صديقي النهضاوي (على ضيف لله) إلى مشاركتنا السهرة الرمضانية. بعد الخشوع والدعاء (0h)، أكملنا السهرية في مقهى الويفي بحمام الشط (1h). أخذَنا في سيارته من محطة برشلونة وودعنا بحمام الشط. أي لُطفٍ وأي كرمٍ! كانت تجربة عذبة ولذيذة. شكرًا أخي سفيان.

باسم الإسلام و باسم القومية، لم نخدم الإسلام وفقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم



ملاحظة منهجية:
لن أتعرض لنقد الكلمتين أو المفهومين لسببين اثنين: أولا لأنني لست مختصا في المجالين المشحونين إيمانا وعاطفة. ثانيا لأنهما مفهومان ساميان لو صدق المؤمنون بهما. آمن بالإسلام كل مسلمي اليوم دون إكراه أو عنف، وانتشر الإسلام المعاصر في الغرب دون سيف أو جزية. وباسم القومية تحررت كل مستعمرات القرن التاسع عشر ونهضت الشعوب المستقلة وتأسست الدول الحديثة.
سأرصد وأصف - دون خلفيات إيديولوجية أو حكم مسبق - المصائب التي أحدثها بعض القوميين العرب باسم القومية العربية، و التي أحدثها بعض الإسلاميين العرب باسم الإسلام، والواقع أن القومية العربية والإسلام براء من أخطاء الاثنين.
وتجنبا للمزايدة المجانية وسوء فهم بعض النقاد، أذكّر أنه باسم المسيحية مرت أوروبا بحروب قومية مدمِّرة، وباسمها أيضا أُبِيد ملايين السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وباسم اليهودية اغتُصِبت فلسطين، وباسم الشيوعية قام ستالين وماو وبول بوت بمجازر فظيعة ضد الإنسانية، وباسم القومية الغربية أقاما هتلر وموسولوني نظاميهما العنصريين الفاشيين النازيين القوميّين، والواقع أن المسيحية واليهودية والشيوعية والقومية الغربية براء من أخطاء بعض المنتسبين إليها.

باسم القومية العربية:
-         باسم الوطنية العربية، حلمنا مع عبد الناصر عقدين من الزمن ثم أفقنا على هزيمة 1967.
-         باسم القومية العربية، جاءنا عبد الناصر وسيناء جزء من الوطن، ثم فارقنا عبد الناصر وسيناء خارج الوطن.
-         باسم القومية العربية، جاءنا حزب البعث العربي السوري و الجولان جزء من الوطن، وها هو الآن يفارقنا بتلكؤ والجولان خارج الوطن.
-         باسم القومية العربية، خاض صدّام حربا ضد إيران من أجل استرجاع شط العرب، ففقدنا نصف مليون عراقي ولم نسترجع شط العرب.
-         باسم القومية العربية، احتل صدّام الكويت (الولاية 19) فاحتُلت بعدها الثمانية عشرة ولاية عراقية.
-         باسم القومية العربية، اختطف حزب الله جنودا إسرائيليين من أجل تحرير أرض "شبعا" اللبنانية، انتصرنا انتصارا معنويا باهظ الثمن (Une victoire à la Pyrrhus)، وفقدنا ألف شهيد ودُمِّرت البنية التحتية في كامل التراب اللبناني ولم نحرر"شبعا".
-          باسم القومية العربية، حارب السودان الشمالي السودان الجنوبي فخرج من العروبة نصف الوطن.
-         باسم الوطنية، قامت حرب بين الشقيقين المغرب والجزائر، لم تتكون دولة الصحراء الغربية وورث الجزائريون والمغاربة عداوة دائمة أضرّت بمصلحة الاثنين في آن.

باسم الإسلام:
-         باسم الإسلام، تأسست منظمة "القاعدة" بقيادة بن لادن، فكانت أكبر مصيبة على الإسلام والمسلمين والناس أجمعين.
-         باسم الإسلام، تدور الآن حرب أهلية ضروس بين السنّة والشيعة في سوريا واليمن.
-         باسم الإسلام، قُتِل 200 ألف مواطن جزائري في الحرب الأهلية بين الإسلاميين والجيش.
-         باسم الإسلام، قُتِل مائة وأربعون ألف مواطن سوري وشُرِّد خمسة ملايين.
-         باسم الإسلام، انفصلت غزة عن الضفة الغربية وتجزّأ المجزأ.
-         باسم الإسلام، تتناحر اليوم الميليشيات في ليبيا الشقيقة.
-         باسم الإسلام، كُفِّرَ عشرات المثقفين المسلمين ثم قُتِلُوا في لبنان ومصر والعراق والسودان والجزائر.
-         باسم الإسلام تُحارِب جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التعليم الحديث وتختطف 230 تلميذة ليلا من مبيتهن وتُزوّجهن قسرا لــ"المجاهدين".

إمضاء

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 4 ماي 2014.