mardi 3 décembre 2019

منذ نصف قرن وتونس تَشْهَدُ "جريمةً" في حقِّ الدولةِ الصلبةِ الحَكَمِ السَّنَدْ! مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات



في تونس وفي العالَم أجمع.. خَلِّينا اليوم في تونس:
خمسونة سنة من الخوصصة منذ سقوط أحمد بن صالح "الاشتراكي" وصعود الهادي نويرة "الليبرالي"، زوالٌ تدريجيٌّ لمجانية التعليم والصحة، فتح الأسواق المحلية أمام غول الاستثمار الأجنبي، قطع أرزاق المستثمرين المحليين في صناعة النسيج، إفلاس قطرة قطرة من الداخل لمؤسسات القطاع العام (أربعة بنوك عمومية، تونس الجوية، فوسفاط ﭬفصة، الصيدلية المركزية وفروعها، النقل الحديدي، إلخ.)، جرُّ المجتمع التونسي جَرًّا إلى استهلاك حاجيات غير طبيعية وغير ضرورية من قِبل أقلية (سلع الرفاهة المستوردة باهظة الثمن) على حساب  حاجيات ضرورية للأغلبية الساحقة، طبيعية وغير طبيعية (غذاء، دواء، مواد بناء، آلات طبية، إلخ.).

مجتمعٌ سائلٌ في دولةٍ سائلةٍ في عالَمٍ سائلٍ (Une société liquide dans un État liquide dans un Monde liquide)، مجتمعٌ يعيش تحت الضغط، وجيلٌ بعد جيلٍ لا يجد ما يورِّث لأبنائه بالتساوي غير الضغط، مجتمعٌ مستَنفَذُ القوى كبِغالِ الحرثْ، مجتمعٌ أحرَقَ آخر مُدّخراته المادية والمعنوية، مجتمعٌ صَرَخَ من شدة الألم في فترات متقطّعة ومتباعدة (1978، 1984، 2008، 2011، ؟؟؟)، مجتمعٌ لم يستسلمْ، لَمْلَمَ جراحَه، قاوَمَ ولا يزالُ يقاومُ العنفَ الشرعي الذي سلطته عليه، بعد الاحتلال الفرنسي، الأحزاب الحاكمة والمتعاقبة (1955-2019)، والمفارقة الكبرى أنها الأحزابُ نفسُها هي التي تَعِدُه دون حياء، تَعِدُه في كل محطة انتخابية، المزوّرة منها والديمقراطية، كلها تَعِدُ بِنبيذٍ وبِغدٍ أفضلَ: مزيدٌ من الخوصصة، تقليلٌ من التشغيل، تأخيرٌ في سن التقاعد، تشجيعٌ لتعليمٍ بسرعتين وصحةٍ بسرعتين، وعودٌ تتبخرُ حالما تنتهي الحملة الانتخابية.

Ma source d’inspiration : Le Monde diplomatique, décembre  2019, article de Serge  Halimi, «Une tuerie», p. 1

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 3 ديسمبر 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire