mercredi 4 décembre 2019

جل يساريينا الماركسيين التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أعداء الطبقة الشغيلة، صنّفهم ماركس ولم يصنفهم كشكار! مواطن العالَم، يساري تونسي غير ماركسي



إلى أي طبقة اجتماعية ينتمي عادة اليساريون الماركسيون التونسيون؟ قطعًا لا ينتمون إلى طبقة العمال بالساعد (عامل في البناء أو في المصنع أو في المنجم أو في الحقل أو في الإدارة).
كلهم ينتمون إلى الطبقة البورجوازية الصغرى: موظف، مدرّس، طبيب، مهندس، صحفي، إعلامي، محام، قاض، مدير، ر.م.ع، وزير، برلماني، مستشار، رجل أعمال (لا تتعجبوا.. عندنا في تونس رجال أعمال ماركسيين.. لو قام ماركس من قبره لَقطّع شعر رأسه ولحيته الكثيف)، إلخ.
طبقة قال فيها ماركس ما لم يقله مالك في الخمر، قال فيها: طبقة متذبذبة بين جذورها الفقيرة وبين طموحاتها البورجوازية، فلا هي تخلصت من جذورها ولا بلغت طموحاتها. البورجوازي الصغير يسعى إلى تقليد البورجوازي الكبير في مسكنه وعاداته وحتى في ملبسه وسيارته، أمنيات لن يستطيع تحقيقها كاملة بمجهوده الخاص فيلتجئ إلى العمل ضد مبادئه اليسارية التي تُضيّق عليه الفرصة وتحرّم عليه الاستغلال بجميع أنواعه.

ما العمل (Lénine : Que faire
يبيع علمه إذا كان مدرسًا (L’étude)، أو ضميره إذا كان موظفًا ساميًا أو نقابيًّا ساميًا أو قاضيًا أو محاميًا (الارتشاء أو الإكرامية أو كول ووكّل donnant-donnant)، أو نفوذه إذا كان سياسيًّا متمكّنًا (commission ou pot-de-vin)، أو كفاءته للذي يدفع أكثر إذا كان طبيبًا أو مهندسًا (القطاع الخاص، القطاع المبني على الاستغلال هو القطاع الذي يدفع أكثر، والدليل: هجرة عدد كبير منهم أخيرًا إلى أوروبا والخليج حيث يستفحل استغلال الإنسان للإنسان، يعرفون حدودهم المبدئية وعمدًا يتجاوزونها).

يسارنا، يسارٌ بلا روحانيات، أقصد الروحانيات اللائكية أي نهاية استغلال الإنسان للإنسان، لا الروح الدينية فذلك أمر بينهم وبين خالقهم.
طبقة متوسطة من المثقفين الانتهازيين تساير النظام (يسار بن علي بالمئات في المناصب العليا من المستشار إلى السفير إلى القنصل إلى الوزير إلى المدير إلى عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إلى مبعوثين لدى المنظمات الدولية إلى المرتزقة الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين)، مسايرة تتخللها بعض التجاذبات الديكورية عند وخز الضمير اليساري إن بقي اليومَ لليسار التونسي ضمير!
يسارنا، يسارٌ يسبِّق مصلحته الخاصة المتمثلة في الرغبة في التملّك (المفروض منبوذة ومحرّمة عند اليساري الماركسي)، يسبِّقها على المصلحة العامة المتمثلة في الرغبة في تحقيق الذات اليسارية المناضلة دومًا ضد استغلال الإنسان للإنسان أيًّا كان هذا الإنسان، مؤمنًا أو ملحدًا، عربيًّا أو أعجميًّا، من تونس أو من كازاخستان.

خاتمة، أتمنى أن لا تكون خاتمة اليسار التونسي:
يسارنا الماركسي، تعلّمَ، تثقفَ، تبرجزَ، استهلكَ ما لا يقدر عليه، طمع فيما ليس لديه فخان!
ألا ليت اليسار الاجتماعي يعود يومًا ويملأ قلوب غير يساريّي اليوم مثلما ملأ قلوب الجمنين جميعًا (ESS : Economie sociale et Solidaire, exp : l’expérience de Jemna)!

Ma source d’inspiration : Le Monde diplomatique, décembre  2019, article de Evelyne Pieiller, «La gauche en quête d’un supplément d’âme», p. 6

أستاذ علوم يساري باع ماركسيته ولم يبع علمه ولا ضميره
إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 4 ديسمبر 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire