mercredi 11 décembre 2019

الشيوعيون في العالَم، متهمون بتهمة مزدوجة: مناصرة اليهود/معاداة اليهود! لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات



مقدمة تخصني:
-         أنا مواطن تونسي مسلم علماني يساري أممي، أي لا فرق عندي في الإنسانية بين مسلم ويهودي إلا بما تأتيه أيدي كل واحد منهما من خير أو شر:  في تونس، تعلمتُ في حياتي عن علماء ومفكرين يهود: ماركس، تروتسكي، روزا، شومسكي، أتلان، جيزيل وسارج حليمي، جورج وسارج عَدّة و"مُوسْيُو" مِيسّينا (أستاذي السابق الرائع في مادة الفيزياء في الثالثة والرابعة ثانوي، سنتَي 70 و72) وغيرهم من العلماء والمفكرين.
-         لكن... لكنني أمقت إسرائيل واليهود الصهاينة الذين فعلوا في الفلسطينيين مثلما فعل فيهم الغرب من قتل وظلم وتشريد، وللأسف الأغلبية الساحقة من يهود العالَم صهاينة، فهل أعْتَبَرُ معادِيًا للسامية اليهودية (antisémite) أو معادِيًا للصهيونية (antisioniste)؟ ومثلي أنا، كل مَن انتقد سياسة التمييز العنصري الإسرائيلي (l’apartheid)، اعْتُبِرَ أيضًا معادِيًا لليهود (antisémite) حتى ولو كان يهوديًّا، وأشهر اليهود المعادين لسياسة إسرائيل، هو اليهودي الأمريكي، عالِم الألسنية، نعوم شومسكي.


لوموند ديبلوماتيك:
-         2017، نازيون جدد أمريكان، قالوا: "اليهود لن يعوضوننا". في أسكندنافيا، في بريطانيا، في بولونيا وفي اليونان، بعض المجموعات الهووية الصغيرة يؤكدون أن وسائل الإعلام اليهودية وحلفائهم الليبراليين من مواطني العالَم (أنا مواطن العالَم لكنني يساريٌّ ولستُ ليبراليًّا، أي أقفُ ضد العولمة الرأسمالية وليبرالييها في العالَم أجمع، عربًا كانوا أو عجمًا، مسلمين أو غير مسلمين)، هذه المجموعات هي التي شيطنت المهاجرين وحرّضت ضدهم مرددةً كذبة أنهم جاؤوا لتعويض الأوروبيين في عقر دارهم.
-         في نسختها الحالية، معاداة السامية اليهودية التآمرية تصور اليهود كأبطال الهجرة بل تقول عنهم أنهم هم قابِرو قِيم الحضارة الغربية المتمثلة في الوطن والعائلة.
-         في الماضي، الخوف من "المؤامرة اليهودية"  أخذ أشكالاً متنوعة، منها الأسطورة الأكثر ديمومة والأكثر دمارًا،  أعني بها أسطورة "اليهودية-البلشفية" المبنية على شهرة اليهود الشيوعيين القياديين، مثل ماركس، روزا، تروتسكي، زينوفياف، ليتفينوف، إلخ. أسطورة قد تبدو مفارِقةً (paradoxal) في زمنٍ يسود فيه في الإعلام وصم اليسار الراديكالي بمعاداة السامية اليهودية.
-         لدحض هذه الأسطورة: في 1920، الحزب الشيوعي البولوني يعدّ في صفوفه من 20 %إلى 40%، لكن 7% فقط من يهود بولونيا يصوتون لهذا الحزب وكثير منهم يدافعون على الصهيونية وإيديولوجيات أخرى. أما بالنسبة للكثير منهم، فاعتناقُ الشيوعية في حدِّ ذاته، يُعتبَر قطيعة مع دين أجدادهم وتضحية أخلاقية باهظة الثمن، وقليل من اليهود لديهم استعدادٌ لتقديمها (في تونس، يفتخر اليسار بالنضالات الوطنية لليهوديَّيْن التونسيين، جورج وسارج عَدّة). يوجد يهود آخرون بقوا بعيدين عن ممارسة السياسة، إمّا مدفوعين بإخلاصهم لدينهم أو تحت تأثير ميولاتهم الشخصية، حرية وفرتها الحداثة لهم ولغيرهم. فالتركيز إذن على اليهود الذين اعتنقوا الشيوعية يصبح بمثابة إدانة كل اليهود بما أتاه جزءٌ منهم.

Référence: Le Monde diplomatique, décembre  2019, extraits de l’article de Paul Hanebrink, prof d’histoire à l’Université, «Le judéo- bolchevisme, histoire d’un amalgame meurtrier. Quand la haine du communisme alimentait l’antisémitisme», pp. 20 et 21

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 ديسمبر 2019.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire