mardi 31 juillet 2018

سؤال "امْحَيِّرْنِي": لماذا كلما قلتُ لزميلٍ غير مختصٍّ في الفلسفةِ: "أنا وأنتَ لا نفهمُ في الفلسفةِ"، شَاطَ بِهِ الغَضَبُ؟ مواطن العالَم




عندي بعض الجواب؟
الغريبُ في المسألةِ أنني إذا قلتُ نفس الكلام على البيولوجيا، اختصاصي، يقبلها المتلقِّي دون حرجٍ!
ما السرُّ إذن؟
يبدو لي أن الفلسفةَ تبدو لمَن لا يعرفُها أنها معرفةٌ سهلةٌ وفي متناولِ كل مَن دَرَسَها عامًا واحدًا في الباكلوريا، ويبدو لي أيضًا أنها معرفةٌ غير محدّدةِ المجالِ كالعلومِ (فيزيا، بيولوجيا، طب، إلخ). مجالاتُها متعدّدةٌ ومختلفةٌ: العِلم، الدين، الأخلاق، الجماليّة، الكينونة، الفن، السياسة، الحياة، الموت، الميتافيزيقا، الحب، الوعي، اللاوعي، إلخ. الفلسفةُ ليست عِلمًا، وماهيتُها هي البحثُ الدائمُ عن ماهيةٍ، ولن تجدَها بفضلِ تَجَدُّدِ الأنظمةِ الفلسفيةِ. أنظِمتُها لا تموت واسم سقراط معروفٌ اليوم أكثر من أي اسم رئيس دولة معاصر. جميلةٌ أعشقها وهي أرقى أنواع المعرفة!
مَن يصحّ إذن أن نقولَ عنه اليوم أنه يعرفُ الفلسفةَ؟
هو الشخصُ الذي دَرَسَ الفلسفةَ اختصاص في الجامعة، والذي هَضَمَها وتنفّسَها يوميًّا كالأكسِجِينْ. أما الذي لم يدرُسْها فهو هاوٍ مِثلِي.
ككل المتعلّمين، درستُها في الباكلوريا عام، وبالمراسلة في جامعة رينس بفرنسا عام (Philosophie ancienne، لا أذكر من العامِ إلا اسم أفلاطون)، وفي الديداكتيك، فرعٌ من الفلسفة، في جامعة كلود برنار بفرنسا سبعة أعوام مرحلة ثالثة 
(Épistémologie de la biologie).
 قرأتُ عشرات الكتب الفلسفية واستمعتُ لعشرات المحاضرات الفلسفية على اليوتوب. ومع هذا لا أستطيعُ أن أدّعي أنني أعرفُها خاصة في حضور فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 1 أوت 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire