mardi 3 juillet 2018

ربي.. أنعمتَ عليّ.. أتوسّلُ إليك.. لا تزدْ! أنا سعيدٌ بما تفضّلتَ، وإن كتبتَ لي نصيبًا أوفرَ فحِكمتك في توزيعه على الأشدِّ احتياجًا أكبرَ. مواطن العالَم



كلامٌ كنتُ، وأنا عَلمانيٌّ يساريٌّ منبتٌّ عن مجتمعي البربري-الإسلامي-العربي، أقوله تَندّرًا، وكنتُ أصنّفُه عجزًا ونقصًا في الإرادة، أما اليوم، وأنا ما زلتُ عَلمانيًّا يساريًّا، لكنني، وبفضل الفلسفةِ الغربيةِ الناطقةِ باللغةِ الفرنسيّةِ، تصالحتُ أخيرًا مع هويةِ مجتمعي الأمازيغية-الإسلامية-العربية، فأقوله مؤمنًا مصدّقًا لِما أقولُ:
- أنعمتَ عليّ بزوجةٍ صالحةٍ وجميلةٍ، اسمها سهامْ. تقوم بشؤون البيت كاملة على أحسن ما يُرامْ. منحتني ترفَ التفرّغِ للمطالعة ومتعةِ الاستماعِ للفلاسفة العِظام.
- أنعمتَ عليّ بِولدٍ بارٍّ بأبيه. بعد زواجه، أشيرُ عليهِ برأس البنانْ فيطيعُ وهو راضٍ فرحانْ. نقلني أمس، أنا وصديقي، بسيارته إلى مقبرة ڤمرت للقيام بواجب العزاء. أخذني من باب الدار وأرجعني إلى مقهى البلميرا.
- أنعمتَ عليّ بأختٍ ضريرةٍ مستنيرةٍ جاءت، كعادتها كل صيفٍ، تؤنسني في حمام الشط، صائمةٌ في هذه الأيامِ القائظةِ، ابتغاءً في ثوابٍ من الله عزّ وجل. عمرها سبعة وسبعون عامًا. تقضي نهارَها وبعضًا من أطراف الليل تسبّحُ بحمده تعالى. تسبيحٌ قد يشفعُ يوم القيامةِ لكل سكّان حمام الشط فيدخلون الجنة.
- أنعمتَ عليّ بالسكنِ في مدينةٍ ساكنةٍ بين الجبلِ والبحرِ.
- أنعمتَ عليّ بمسقطِ رأسٍ يشرّفني الانتماءُ إلى ترابِه وأتباهى به أمام العالَمين، جمنة.
- أنعمتَ عليّ بروتينٍ لذيذٍ بِمقهى الشيحي صباحًا ومقهى البلميرا مساءً، ولن أرضى بشلالات نياغارا له بديلاَ.
- أنعمتَ عليّ بمعرفةٍ اسمها الديداكتيك، معرفةٍ جمعتْ بين عِلمِ البيولوجيا وحِكمةِ الفلسفةِ.
- أنعمتَ عليّ بقناعةٍ ورضا بالقضاء والقدر: أخصّص شهريًّا خمسين دينارًا لشراء الحوت. كنتُ أشتري بها 4 كغ "ورقة مربية". ارتفع السعر، بقيت الخمسين هي الخمسين ودخلت السردينة على الخط. تطير الأسعارْ.. تُجنّح.. يأخذها كلها بائع السردينة وتذهب الورقة إلى النارْ. السردينة أبَنّ وأنفَع للبدَنْ. سأهزم "الشاهد" وأنا راضٍ بما كتبه القدرْ، حلوًا كان أو مُرْ.
- أنعمتَ عليّ بجرايةِ تقاعدٍ تُغنيني عن السؤالْ وأدّخِرُ ثُلثَها للطوارئ من الأحوالْ.
- أنعمتَ عليّ بِتَرَفِ تعويضِ ثلاثة أصدقاء حميمين حاقدين بآلاف الأصدقاء الافتراضيين الودودين. مَن قلّ أدبه نحو شخصي، ولو ذرّة واحدة، شفويًّا كان أو كتابيًّا، أمحوه تمامًا من ذاكرتي إذا لم يقدّم لي اعتذارًا واضحًا مباشرًا جليًّا، ولن يشفعَ له عندي عمرُ صداقتنا ولو طال نصفَ قرنٍ. الله غفورٌ رحيمٌ، أما محمد كشكار فمجردُ بشرٍ، كتلةٌ من الإحساسِ، إحساسٍ بالكرامةِ، وليس بالكبرياءِ، إحساسٍ يكادُ يلامسُ عنانَ السماء.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 3 جويلية 2018.
Haut du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire