-
جاءت كلمة "شبّيحة" من كلمة شَبَح (Fantôme)، وكانت تُطلقُ على
نوعٍ أسودَ اللونِ من سيارات المرسيدس في الثمانينيات، نوعٍ مرغوبٍ من قِبل رجال "الجريمة
المنظمة". نستطيع أن نضع في صندوقها الخلفي (coffre) كمية كبيرة من السلع
المهرّبة القادمة من طرطوس وأنطاكيا على حدود تركيا ولبنان. كنايةً، كانت كلمة "شبّيحة" تعني "عصابة المرسيدس"، المجرمون
الذين يستعملون هذا النوع الأسود من السيارات.
-
كثيرٌ من هؤلاء الـ"شبّيحة" ينتمون إلى الطائفة العلوية الحاكمة،
لذلك استفادوا من حماية أعوان الدولة، لكن يوجد من بينهم أيضًا سنّة ومسيحيون
ودروز.
-
في أوائل الثورة سنة 2011، اشتغلوا "بلطجية"
للنظام، أكثروا من أعمال العنف والنهب والاغتصاب والقتل ضد المعارضين بهدف
ترويعهم.
-
مع سيطرة العسكر، أصبح هؤلاء الغِلاظ هدفًا للجهاديين
ولمحاربي "الجيش السوري الحر".
-
اليوم (2012)، "شبّيحة"
(جمع "شبّيح") تعني، في بيانات وفيديوهات الثوّار، كل ميليشيا النظام،
مخبِرًا كان أو مسلحًا. لكن ومع بروز ظاهرة طائفية الحرب الأهلية وتجريم الخصم،
أصبحت كلمة "شبّيح" مرادفًا لكلمة علوي، بينما يَنعت النظام خصومه
بالإرهابيين أو الجهاديين.
-
هذا التحوّل المفاهيمي اللغوي اختزل العلويين عمومًا إلى
وحوش، يزداد اتهامهم بالكفر على قدر دمويتهم – يشربون الخمرَ، لا يصومون رمضان
ونساؤهم لَسْنَ محجبات.
Référence bibliographique: Gilles Kepel, “Passion
arabe, Journal, 2011-2013”, Ed. Gallimard, 2013
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ"
جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 12 جويلية 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire