mercredi 11 juillet 2018

خمسة دروس في الديمقراطية تعلمتها من الانتخابات البلدية الأخيرة التي تمّت بمدينة جمنة، مسقطُ رأسي؟ مواطن العالَم




الخبر:
فاز حزب التيار الديمقراطي (محمد وسامية عبّو) بمنصب رئيس بلدية جمنة (12 عضو: 6 تيار + 4 نهضة + 2 مستقلّون). حزبٌ فتيٌّ لم يمر على تأسيسه سوى عدد أصابع اليد الواحدة. حزبٌ فقيرٌ، لا أعرفُ له مساندين أثرياء، سواءً من الداخل أو الخارج. فرعُهُ بجمنة تأسس منذ عامٍ أو أقل. فرعٌ أقلي عددًا وعُدّة من فرعِ حزب النهضة المنافِس بجمنة وأقصَرُ منه تاريخًا.
بعد الفرزِ، تمّ انتخابُ رئيس قائمة التيار رئيسًا للبلدية (عدل منفّذ). بعد التنصيبِ الرسمي، قدّم الرئيسُ الجديدُ استقالتَه من رئاسة البلدية لأسبابٍ شخصية لا فائدة من شرحها، فترشح عضوٌ من نفس القائمة لملءِ الفراغ (أستاذ فلسفة)، فاز هذا الأخير ولم تخرج الرئاسة من حزب التيار.

التعليق و الدروس الخمسة:
1.     الدرسُ الأول تعلمتُه من فرع حزب النهضة بجمنة: اعترف مباشرة بنتيجةِ الانتخابات وهنّأ الفائز من الحزب المنافس، حزب التيار الديمقراطي.
2.     الدرسُ الثاني تعلمتُه من رئيس البلدية المتخلي طوعيًّا لأسبابٍ شخصيّةٍ: الزهد في السلطة عندما تكون سلطة ديمقراطية غير مغرية لاحتِمالِ خلُوِّها من المصلحةِ الشخصيّةِ والفسادِ.
3.     الدرسُ الثالث تعلمتُه من سامية عبّو، معبودة الجماهير الجمنية، زرعت في جمنة فحصدت في جمنة، زرعت حبًّا وأملاً بوقوفها المشرِّف جدًّا مع قضية جمنة الأولى (استرجاع هنشير ستيل من براثن مستثمرَيْنِ جشِعَيْنِ فاسدَيْنِ). هذا لا يعني تمامًا أن الأحزاب الأخرى لم تساندنا، ساندتنا نهضة جمنة  واليسار المستقل بجمنة ممثلاً في اليساري الجمني الوحيد المقيم بجمنة والجبهة وحركة الشعب بڤبلي وحزب العمال بتونس (حَمَّة) وحزب الوطد الثوري (شقيقي المرحوم صالح كشكار) والشباب اليساري المستقل (غسّان، أيوب، علي، الرياحي، شرايفية، شنّة، عبد الرحمان، بوعائشة، بشير، خليل، رضا، فرحات، شاكر، وليعذرني ممّن نسيتُ وقتيًّا أسماءَهم)، بل يعني أن حب سامية من قِبل الجمنين والجمنيات كان حبًّا ربّانيًّا خالصًا لله وما لله لا يقدرُ العقلُ على تفسيرِهِ.
4.     الدرسُ الرابع تعلمتُه من جمنة: نجحت الغالية في تجاوز التعصّبِ القبلي الأعمى وارتقت إلى ممارسةِ الديمقراطية في أبهى تجلّياتها. قبلت بتنصيبِ رئيس بلدية من عرش "أ" مكان رئيس بلدية من عرش "ب" محترِمةً قانون اللعبة الديمقراطية بكل إكراهاتِهِ.
5.     الدرسُ الخامس والأخير تعلمتُه من جمنة ثانيةً: بلغني من مصادر موثوقةٍ أن الانتخابات أجرِيت في جوٍّ من الشفافيةِ والفرح والأخوّةِ والتنافس النزيهِ والحرِّ، ولم يلعب أي مالٍ سياسيٍّ أي دورٍ في التأثيرِ، لا من بعيدٍ ولا من قريبٍ، على الناخب أو الناخبة.

خاتمة: لله دَرُّكِ ياجمنة، أحنّ إليك حنين الأرضِ للمطرِ، كم أنتِ جميلةٌ وكمْ أحبُّكِ!

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 11 جويلية 2018.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire