mercredi 11 juillet 2018

واهِمٌ وغير ديمقراطي مَن ينتظرُ حلولاً جذريةً من الديمقراطية أو يطالبها بتطبيقِها! مواطن العالَم



الأنظمة الفاشية أو الديكتاتورية أو الاستعمارية، وحدها تقدر على تنفيذ الحلول الجذرية بقوة السلاح، كل حلٍّ جاهزٍ هو بالضرورة حلٌّ مَقيتٌ حتى ولو كانت نية صاحبة نبيلة، المهم في الوسائل المستعملة لتنفيذه. للتذكير أسوق بعض الأمثلة: ستالين الشيوعي أمر بِهدمِ كنيسةٍ في موسكو وأقام مكانها مرحاضًا عموميًّا، رحّل ما يقارب النصف مليون من سكان جمهورية التشاتشان-أنڤوشيا السوفياتية نحو جمهورية كازاخستان السوفياتية عقابًا لهم على انتفاضتهم المقاوِمة للتأميم القسري لأراضيهم، إلخ. هتلر النازي أباد ملايين اليهود عقابًا لهم على ممارستهم الرّبا في ألمانيا. بول بوت الستاليني زعيم الخمير الحُمر بِكمبوديا أخرج في يومٍ واحدٍ جميع سكان العاصمة "بْنومْ بِنْهْ" (حوالي مليون نسمة، رُبع سكان كمبوديا) للعمل الفلاحي بالسُّخْرَةِ (دون أجرٍ) عقابًا لهم على تبرجزهم. فرنسا الاستيطانية قتلت 45 ألف مواطن جزائري في مدينة سطيف يوم 8 ماي 1945 عقابًا لهم على تظاهرهم في الشارع مطالبين بالاستقلال التام عن "فرنسا الأم". المهاجرون الأوروبيون الأوائل أبادوا عشرة ملايين من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، احتلوا أراضيهم وأقاموا فوقها أكبر دولة في التاريخ الحديث أي منذ خمسة قرونٍ خلت، دولة "ديمقراطية" داخليًّا وغاشمة خارجيًّا. المستوطنون اليهود الأوروبيون هجّروا قسرًا جزءًا كبيرا من الشعب الفلسطيني وأقاموا فوق أرضه أكبر دولة عنصرية في التاريخ الحديث أي منذ خمسين عامًا خلت، "ديمقراطية" لليهود الوافدين وظالمة للفلسطينيين الأصيلين. والقائمة طويلة وما زالت تطول.. ربي يستر.

من حسن حظنا في تونس أن نظامنا الديمقراطي الجنيني بين ظفرين وبكل نقائصه التي أعيها جيدًا وأنقدها يوميًّا دون مزايدة على أحدٍ، لا ولن يقدر على تطبيق الحلول الجذرية المقترحة من بعض شقوقه مثل تكفير العلمانيين واليساريين وتجريمهم أو إقصاء الإسلاميين وإرجاعهم إلى السجون. من حسن حظنا أيضًا أن المجالس البلدية الجديدة المنتخبة ديمقراطيًّا لا ولن تقدر على أن تهدم الأحياء الفوضوية التي شُيِّدت بعد الثورة على عَجَلٍ ودون ترخيصٍ بلديٍّ ولو شكليٍّ.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 11 جويلية 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire