vendredi 27 juillet 2018

دردشة مقاهي بين فيلسوف حمام الشط (ماركسي) ومواطن العالَم (يساري غير ماركسي) حول دخول الإسلام إلى تونس: هل هو استعمارٌ أو فتحٌ؟



هو يغنّي وأنا أردّ عليه!
م. ع: القرطاجنيون والفرنسيون استعمرونا ولم يختلطوا بالسكان الأصليين (Les indigènes : les berbères)، أما الإمبراطورية الرومانية فقد منحت المواطنة لكل التونسيين 
(La Pax Romana : entre 29 av J.C. et 180 ap J. C
 لكن التونسيين لم يترَوْمَنوا! جاء الإسلام العربي فأسلموا وتعرّبوا!
ف. ح: فى الإسلام، يكفي ان تقول "أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَٰهَ إِلَّإ الله وأَشْهَدُ أن محمداً رسول الله"، لِتُصبحَ بين لحظةٍ وأخرى مواطنًا كامل الحقوق، حلٌّ منقِذٌ سهلٌ ومريحٌ في الدنيا والآخرة.
م. ع: كنتُ أقول عن الحضارة العربية الإسلامية مقارنةً بالحضارات الأخرى المعاصرة لها (الفارسية، البيزنطية، الصينية، الهندية)، أنها لم تبنِ ولم تُشيّد قصورًا ولا دورَ عبادةٍ فاخرةٍ، ولم تترك لنا آثارًا كالتي تركتها الحضارةُ الفرعونيةُ. والآن فهمتُ أنها لم تبنِ ما بناه الأوائلُ بسببِ عدلِها النسبي وانعدام العنصرية والإقطاعية في نظامها الاجتماعي، لكنها بَنَتْ ما هو أهم، بَنَتْ فكرةً، وبها هزمت أعتى حضارتين غنيتَين منافِستَين (البيزنطية والفارسية)، ثم أسست فوق أراضيهما إمبراطوريةً مترامية الأطراف انطلاقًا من صحراءٍ قاحلةٍ فقيرةٍ.
كنتُ أردد أيضًا استنتاجَ عالِمة الإنسان جاكلين الشابي (Anthropologue)، التي تقول فيه أن الفتوحات في العهد الأموي تمت بِواعزٍ قبلي وليس إسلامي.  والآن فهمتُ أنها تمت بِواعزٍ قبلي وإسلامي في نفس الوقت، لأن القوة المادية الخالية من فكرة تسندها لا يمكن أن تُمكّنَ قبائل عربية بدوية من نصرٍ ساحقٍ على دولٍ مركزيةٍ عريقةٍ. ثم أنهيتُ كلامي بطرحِ الإشكالية التالية: لماذا لا نرى مثل هذا النقاش الهادئ حول مسألةٍ مهمّةٍ كهذه لدي المنتمين لأحزابنا اليسارية؟
ف. ح:
 Tu cherches midi à 14h. Ils sont embrigadés. Et qu`est-ce que l`embrigadement? C`est ne plus penser par soi-même
م. ع: المفروض أن ماركسيينا، خلافًا لرفاقهم الغربيين، هم مواطنون خالون من العوائق النفسية (Les obstacles psychologiques) التي قد تمنعهم من حب الإسلام والمسلمين بما أن أهلهم مسلمون، لكن يبدو لي أن العوائق المعرفية هي التي تمنعهم (Les obstacles épistémologiques).
ف. ح: المفروض.. الوهمُ...

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 28 جويلية 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire