dimanche 19 avril 2015

زرت اليوم "المنتزه البيئي المفتوح بـجمنة" حيث لا "تُقْفَصُ" الحيوانات و يدخله مجانا كل أطفال العالَم. مواطن العالَم د. محمد كشكار

زرت اليوم "المنتزه البيئي المفتوح بـجمنة" حيث لا "تُقْفَصُ" الحيوانات و يدخله مجانا كل أطفال العالَم. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المكان: بلدية جمنة ولاية ڤبلي بالجنوب الغربي التونسي.
الزمان: ؟؟؟
المساحة: 400 هكتار من نخيل دڤلة النور و شجر الرمان و تسرح فيها حرة طليقة الحيوانات البرّية الصغيرة كالجرابيع و الفئران الحُمر و الطيور المزركشة و الحشرات و الدود.
الجهة المؤسسة و الممولة و الراعية لـ"المنتزه البيئي المفتوح بـجمنة": جمعية حماية واحات جمنة التي تأسست بعد الثورة و استرجعت هنشير المعَمَّر بجمنة من مغتصبيه الفاسدين.
ثمن تذكرة الدخول: مجانا لكل أطفال العالَم و لكل مواطن أرضه محتلة. ثمن تنازلي حسب بُعد المسافة من جمنة: دينار واحد لسكان بنزرت، ديناران لـلعاصمة، ثلاثة لـسوسة، أربعة لـصفاقس، خمسة لـڤابس، ستة لـڤبلي، ستة و نصف لـبازمة، سبعة لـلرحمات و 12 دينار لـدوز على اسمها. جمنة أكرم من أن تطلب ثمنا من ضيوفها السياح الأجانب و أكبر من أن تدعو الجمنين إلى دفع مقابل مادي للتنزه في أرضهم و ملكهم.

وصف الزيارة:
انطلقت الحافلة من تونس العاصمة على الساعة التاسعة ليلا. وصلنا جمنة السادسة صباحا. بدأ برنامج اليوم بجولة صحراوية قريبة من المنتزه تمتعنا خلالها بمشاهدة تجمع قطيع من الماعز قبل خروجه مع السارح للرعي البيولوجي و دعانا دليلنا السياحي بعدها لمعاينة جحر الجربوع و من حسن حظنا خرج الجربوع من عشه تحت الأرض و هرب من ضجيجنا فتابعنا و صوّرنا قفزاته الرشيقة. أمرنا الدليل باقتفاء أثر قدميه الخلفيتين الظاهر على الرمل النديّ، تساءلنا كلنا: لماذا، هل سنلحق به و سرعته من سرعة البرق؟ قال: تابعوا السير، تنتظركم مفاجأة! لم ننتظر كثيرا، اختفى أو انتهى الأثر. صاح الدليل: وجدته. قلنا: لا نرى شيئا. أشار إلى الأسفل و قال: لاحظوا معي هذا الرمل الطري مغاير اللون المفروش حول فتحة حفرة مغلقة حديثة الجهر، هذا جحره الجديد الجديد و من الأفضل أن لا نزعجه مرة ثانية. احترمنا رأيه و قفلنا راجعين إلى المنتزه داخل الواحة الظليلة متعبين من صعوبة المشي على الكثبان الرملية.

فاجأنا مرافقنا و عرض علينا الاستحمام في حوض السباحة المملوء بالمياه الجارية المعدنية الغنية بـالكبريت و الكلور و المانغانيز. أخذنا قسطا من الراحة ثم التحقنا بالمطعم البيولوجي، ناولَنا النادل قائمة الأطعمة: ملثوث بلحم الڤعود، بركوكش بالڤدّيد، كسكسي بلحم الماعز، رفيسة بالدڤلة و خبز الطاجين مع كأس شنينة، عصيدة بالحريڤة و غيرها من الأكلات المحلية الشهية. قيّلنا قليلا ثم زرنا متحف البرج المرمّم حديثا و تفرجنا على فيلم وثائقي  يحكي تاريخ الهنشير و تاريخ جمنة القديم و الحديث المتمثل في تجربة التسيير الذاتي الاشتراكي و إنجازات جمعية حماية واحات جمنة.

في المساء قمنا بجولة في الواحة صحبة خبير مرافق. أطلعنا على كل أنواع النخيل و جسّم أمام أعيننا جميع أنواع الأشغال التي يقوم بها عادة فلاح النخيل من زراعة الغرسة و تلقيح أزهار النخلة الأنثى بأزهار النخلة الذكر و جنْي المحصول بقطع العراجين الذهبية.

أنهينا جولتنا الرابعة مساءً بالتوجه إلى أرخص سوق دڤلة في العالم. شرى كل واحد منا ما يحتاجه لعائلته و أصحابه و أقاربه. امتطينا الحافلة و معنا مدير المنتزه الذي رافقنا إلى الطريق الوطنية رقم واحد مودعا مبتسما. حييناه بأحسن منها على أمل الرجوع في موسم "الڤطع". رجعنا إلى تونس فرحين مسرورين بجولتنا و دڤلتنا.

ملاحظة لغوية:

في اللغة لا يجتهد و يجرؤ و يضيف كلمة جديدة للقاموس إلا الأدباء الكبار أو المفكرون الأحرار: اشتققت فعل "قَفَصَ"  من اسم "قفصٌ" مثل ما يُشتق فعل "سَجَنَ" من اسم "سِجن". قَفَصَ الإنسانُ العصفورَ، أي وضعه في القفص. الإنسان هو الحيوانُ العاقلُ الواعي الوحيدُ الذي يعادي جشعا و أنانية أخاه الإنسان أو يقتل عبثا أبناء عمومته الحيوانات.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 19  مارس 2015.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire