قد يشترك المفكر الإسلامي الحر (الكاتب) و المفكر اليساري الحر (م. ع. د. م. ك.) في تبني نفس القيم الإنسانية الضرورية لتحقيق الحرية و العدالة الاجتماعية. مواطن العالَم د. محمد كشكار

قد يشترك المفكر الإسلامي الحر (الكاتب) و المفكر اليساري الحر (م. ع. د. م. ك.) في تبني نفس القيم الإنسانية الضرورية لتحقيق الحرية و العدالة الاجتماعية. مواطن العالَم د. محمد كشكار

أورد الملاحظات المقتضبة التالية للترغيب في مطالعة كتاب صديقي المفكر الإسلامي الحر محمد الحبيب الأسود "الحركة الإسلامية في تونس بين الدين و الدولة و الإرهاب"، 2014.

I.                  ملاحظات عامة:

أشارك الكاتب في ما ذهب إليه من اجتهاد بشري في التأويل العصري و المحيّن لآيات القرآن الكريم و أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم، خاصة في ما يهم الأسئلة الإشكالية المعاصرة و الحارقة التالية:

1.     إيمانه بحرية الفكر و المعتقد و عدم تكفير الناس (صفحة 52).

2.     توصيفه الصريح لحركة النهضة كعضو في التنظيم الدولي للإخوان (صفحة 53).

3.     توصيفه الصريح لحزب التحرير الذي ينكر الديمقراطية (صفحة 48).

4.     دعوته لنقد أو تحيين فكر ابن تيمية و الغزالي و البنّا و المودودي و سيد قطب و عدم إقصاء الأطروحات الليبرالية و الاشتراكية و الديمقراطية أو الأطروحات الإسلامية الأخرى المغايرة و المنافسة سياسيا و أحيّي فيه حرية الفكر و نقده الذاتي، لـ"تابو" الحركات الإسلامية المعاصرة، المتمثل في شعارَيْ: "الإسلام هو الحل" و "الجهاد في سبيل الله" (صفحة 103)، و شعاري "برنامجنا هو الإسلام" و "القرآن دستورنا" (صفحة 128).

5.     نقده اللاذع لعقدة الانتماء إلى الحركات الإسلامية التي تكبح أو تقمع المبادرة الفردية و التفكير الحر (صفحتي 118 و 158).

6.     تعريفه للحقيقة ككتلة موزعة الأجزاء على الناس جميعا مسلمين و غير مسلمين (صفحة 120).

7.     نقده للقوالب الجاهزة أو المسلمات مثل "الاقتصاد الإسلامي" و "السياسة الإسلامية" و أعجبتني جملته التالية: "وإنما هناك قيم ثابتة و شريعة متحركة جاء بها الإسلام" (صفحة 125).

8.      انحيازه المبدئي الواضح و الصريح للبرنامج السياسي الذي يحقق العدالة الاجتماعية بغض عن دين مَن يطبقه (صفحة 129).

9.      نقده للأنظمة التي تدّعي الاشتراكية أو الديمقراطية أو الجماهيرية أو الدينية الإسلامية (صفحة 157).

10.                        قوله بجواز الجهاد ضد المعتدين (وليس لنشر الدين بالإكراه العنيف) بغض النظر عن دينهم حتى لو كانوا من المسلمين و هو حق مشروع لكل الشعوب الإسلامية و غير الإسلامية لذلك يبدو لي أنه من الأفضل إطلاق صفة  مقاومة على جهاد اليوم (صفحة 156).

11.                         قوله بجواز التسامح في الإسلام حتى مع المنافق (الذي يظهر الإيمان و يضمر الإلحاد لأن الله وحده - و ليس الإنسان - متأكد من نفاقه) ما لم يتواطأ مع العدو أو يظهر الفساد (صفحة 158).

12.                        قوله بجواز التسامح أيضا مع المسلمين التاركين لصلاتهم و يوصي بتحريم تكفيرهم (صفحة 160).

13.                        نبذه للإرهاب و العنف حتى مع فرعون كما أمر الله في القرآن (صفحة 162).

14.                        قوله بعدم جواز الخروج المسلّح على الحاكم الجائر (صفحة 170).

15.                        قوله بعدم جواز تحريم الفنون بجميع أصنافها بما فيها الغناء و النحت و التصوير (صفحة 188).

16.                       دعوته الصريحة و العلنية بالتخلي عن النقاب (صفحة 200).

17.                        دعوته الشجاعة للمساواة التامة في الحقوق بين الرجل و المرأة (صفحة 201).

18.                        نعته الثورة التونسية بالثورة اليتيمة، يعني دون برنامج متميّز و دون قيادة (صفحة 211).

19.                        أوافقه في ما ذهب إليه من إدانة لإحجام الأنظمة العربية المنبثقة عن "الربيع العربي" عن تجريم التطبيع الذي نتج عنه حقن لدماء اليهود الصهاينة المستوطنين المعتدين و نتج عنه ما هو أسوأ، ألا و هو التدمير الذاتي لجل الدول العربية في حروب أهلية طائفية و عبثية (صفحة 223).

20.                        أوافقه في تحليله التالي: "ما وقع في إيران من ثورة شعبية... لن يسمح العالَم الغربي مستقبلا بحدوثه في أي بلد آخر" (صفحة 239).

21.                        لا أوافقه في  نعت المقاومة من أجل تحرير فلسطين بـ"الجهاد في سبيل الله" و ذلك بسبب تنوع انتماءات المقاومين في القضية الفلسطينية و تعدد دياناتهم و جنسياتهم، فلسطينيين و عرب و عجم: أمريكان (الآنسة التي دهسها جرّار مستوطن إسرائيلي) و يابانيين (الجيش الأحمر و عملية مطار اللّدْ) و إيطاليون (الفريق الرياضي الذي أهدى كأسه لفلسطين) و مسلمون و مسيحيون و ملحدون و بهائيون و يهود (الفيلسوف نعوم شومسكي) و لاأدريون من جميع جنسيات العالم (صفحة 223).

ملاحظة شخصية: وجدت في كتابه أفكار صديقي العزيز الجمني النهضاوي القيادي في باريس، أستاذ القرآن بكّار عزوز.

II.               المعلومات التي أضافها الكاتب لثقافتي العامة و خاصة لثقافتي الإسلامية المتواضعة:

1.     شجاعة و جرأة المرأة المتحجبة التي تحاضر أمام بورقيبة رمضان سنة 1975 (صفحة 9).

2.     تحييد المساجد عن الصراع السياسي: المعلومة معروفة حول حادثة اجتماع السقيفة لكنني أثمّن إشارته الذكية إلى أن هذا الاجتماع السياسي غير الديني وقع خارج المسجد (صفحة 77).

3.     حادثة تاريخية طريفة: حَكَمَ أبو يوسف بأن لا ولاية لهارون الرشيد على المساجد و ذلك إرضاء لأمير المؤمنين حتى يجنّبه بالحيل الشرعية نقض قسمه على زوجته زبيدة يمينا بالطلاق أن لا تبيت ليلتها في أرض للخليفة عليها سلطان (صفحة 78).

4.     أصل كلمة ديمقراطية: "كلمة "ديموس" كانت تُطلَق على المحلة التي تسكنها القبيلة، ثم أُطلِق النظام الديمقراطي عندهم (نشأت بين الأسبرطيين "سبارطا" أصحاب النظم و الإجراءات الإدارية و لم تنشأ بين الأثينيين "أثينا" أصحاب الفلسفات و البحوث النظرية...) على الحكومة التي تشترك القبائل في انتخابها ، و لم يكن اشتراكها في الانتخابات اعترافا بحق إنساني يتساوى فيه آحاد الناس، و إنما كان اعترافا بالقبيلة و اتقاء لمعارضتها (إضافة كاتب المقال: مثلما تفعل الطوائف الدينية اليوم في لبنان) و إضرابها عن العمل في الجيش و تلبية نفير الدفاع (صفحة 134).

إمضاء م. ع. د. م. ك.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

ملاحظة هامة:

جميع حقوق التأليف و النشر لجميع مقالاتي الألف إنتاجا و ترجمة أصبحت أخيرا و الحمد لله مسجلة و محفوظة لدى "اتحاد المدوّنين" و "شركة ڤوڤل العالمية". (سري للغاية و معترف بشهادتهما لدى المحاكم التونسية و الدولية).

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 5  مارس 2015.