فكرة مخالفة تماما للمنطق
السياسي السائد: عدنان الحاجي لم يكن بطلا للثورة و لا يمكن أن يكون! مواطن العالم
د. محمد كشكار
مقدمة توضيحية تجنبا لسوء
الفهم أو المزايدات الإيديولوجية التي لا تسمن و لا تغني من جوع في هذا الموضوع
الذي يتناول بالنقد شخصية نقابية بارزة مشحونة بالعاطفة:
أنا أحترم جدا المناضل
النقابي عدنان الحاجي و معجب بشخصيته الإنسانية و النقابية الفذة و "أبوس
الأرض تحت نعاله" كما قال الشاعر الفلسطيني توفيق زياد. هو بطل إنساني بأتم
معنى الكلمة: يكفيه شرفا أنه تبرع بإحدى كليتيه لفائدة زوجته المريضة وأنقذها من
عذاب "غسيل الكلى" و جنّبها ربما الموت البطيء المحتوم. هو بطل نقابي
دون منازع على المستوى الجهوي، أعني ولاية قفصة و خاصة منطقة الحوض المنجمي: لقد
دافع عن حقوق عمال المناجم ببطولة نادرة و شجاعة الفرسان و نقاوة السريرة و شهامة النبلاء
دون انتهازية و لا أغراض شخصية. هو بطل في نظر أبناء جهته و قد حاز عن جدارة تعاطفا
كبيرا على المستوى الوطني و ربما العربي و العالمي.
موضوع النقد: الاكتفاء بنقد شخصية
عدنان الحاجي السياسية على المستوى الوطني دون المساس بشخصيته الإنسانية أو
النقابية المحترمة على المستوى الجهوي:
-
كانت مطالب عدنان فئوية (فئة عمال المناجم و عائلاتهم)،
أما مطالب الثورة فهي تشمل كل فئات المجتمع (عمال و فلاحين وطلبة و تلاميذ و موظفين
و مثقفين و فقراء و بورجوازيين و معطلين و مهمشين).
-
كانت مطالب عدنان جهوية (ولاية قفصة وخاصة منطقة الحوض
المنجمي)، أما مطالب الثورة فهي تشمل كل بر تونس من بنزرت إلى تطاوين.
-
كانت مطالب عدنان اجتماعية - اقتصادية (التشغيل و
الزيادة في الأجور و التنمية الجهوية)، أما مطالب الثورة فهي تشمل الحرية و
الكرامة و التشغيل و التنمية لكل الجهات المحرومة دون تمييز حسب تواجد الثروات
الطبيعية في باطن أراضيها (الفسفاط أو الحديد أو البترول).
-
كانت مطالب عدنان محدودة سياسيا (تغيير الرئيس المدير
العام لشركة الفسفاط أو تغيير والي الجهة أو تغيير الكاتب العام للاتحاد الجهوي
للشغل)، أما مطالب الثورة فهي تشمل تغيير النظام برمته و ليس جزءا منه.
ملاحظة
هامة للأمانة العلمية:
لقد
سمعت هذه الفكرة في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية يوم أمس صباحا،
الجمعة 31 جانفي 2014، من صديقي و جليسي اليومي، الحبيب بن حميدة، أستاذ الفلسفة
القدير المتقاعد، أما التأليف و التوسع و التأثيث و الكتابة و النشر فهو من إنتاجي الشخصي.
تاريخ
أول نشر على النت:
حمام الشط، السبت 1 فيفري 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire