samedi 11 janvier 2014

اليوم اقتنعت أن حزب العمال لا يعترف تماما بحرية الرأي و لا يصغي للمواطن الناقد المستقل. مواطن العالَم د. محمد كشكار

اليوم اقتنعت أن حزب العمال لا يعترف تماما بحرية الرأي و لا يصغي للمواطن الناقد المستقل. مواطن العالَم د. محمد كشكار

دُعيت اليوم،  السبت 11 جانفي 2014، لحضور اجتماع عام بقاعة الأفراح ببلدية حمام الشط بمناسبة الاحتفال بالذكرى 28 لتأسيس حزب العمال على الساعة الثانية بعد الزوال.
حضر الرفيق حمة الهمامي على الساعة الثالثة و الربع بعد طول انتظار غير مبرر.
من الثالثة و الربع إلى الرابعة و الربع: افتتح الاجتماع الرفيق على الخميسي، مسؤول فرع حمام الشط، أخذ الكلمة بعده ممثل الشباب الشيوعي ببنعروس و خطب خطبة جوفاء رنانة عصماء، ثم تدخلت أخت باسم جمعية مساواة و أنهى الكلمات الرفيق حمة الهمامي (نصف ساعة).
كنت أنتظر فتح باب التدخلات فخاب انتظاري متعللين كعادتهم بضيق الوقت رغم أنني أعلمت مسبقا كل المسؤولين المحليين و الجهويين بنيتي في التدخل و وعدوني كلهم بتلبية طلبي و أعلمتهم أيضا أنني سوف أهدي كعبات دقلة - كنت جلبتهم معي - إلى المناضل حمة الهمامي و الجالسين جنبه بالمنصة الشرفية حتى يتفكروا حمام الشط و يعودوا إليها في مناسبات أخرى، لكنني رجعت بتمري إلى داري فرحا مقهورا.

بعد انتهاء حمة من إلقاء كلمته، خاطبت منظم الاجتماع الجالس جنبي و هومسؤول جهوي بالحزب، فقال لي بجفاء و غلظة و برود تام: "لا وجود لتدخلات". غضبت غضبا شديدا و توجهت مباشرة إلى المنصة و عبرت عن احتجاجي مباشرة لحمة، فتعذر بضيق الوقت، خرجت من القاعة مزمجرا و كنت أصرخ في وجه كل مسؤول منهم، و أمام القاعة وجدت السيد الجيلاني الهمامي الناطق الرسمي باسم الحزب و أوصلت له احتجاجي و انزعاجي. رافقاني اثنان من الحزب لا أعرفهم و اصطحباني إلى داخل القاعة لمقابلة حمة من جديد فقلت له: "للمرة الثانية، لا تسمحون للمواطنين المحليين بالتعبير عن رأيهم في اجتماعاتكم". فرد قائلا: "كل الأحزاب لا تسمح". قلت: "حضرت في هذه القاعة عدة اجتماعات حزبية و عبرت عن رأيي بكل حرية، في اجتماعات النهضة و الجمهوري". قال: "مش صحيح، نجيب الشابي لا يسمح بالكلمة في اجتماعاته". غادرته و غادرت القاعة مقموعا من قبل حزب يساري يدّعي الديمقراطية و حرية التعبير و الرأي.

إليكم الآن التدخل الذي كنت أنتوي تقديمه للحضور:
أبدأ بتقديم تهاني الحارة لحزب العمال و للمناضل حمة الهمامي و رفاقه بمناسبة الذكرى   28 لتأسيس الحزب.
نقد هدام موجه إلى الأحزاب اليسارية التونسية الثلاثة.
أقول للقيادة ما قاله عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو في الفرق بين خطأ المثقف المستقل من أمثالي و خطأ المثقف المسؤول في حزب من أمثالكم، فخطأ المثقف المستقل لا يلزمه إلا هو، أما خطأ المسؤول في حزب فقد يجرنا إلى كارثة - لا قدر الله - لأن خطابه المسؤول يساهم في صنع التاريخ و يغيّر التاريخ، فاسمعوا منا أرجوكم و انصتوا إلينا.

في البداية أورد تعريفا مختصرا لمفهوم النقد و دور الناقد: الناقد مستقل بذاته و النقد هدّام بطبعه أو لا يكون. لا وجود - حسب اجتهادي -  لنقد بنّاء لأن البناء أو تقديم البديل - كما هو متعارف عليه -  هو مهمة معقدة لا يقدر عليها الناقد العاجز عن تقديم البديل بمفرده. عندما أنقد الديكتاتورية، طبعا أريد هدمها و من أخلاقيات مهنة النقد أن لا نطالب الناقد وحده بتقديم بديل للديكتاتورية. تقديم البديل مهمة مشتركة بين الناقد و المنقود. الهدم الفكري مهمة سهلة نسبيا و ضروريا تسبق البناء العملي، يستطيع القيام بها فرد، أما البناء فهو أصعب و أعقد من الهدم، لذلك يتطلب مجهودا تفاعليا جماعيا قد ينبثق منه البديل الديمقراطي لأزمتنا السياسية الحالية. إذن فلنتكل على الله و نتعاون، علي الناقد هدم الأسوأ و عليكم بناء الأقل سوءًا و لا تنتظروا من الناقد حمدا و لا شكورا فهو شخص حر متنطع، لا يعجبه دوما العجب و لا الصوم في رجب.

النقد الأول:
لقد لاحظت أخيرا ظاهرة تغلغل المنظمات العالمية في مجال التثقيف و التكوين الجماهيري و لاحظت في نفس الوقت غياب الأحزاب اليسارية الثلاثة في هذا المجال و لن أقبل التعلل بالإمكانيات لأن النشاط مجاني و المنشطون و المحاضرون متطوعون و الفضاءات مجانية أيضا و قد قام صديقكم و صديقي الأستاذ رضا بركاتي بمفرده بتنظيم ثلاث أو أربع ندوات ثقافية في هذه القاعة بالذات و قمت أنا بتنظيم ندوة علمية في القاعة البلدية الصغرى.

النقد الثاني:
دون القيام ببحث ميداني، ألاحظ ندرة تواجد العنصر النسائي في الكوادر الوطنية و الجهوية و المحلية في الأحزاب اليسارية التونسية الثلاثة (حزب العمال و حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد و الحزب الوطني الاشتراكي الثوري) و يبدو لي، أنكم لو طبقتم مبدأ تكافؤ الفرص أو التمييز الإيجابي أو مبدأ التناصف في الترشح كما حصل في انتخابات 23 أكتوبر 2011، لكان حظ المرأة اليسارية المناضلة اليوم أوفر، خاصة بعد ما وفرت لكم الثورة التي شاركتم ضمنيا في صنعها و التحضير لها و تشاركون الآن بوضوح تام في تصحيح مسارها، وفرت لكم النشاط الديمقراطي العلني الخالي من إكراهات العمل السري التي تتعلل بها منطقيا كل الأحزاب السرية.

النقد الثالث:
على حد علمي، أعرف أنكم تنددون بمبدأ المحاصّة الحزبية التي تنتهجها الترويكا الحاكمة السابقة في تعيين المسؤولين السياسيين و تفضلون الكفاءة على الولاء الحزبي، فاسمحوا لي أن أقول لكم بكل لطف: "كيف تنهون عن شيء و تأتون مثله بحمام الشط؟". في حمام الشط، شاركتم، أنتم و الموحد و الجمهوري و الرابطة و الاتحاد و النهضة في المداولات و المشاورات مع الوالي في تعيين اللجنة الخصوصية لبلدية حمام الشط على أساس المحاصة الحزبية، و عندما لم تعجبكم القائمة النهائية و لم تأت على هواكم، طعنتم فيها لدى المحكمة الإداريّة فألغت هذه الأخيرة قرار رئاسة الحكومة المتعلِّق بتعيين نيابات خصوصيَّة و سميتموها "مسقطة" و بقي حال بلدية حمام الشط الذي تنتقدونه على ماهو عليه، فماذا ربحتم و لماذا إذن شاركتم و أنتم تعرفون النتيجة مسبقا؟

النقد الرابع:
هل يوجد في برنامجكم الحزبي فصل يؤسس لمبدأ التداول على رئاسة الحزب بعد أن خرجتم إلى العلن و تخلصتم من عقدة الزعيم الأوحد و عبادة الشخصية السائدة في الأحزاب اليسارية عموما.

النقد الخامس:
أبلّغ لكم اقتراح صديقي دون تكليف منه، صديقي الذي لا يحب ذكر اسمه. يقترح علي جريدتكم "صوت الشعب" تخصيص صفحة قارة ينشر فيها منتقدوكم أفكارهم بكل حرية. عرفت اليوم أنني أحلم و أن صديقي يحلم  و مثَلنا كمَثل الذي "يطلب العسل من طبلة بوفرززو".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 11 جانفي 2014.



1 commentaire:

  1. lundi 13 janvier 2014, à 7 h 42, mon article, médiatisé par le site "media plus", a reçu sur ce site 184 j'aime et 184 partages. publié sur mon compte, 41 j'aime, 22 commentaires et 20 partages (où il a reçu 20 j'aime et 5 commentaires), sur ma page facebook 55 vu et sur mon blog 55 vu. il a été partagé aussi par 6 autres comptes facebook (où il a reçu 6 j'aime et 1 commentaire).

    RépondreSupprimer