هل الماضي الإسلامي مطابق
للرسالة الإسلامية و هل العولمة الإسلامية المستقبلية مطابقة لماضيها؟ نقل دون
تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 10 أوت 2012.
كتاب "آفاق النهضة
العربية و مستقبل الإنسان في مهب العولمة"، أبو يعرب المرزوقي، الطبعة
الثانية 2004، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، 216 صفحة.
نص أبو يعرب المرزوقي
صفحة 122: و قد حاول ابن خلدون تحديد المعنى الأساسي لهذا النموذج
من خلال تحديد منزلة الإنسان الاستخلافية أو الرئاسية الإنسانية. لكن التاريخ
الإسلامي لم يحقق من هذا المثال شيئا يذكر يمكن أن يعتد به أو أن يعود إليه
الإنسان ليقول إنه هذا. و إذن فالعولمة الإسلامية ليست ماضيها، بل هي مستقبلها
الذي لا يزال غير محدد المعالم لكون الماضي لم يحدد الشروط التي تمكن من تحقيق
قيم الإسلام تحقيقا فعليا في التاريخ، بل اقتصر على استعمال ما كان موجودا من شروط
منافية لطبيعة رسالته ظنا من جدودنا أن مجرد التلاؤم مع الحاصل يمكن أن يعد فعلا
تاريخيا: اكتفوا بالاندراج في عولمة عصرهم الحاصلة و تخلوا عن العالمية الإسلامية
التي حدثت الثورة باسمها. الماضي الإسلامي ليس مطابقا للرسالة الإسلامية. و
كل محاولة لحصر مستقبل الإسلام في ماضيه يعد ابتعادا عنه. فكل ما يمكن أن نسلم به
لهذا الماضي هو الفعل المؤسس (منزلة الاستخلاف)، و تحقيق شرطيه: التاريخي (طموح
الفعل التاريخي الكوني أو الثقافة الإسلامية الحالية) و الجغرافي (قاعدة الفعل أو
العالم الإسلامي الحالي). و علينا أن نحدد مضمونه الموجب في القرون المقبلة بحسب
ما يمكن أن نستفيده من دراسة العولمة الحالية و العولمات السابقة (بما فيها
العولمة الإسلامية التي لم تحقق من الرسالة الإسلامية ما يقبل التحقيق تحقيقا تاما)،
و دلائل إخفاقها لتحديد الأجوبة للإنسانية جميعا و ليس لنا فحسب: إذ الأزمة ليست
خاصة بنا كما يزعم البعض بل إن الإنسانية كلها ترزح تحت آثار الحلول التي استندت
إلى الانفصام الناتج عن التوحيد الممتنع بين المثال و الواقع و لم تفهم طبيعة
الشجرة التي يضيء منها النور الإلهي و التي هي لا شرقية و لا غربية كما بين ذلك
مدلول هذين الرمزين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire