mercredi 15 janvier 2025

الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية ! فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

 

 

ما نسميه نحن "حرية" هو حقيقة خيالية من اختراع الإنسان وليس حقيقة طبيعية أو بيولوجية، أي "الحرية" هي مفهوم يصنَّف في مجال الثقافة المكتسبة وليس في مجال الطبيعة الموروثة (Sapiens, Yuval Noah Harari, 2015).

الرجل الإرهابي الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بحريته الطبيعية التي تتجسم في القتل والتنكيل !

قبل ظهور الحضارات وبعدها وقبل ظهور الديانات الأرضية والسماوية وبعدها، كان الإنسان ولا يزال بعضه حرًّا كالحيوان "حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت" أي هو نتاج الانتقاء الطبيعي لداروين. قال الفيلسوف الأنجليزي هوبز: "الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان"، وأنا أقول عن الرجل الإرهابي الداعشي أنه آلة مدربة على القتل تفوق بكثير شراسة الذئاب يا هوبز !

كانت حرب الكل ضد الكل (Le chaos) تسود العالم حتى الثورة الفرنسية سنة 1789م، خاف الفردُ أن يفقد حياته فيفقد حريته الطبيعية في المتعة الجنسية ومتعة القتل، فانبثق فيه حب الحياة (L`instinct de vie) وحكّم عقله خوفًا من الموت وقال: حتى لا أفقد حياتي سأتخلى عن حريتي 

(Je t`obéis, tu me protèges

لفائدة سلطة تمثلني (Le contrat social de Rousseau, 1762). أما الدواعش فهم لا يخافون من الموت بل يمجّدون ثقافة الموت وينشرونها ولا يعترفون حتى اليوم بالديمقراطية ولا بالعقد الاجتماعي.

هذه المسألة لا علاقة لها بالدين ولا بالتقدم لأن هذه النزعة الشهوانية والتدميرية نجدها قديمًا عند الملوك المستبدين وحديثًا عند الديكتاتوريين (سلبوا حرية مواطنيهم دون عقد اجتماعي

Les citoyens ont obéi, les dictateurs ne les ont pas protégés

والرأسماليين الجشعين والدول الاستعمارية: كان جل الملوك دواعش عصرهم، كانوا هم الوحيدون بين البشر الذين يتمتعون بحريتهم الطبيعية في ممارسة الجنس مع أي امرأة في مملكاتهم ولهم حق قتل أي مواطن دون أن يُسألوا عما فعلوا من فواحش أو جرائم. وكان الديكتاتوريون كذلك أيضًا ولا يزالون، هتلر وبول بوت فَعلا أشنع مما فعله الدواعش ألف مرة، الأول في ألمانيا، أحرق اليهود وقتل الملايين من الروس والناس أجمعين وأخصى الألمان المعاقين واستعمر نصف العالم، والثاني في كمبوديا أباد ربع شعبه في أربع سنوات. أما الرأسماليون الجشعون والدول الاستعمارية فلا شيء يردعهم أمام الربح، دمروا دولاً بأكملها، أفغانستان، الصومال، العراق، ليبيا، سوريا والقادم أظلم وأهانوا وأذلّوا اليونانيين أبناء دينهم وعِرقهم وبُناة حضارتهم ومؤسسي ديمقراطيتهم.

 

إمضائي

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 27 ديسمبر 2016.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire