mardi 28 janvier 2025

حوار حول "المحرقة" دَارَ سنة 1977 بين شخصيتين يهوديتين كبيرتين. ترجمة مواطن العالم

 


Isaac Asimov, 1920-1992, l’un des plus grands auteurs de science-fiction et Elie Wiesel, 1908-2016, philosophe qui a survécu à l’Holocauste

 

فيزال: لا يمكن لنا أن نضع ثقتنا في العلماء والتقنيين الذين ساهموا في جعل "المحرقة" أمرًا ممكنًا.

 أزيموف: ليس كل مجموعة بشرية سُلِّطَ عليها اضطهادٌ رهيبٌ هي بالضرورة مجموعة بريئة وخيّرة. كل ما أظهره المضطهِدون أن هذه المجموعة كانت في موقف ضعيف. لو كان اليهود في موقف قوة، الله أعلم، ربما كانوا أخذوا مكان المضطهِدين.

فيزال: اذكرْ لي مثالاً واحدًا قام فيه اليهود بتعذيب كائنٍ مَن كانَ.

أزيموف: كنتُ أنتظر مثل هذا الرد وقلت له: في عهد المكابيّين في القرن الثاني قبل المسيح، قام جان هيركان من يهودا باحتلال    "أدوم" وخيّر "الأدوميين" بين اعتناق اليهودية أو السيف.  ليسوا أغبياء، اختاروا اليهودية ورغم ذلك عوملوا كأهل ذمة لأنهم حافظوا على أصالتهم.

فيزال: لا يوجد مثال آخر في التاريخ القديم والحديث.

أزيموف: لأنه لا توجد حقبة تاريخية أخرى حكم خلالها اليهود فالمرة الوحيدة التي مارسوا فيها السلطة تسلطوا مثل غيرهم.

انتهى الحوار ولو كنت قادرًا على التنبئي بالمستقبل لاستشهدت بما يحدث اليوم في إسرائيل (مات سنة 1992). اليهود الأمريكان قد تصبح رؤيتهم أوضح للقضية الفلسطينية لو انعكست الأدوار وأصبح الفلسطينيون في السلطة واليهود يرمونهم بالحجارة مدفوعين بطاقة اليأس. الكتاب المقدس يقول: "لا تضطهدوا الأجنبي لأنكم أنتم أنفسكم كنتم أجانب في بلاد مصر" وكلما استشهدت بهذه الآية إلا ورمقني الجمهور بنظرات عدوانية ونقصت شعبيتي.

ملاحظة كشكار: لو كان أزيموف حيًّا يُرزَق بيننا اليوم 2025 لاستشهد بالإبادة الجماعية لـ50.000 مدني فلسطيني غزاوي قضوا نحبهم تحت قنابل إسرائيل خلال عام ونصف.

 

Source : la revue bimensuelle « Manière de Voir », février-mars 2025.

 

تاريخ أول نشر في الفيسبوك: حمام الشط في 28 جانفي 2025.

 

 

 

 

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire