vendredi 31 janvier 2025

مجال اهتمامي وانشغالي بعد التقاعد ؟ مواطن العالَم

 

 

تخيلوني في غرفتي بحمام الشط، جالسا أمام شاشة حاسوبي "العظيم"، متقشفا، زاهدا أو محروما من الشهوات المادية، الحلال منها والحرام. أكرّس الزمن القليل الذي تبقّى لي من مسيرتي المتعثّرة للقيام بمهمة واحدة وهي التالية: المطالعة والكتابة والنشر لتقديم وجهة نظر مغايرة ومخالفة لما هو سائد بهدف محاولة محاربة التصورات غير العلمية وتعويضها قدر المستطاع بتصورات علمية حتى أساهم مساهمة ولو متواضعة في تبديد ظلمات الجهل والتعصب والانحطاط المنتشرة داخل مجتمعي التونسي.

أستعير كل الكتب التي أقرأها من الأصدقاء والزملاء أو من المكتبة العمومية البسيطة بحمام الشط. لا يوجد في حياتي أي حدث آخر غير الحدث الثقافي أو الفكري. كنتُ وما زلتُ أقرأ وأترجم وأكتب وأنشر وأناقش.

بعض الأحيان، أناقش الحجرْ إن لم أجد أمامي البشرْ. أجد في المطالعة والكتابة والنشر والنقاش متعة ذهنية رائعة لا تضاهيها أي متعة حسية، متعة تفوق حسب اعتقادي المتعة التي يجدها الآخرون في اللهو والأكل والشرب. تغلبتْ لديّ الشهوة المعرفية على الشهوة المادية عكس ما يدّعي فرويد. أريد أن أعرف كل شيء لكي أنقد كل شيء.

في الواقع أنا مجروح في العمق بسبب حرماني من التدريس بالجامعة، وصلتُ متأخرًا، دكتورا في الخامسة والخمسين. وهذا الجرح هو الذي دفعني لكي أشتغل بالفكر، وأكرّس حياتي كلها للاشتغال بالفكر العلمي والنقد ومحاولة تغيير الفكر غير العلمي. أريد أن أنتقم من واقع متخلف قاهر وظالم، لا ناقة لي في انتصابِه ولا جمل، واقعٌ مجرمٌ يفرض نفسه عليّ بالقوة دون أن يترك لي حرية الاختيار.

أعتبر مقالاتي، قنابل فكرية موقوتة تريد أن تدمّر الأساسات غير العلمية التي بُني عليها هذا الواقع. ولهذا السبب دخلتُ في صراع مع كل الجهات وليس فقط مع جهة واحدة: نقدت على حد سواء، الرأسماليين والليبراليين واليساريين والقوميين والإسلاميين والسلفيين والمسلمين واليهود والمسيحيين. أقصاني اليساريون المتعصبون من دائرة نشاطهم السري سابقًا والعلني اليوم وأراهم حسنًا بي فعلوا، كرهني القوميون ولم يغفروا لي تطاولي على عبد الناصر وصدام، أما المتعاطفون مع حزب النهضة فبعضهم لم يقبل نقدي بصدر رحب. لا أعرف ماذا أفعل ؟ أسكت، أصمت، أموت غيظا وكمدا أم أصرخ، أنفجر، أتشظّى فكريًّا كالقنبلة العنقودية ؟

 

عزلوني أولاد الحرام ثم أقصوني -الله يسامحهم- أقصد -الله لا يسامحهم- ضيّقوا عليّ الخناق ولم يتركوا لي مجالا أنشط فيه بحرية مطلقة إلا مجال العالم الافتراضي، أُبْحِرُ في لُجِّهِ كما أشاء دون قيد أو شرط قد يحدّانِ من حريتي المطلقة في التعبير. رحم الله أساتذتي من الفلاسفة والعلماء غير المسلمين وشملهم الله بعفوه رغم عدم إسلامهم وأدخلهم فراديس جنانه لِمَا قدّموه للإنسانية جمعاء من خدمات جليلة لا تُحصى ولا تُعدّ، معيار الخالق في المحاسبة يوم القيامة ليس معيار المخلوق ولا يعرفه المخلوق. أنا أراه غفورًا رحيمًا بعباده المسلمين وغير المسلمين (مسيحيين ويهود وبهائيين ولاأدريين وكفار وملحدين والناس أجمعين، آمين يا رب العالمين).

 

أعرّفُ نفسي ؟ مواطن العالَم

 

 

محمد كشكار, أستاذ تعليم ثانوي في مادة علوم الحياة والأرض، متقاعد بعد 38 سنة تدريس، متفرّغ كليًّا للمطالعة والكتابة، دكتور في تعلّميّة البيولوجيا، متخرج سنة 2007 تحت إشراف مشترك من جامعة تونس وجامعة كلود برنار-ليون 1-فرنسا.

       مواطن العالَم تونسي الجنسية، أمازيغي-مسلم-عربي حسب التسلسل التاريخي: أمازيغي الجذور، ترومنت، تقرطجت، تأسلمت، تعرّبت، وتعولمت فتتونست وتونسيتي هي انبثاق من تفاعل كل هذه الحضارات المذكورة جميعا. يساري ديمقراطي، عَلماني مائة بالمائة، لكن على الطريقة الأنجلوساكسونية المتصالحة مع الدين وليس على الطريقة الفرنسية المعادية للدين. مؤمن بالعلم مائة بالمائة. مُعجب بالنمط الأسكندنافي: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة". متماهٍ مع مجتمعي التونسي الأمازيغي-الإسلامي-العربي. أممي، معادٍ للإدارة الأمريكية الحالية وملوك وأمراء الخليج العربي وحلف الناتو الاستعماري الجديد. هذا تعريفٌ أراه لوحده مُبِينًا، أتبناه حيطة وحذرا علميا، لا هروبا وتقية من التعريفات السائدة كاليسارية والعَلمانية والحداثة، هذه المفاهيم الثلاثة الأخيرة التي شُوِّهت عن قصد سياسي وغير علمي من قِبل أعدائها وغير المطلعين على تراثها العالمي الرحب والغني. شوّهها اليمينيون المثقفون وغير المثقفين الذين حمّلوها ما لا تتحمل ونسبوا إليها -جهلا وظلما وبهتانا- مفاهيم غريبة عنها كالميوعة و"قلة الرجولية" والكفر والإنبتات والخيانة الوطنية. لكن في المقابل -وللأسف الشديد- لم يحاول الشيوعيون والقوميون والاشتراكيون تطويرَ العلمانية، ولم يخلّصوها من بعض المفاهيم الشوائب التي ألصِقَت بها منذ ثلاثة قرون تقريبا،  ولم يسلّطوا نقدهم الذاتي العلني على بعض مفاهيمها المتكلّسة كشيطنة الإسلام، التي أفهمها فقط كرد فعل شرعي منهم للدفاع عن أنفسهم ضد تهديدات المتطرفين من الإسلاميين، الداعين لقتلهم ونفيهم أو صَلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، لا لشيء سوى معارضة هؤلاء الفكرية لتيار "لإسلام السياسي"، معارضةٌ سياسيةٌ وسلميةٌ بالمظاهرات والاعتصامات التي لا تعطل مرفقا عاما. أقفُ ضد دكتاتورية الحزب الطلائعي الأوحد باسم دكتاتورية البروليتاريا وعبادة الشخصيات التاريخية السياسية، وتقديس الحكام الدكتاتوريين، كَـلينين وستالين وماو وكاسترو وڤيفارا وعبد الناصر وصدام والأسد، مع احتفاظي باحترامي التام للتابعين لهؤلاء من الرفاق المعاصرين المناضلين التونسيين النقابيين القاعديين اليساريين الصادقين النزهاء، الذين تربيتُ في بيئتهم وناضلت معهم وأعترف وأشهد لهم بالوطنية والشجاعة أيام معارضتهم لبورقيبة وبن علي والحكومات المتعاقبة بعد الثورة.

 

كبعض المفكرين المسلمين، أتأرجح في موقفي الكشكاري الشخصي من الحرية بين مناصرة الحركة الاشتراكية فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية وبين مناصرة الليبرالية فيما يتعلق بالحريات الفردية.

أنهي إمضائي بمقولتين توفيقيتين جميلتين من مصدرين، يبدوان ظاهريا مختلفتَين بل متناقضتَين، لكنهما تنتميان إلى التراث الإنساني العالمي المتسامح مع حِفظ المقام العالي لرسولنا الكريم، ولا يستطيع أن ينكرهما أي من الخصمَيْن الفكريَّيْن، اليساريين والإسلاميين: 1. حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: "لن يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 2. مقولة ماركسية، آيةٌ في نكران الذات: "مِن كل حسب جهده ولكل حسب حاجته"، والسلام على اليسار واليمين المطبوعَين تونسيًّا رغم أنفَيْهما.

 

يبدو لي أنه علينا أن نغربل تراثنا العربي-الإسلامي حتى نعرف كيف نتصل بماضينا لننفصل عنه، أو كيف ننفصل عنه لنتصل به.

jeudi 30 janvier 2025

مَن أنا ؟ مواطن العالم

 

في النهاية أنا مواطن فقير بسيط عادي وأقرب المثقفين اليساريين ماديا إلى طبقة البروليتاريا، مواطن منعزل ومعزول قصدا من اليسار واليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب ولا أومن بأي إيديولوجية، يسارية كانت أو يمينية، لكن أومن بالمُثل العليا، سواء كانت سماوية المصدر أو إنسانية الإبداع.
لا حول لي ولا قوة إلا بالله والناس والفكر والثقافة الإنسانية والعلم والتكنولوجيا والمعرفة ونقد المعرفة، وليس لي أي وزن أو تأثير مباشر على الأحداث. أمارس النقد الفكري والسياسي والاجتماعي والعلمي والثقافي كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع. لا أملك بدائل جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها وغنية بما تقدّمه للمبدعين والناس العاديين، كل في مجاله. أرى أن البديل ينبثق انبثاقا من تفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم وأهل مكة أدرى بشعابها. أما أولئك الواهمون المتسرّعون، الذين يطالبون بإيجاد البديل قبل الانخراط في عملية النقد الهدّام-البنّاء في آن، فهم لا يعرفون أنها عملية طويلة وبطيئة ومعقدة وغير مضمونة النتائج مسبقا. فأي بديلٍ جديدٍ سوف يسقط سريعا في أول امتحان إذا لم يُبنَى على أسس علمية جديدة راسخة صلبة تحل محل الأسس غير العلمية القديمة المهترئة.

قال هاشم صالح صفحة 28 في كتابه مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة الإبستمولوجية في الفكر والحياة.:

 

 

"ولكن ليس من السهل على الإنسان أن يغير عقليته بين عشية وضحاها.. وهذا أمر ينبغي أن نفهمه لا أن نستهجنه ونهزأ به كما يفعل بعض المراهقين المتسرّعين. فتغير العقليات عملية صعبة وبطيئة جدا

(« Les connaissances ne changent pas automatiquement les valeurs » a dit un jour la didactique.)

مع أن المفاهيم السائدة في المجتمع العربي الإسلامي، ليست كما نعتقد أنها كانت دائما هكذا وسوف تستمر من الأزل وإلى الأبد من دون أن يطرأ عليها أي تغيير أو تبديل. إن للمفاهيم تاريخ متحول غير ثابت، وبالتالي فهي ليست أبدية ولا سرمدية على عكس ما يتوهم أكثر الناس، أميين ومتعلمين على السواء".

ماذا أفعلُ يوميًّا في الفيسبوك ؟ مواطن العالَم

 

أعمل من أجل الحث على التغيير الذاتي للتصورات غير العلمية (المفاهيم العامة غير الدقيقة أو السحرية والغيبية أو العقائد الأسطورية والخرافية الشائعة) وأسعى جاهدا إلى تفكيكها من الداخل وتسليط الضوء على كل جوانبها وزواياها وتشريحها وتشخيص نقاط ضعفها ومرافقة حامليها إبستمولوجيا وبيداغوجيا عند إعادة تركيبها لكي يرسوا مكانها بناءً معرفيًّا ذاتيًّا لتصورات علمية جديدة.

mardi 28 janvier 2025

حوار حول "المحرقة" دَارَ سنة 1977 بين شخصيتين يهوديتين كبيرتين. ترجمة مواطن العالم

 


Isaac Asimov, 1920-1992, l’un des plus grands auteurs de science-fiction et Elie Wiesel, 1908-2016, philosophe qui a survécu à l’Holocauste

 

فيزال: لا يمكن لنا أن نضع ثقتنا في العلماء والتقنيين الذين ساهموا في جعل "المحرقة" أمرًا ممكنًا.

 أزيموف: ليس كل مجموعة بشرية سُلِّطَ عليها اضطهادٌ رهيبٌ هي بالضرورة مجموعة بريئة وخيّرة. كل ما أظهره المضطهِدون أن هذه المجموعة كانت في موقف ضعيف. لو كان اليهود في موقف قوة، الله أعلم، ربما كانوا أخذوا مكان المضطهِدين.

فيزال: اذكرْ لي مثالاً واحدًا قام فيه اليهود بتعذيب كائنٍ مَن كانَ.

أزيموف: كنتُ أنتظر مثل هذا الرد وقلت له: في عهد المكابيّين في القرن الثاني قبل المسيح، قام جان هيركان من يهودا باحتلال    "أدوم" وخيّر "الأدوميين" بين اعتناق اليهودية أو السيف.  ليسوا أغبياء، اختاروا اليهودية ورغم ذلك عوملوا كأهل ذمة لأنهم حافظوا على أصالتهم.

فيزال: لا يوجد مثال آخر في التاريخ القديم والحديث.

أزيموف: لأنه لا توجد حقبة تاريخية أخرى حكم خلالها اليهود فالمرة الوحيدة التي مارسوا فيها السلطة تسلطوا مثل غيرهم.

انتهى الحوار ولو كنت قادرًا على التنبئي بالمستقبل لاستشهدت بما يحدث اليوم في إسرائيل (مات سنة 1992). اليهود الأمريكان قد تصبح رؤيتهم أوضح للقضية الفلسطينية لو انعكست الأدوار وأصبح الفلسطينيون في السلطة واليهود يرمونهم بالحجارة مدفوعين بطاقة اليأس. الكتاب المقدس يقول: "لا تضطهدوا الأجنبي لأنكم أنتم أنفسكم كنتم أجانب في بلاد مصر" وكلما استشهدت بهذه الآية إلا ورمقني الجمهور بنظرات عدوانية ونقصت شعبيتي.

ملاحظة كشكار: لو كان أزيموف حيًّا يُرزَق بيننا اليوم 2025 لاستشهد بالإبادة الجماعية لـ50.000 مدني فلسطيني غزاوي قضوا نحبهم تحت قنابل إسرائيل خلال عام ونصف.

 

Source : la revue bimensuelle « Manière de Voir », février-mars 2025.

 

تاريخ أول نشر في الفيسبوك: حمام الشط في 28 جانفي 2025.

 

 

 

 

 

 

 

lundi 27 janvier 2025

مَن هو أمين الحسيني، مفتي القدس (1920-1937) ؟ ترجمة مواطن العالم

 

 

شخصية رمزية للقومية الفلسطينية، نَفَتْهُ من فلسطين سلطة الاحتلال البريطاني سنة 1937. متهمٌ بانحيازه لدول المحور في الحرب العالمية الثانية سنة 1941. بعد إقامته بالعراق قد يكون ساهم وبصفة نشيطة، انطلاقا من روما وبرلين، في الدعاية لأنظمة النازية والفاشية وقد يكون أيضًا ساند الوحدات العسكرية البوسنية المسلمة التي تأسست سنة 1943 وضمّت 20 ألف جندي لكنها لم ترتكب انتهاكات ضد اليهود.

تم تشويه سمعته على نطاق واسع حتى قبل منفاه الأوروبي ولم يلق الحسيني أي صدى رغم حثه العرب على الانضمام إلى جيوش المحور: 6300 جندي عربي فقط مرّوا بالمنظمات العسكرية الألمانية، منهم 1300 من أصول فلسطينية وسورية وعراقية والباقي من شمال إفريقيا.

وفي المقابل ومن باب التذكير والمقارنة، تَجَنَّدَ 9.000 فلسطيني في الجيش البريطاني و250,000 مغاربي في جيش التحرير الفرنسي وكانوا يمثلون أغلبية بين موتاه وجرحاه.

طالبتْ الحركة الصهيونية -دون جدوى- مثوله أمام محكمة "نورنبارغ" بتهمة مشاركته في "المحرقة" ومن ورائه وَصْمَ الفلسطينيين بالمشاركة في الإبادة الجماعية النازية ومن ثَمَّ تبرير قيام "دولة يهودية" على أرض الميعاد (أرض فلسطين).

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، اشتعلتْ العنصرية ضد العرب والمسلمين وقَوِيَتْ الدعاية التي تقول إن يهود فلسطين 1948 معرَّضين لإبادة جماعية قد يقوم بها ضدهم العرب والمسلمون تصديقًا لنبوءة "هنتنغتون" وشعارها "صدام الحضارات". أما في الجانب المقابل وكردة فِعل بدأ العرب يقارنون بين جرائم الصهيونية وجرائم النازية.

خلاصة القول: أمين الحسيني، مفتي القدس، أصبح "كليشيه غير قابل للاستغلال" من قِبل الحركة الصهيونية (poncif inusable).

 

Source : la revue bimensuelle « Manière de Voir », février-mars 2025.

 

تاريخ أول نشر في الفيسبوك: حمام الشط في 27 جانفي 2025.

 

 

 

 

 

 

الممالك اليهودية التي سادت في التاريخ قبل وبعد الإسلام. ترجمة مواطن العالم

 

 

مملكة "حِمْيَرْ" في اليمن (القرن الخامس بعد المسيح) ومملكة "الخزر" في أوكرانيا (القرن الثامن بعد المسيح) ومملكة "أديبان" في كردستان (القرن الأول بعد المسيح) ومملكتين صغيرتين في فلسطين "إسرائيل" و"يهودا" (قبل الاحتلال الروماني لفلسطين أي قبل المسيح).

 Shlomo Sand, historien israélien non juif et non sioniste

 

ملاحظة مظافة: كلها فَتَحَهَا المسلمون.

 

Source : la revue bimensuelle « Manière de Voir », février-mars 2025.

 

تاريخ أول نشر في الفيسبوك: حمام الشط في 27 جانفي 2025.

 

dimanche 26 janvier 2025

هاشم صالح (من كتابه "مدخل إلى التنوير الأوروبي")

 

 

-       لقد خرج العرب من التاريخ بمجرد أن ماتت الفلسفة في أرضهم (أي بعد موت ابن رشد بالذات سنة 1198م - 595هـ)، أو قل بمجرد أن توقفت لغتهم عن أن تكون لغة فلسفة وعلم. باختصار لقد خرج العرب من التاريخ عندما كفّوا عن التثاقف مع الآخرين (acculturation)، عندما كفّوا عن الترجمة.

-       لا ينبغي أن نخلط بين التنوير والإلحاد أو بين التنوير والكفر كما يزعم الأصوليون المتزمتون اليوم. فالتنوير لا يعني الكفر، ولا يعني الإيمان على الطريقة التقليدية القروسطية. التنوير يعني توليد إيمان جديد ينهض على أنقاض الإيمان القديم. هنا تكمن روح عصر التنوير أو جوهره. 

-       جميع الأديان والنظريات الفكرية تتحول بعد فترة معينة من أنظمة منفتحة إلى أنظمة منغلقة ودغمائية.. العقل الفلسفي هو عقلٌ نقدي تساؤلي استفزازي بالضرورة. وبالتالي فهو يشكل السلاح الفعال ضد جميع الانغلاقات الدغمائية والإيديولوجية.

مجرم حرب يعترف بجرائمه بعد عشرين سنة من سَجنه. ترجمة مواطن العالم

 

 

في أفريل 2004، محكمة العدل الدولية بـ"لاهاي" (CIJ) حكمت على الجنرال الصربي (M. Radislav Krstié) بـ35 سنة سَجنًا بتهمة التواطئي في الإبادة الجماعية التي وقعت في "سربرينيكا" (Srebrenica) وقُتِلَ فيها 7.000 رجل مسلم أي كل الرجال الذين تفوق أعمارهم 16 سنة (غزة قُتِلَ فيها حوالي 50.000 بشر).

في 11 نوفمبر 2024، نشرت له المحكمة رسالة يعترف فيها ولأول مرة بجرائم كان ينكرها في الماضي ويطلب تمتيعه بالسراح الشرطي وهذا نصها: "لقد تأكد لي أن قوات الجيش الذي كنتُ أنتمي إليه (VRS) ارتكبت إبادة جماعية ضد مسلمي البوسنة في "سربرينيكا" في جويلية 1995 وأعترف أنني ساعدت وساندت هذه الإبادة وأنا أعلم أن بعض أعضاء القيادة العامة كانت عندهم هذه النية المبيّتة"

Source : Le Monde diplomatique, janvier 2025.

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 26 جانفي 2025.

 

 

 




 

 

 

 

 

samedi 25 janvier 2025

حفرٌ في الذات. القالب اللغوي لِـهاشم صالح والحشو لي. مواطن العالم

 

 

 حتى الآن لم أكتب حرفا واحدا إلا لنفسي: أقصد لتحرير نفسي من التراكمات التراثية التي تضغط عليَّ ومن التصورات غير العلمية التي ورثتُها عن الطفولة والعائلة والبيئة والجامعة والشباب والانتماء الأيديولوجي والمجتمع بأسره. هذا يعني أن الكتابة بالنسبة لي هي بمثابة حفر أركيولوجي في الأعماق وبمثابة تحليل علمي للذات الفردية والذات الجماعية التونسية الأمازيغية والإسلامية والعربية على حد سواء. الكتابة بالنسبة لي هي أداة نقد ضد كل ما هو سائد، في العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي، من أجل تعريته وتفكيكه أو تجاوزه إذا ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا. أما أولئك الذين يعجبهم الوضع القائم كما هو، ويريدون ليس فقط المحافظة عليه وإنما العودة به إلى الوراء أكثر، فعلاقتي بهم أبنيها بكل محبة على الجدل والتفاعل الفكري غير الأيديولوجي وليس على الرفض والإقصاء لأنني لسبب بسيط لا أستطيع شطب تاريخي التونسي الأمازيغي-الإسلامي-العربي، ولا أقدر على معاداة أهلي وأصدقائي وأحبائي مهما اختلفتُ معهم فكريا.

لم تخدعني الأيديولوجيات اليسارية المنبتّة المنتشرة في تونس وفي شتى أنحاء العالم العربي الإسلامي. كنت أشعر أن الأمور أعمق وأعظم من خلاف بين اليمين واليسار. فقد كانت هذه الأيديولوجيات تتحدث عن كل شيء ما عدا الشيء الذي ينبغي التحدث عنه وهو حالة المستضعفين في الأرض. هذه الأيديولوجيات عجزت عن تسمية الأشياء بأسمائها وعجزت عن تحمل مسؤولية الواقع ومشاكله الملتهبة لأنها تريد أن تغيره دون أن تفهمه وعجزت عن الحفر الأركيولوجي حتى تصل إلى أعماق وجذور تراث المجتمع التونسي الأمازيغي-الإسلامي-العربي.

 

حوارٌ علمي-فكري أراه شيّقًا دار اليوم صباحًا عبر الهاتف بيني وبين صديقي لطفي بكوش، دكتور في التفكير الإسلامي ومتفقد عام بالمنستير. مواطن العالم (استشرته قبل النشر)

 

 

سؤاله: كديداكتيكي، هل طرحتَ على نفسك الإشكالية التالية: كيف ننتقل من المعرفة العارفة (le savoir savant) إلى المعرفة المدرَّسة (le savoir enseigné) ؟ أعطي مثالا على ذلك: كيف ننتقل من النص القرآني إلى تدريس القرآن لتلامذة الباكلوريا في حصة التفكير الإسلامي، اختصاصي ؟

جوابي: أولاً أبدأ بتعريف المعرفة العارفة: هي المعرفة التي ينتجها العلماء وينشرونها في المجلات العلمية المختصة والمحكّمة أو يقدّمونها في المؤتمرات العلمية. ثانيا: أنا لا أصنّف نَصَّ القرآن الكريم في مجال المعرفة العارفة. القرآن معرفة إلهية والمعرفة العارفة معرفة بشرية وشتان بين المعرفتَين. لكن ما يحق لي تصنيفه في مجال المعرفة العارفة هو اشتغال علماء الدين على القرآن من شرح وتفسير وتأويل وقياس وهذا اجتهاد بشري يحق لي نقدَه أو دحضَه كأي نظرية علمية أخرى خاصة وقد توفّر لمعاصرينا من علماء الدين ما لم يتوفر لأسلافهم، توفرتْ لهم أدوات بحث وتحليل تساعدهم على تحيين الشرح والتفسير والتأويل والقياس وأعني بها العلوم الحديثة كالبيولوجيا والجيولوجيا والفلسفة والألسنية والسيميولوجيا والسوسيولوجيا والأنتروبولوجيا والأركيولوجيا والإبستمولوجيا وغيرها.

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 25 جانفي 2025.

vendredi 24 janvier 2025

سنة 1995، ثلاثون سجينة فلسطينية قدّمن أروع نموذج للتضامن والصمود ضد الاحتلال الإسرائيلي. ترجمة مواطن العالم

 

 

بالرغم من اختلاف أوساطهن الاجتماعية وتجاربهن السياسية، ثلاثون سجينة فلسطينية نجحن في نسجِ وحدة استثنائية صمّاء. سنة 1995 وفي إطار اتفاقيات أوسلو (1993-1995)، مدير سجن النساء (Hasharon)، شمال-شرق تل الربيع، أعلن عن إطلاق سراح كل السجينات -وكان عددهن ثلاثين- باستثناء سبع سجينات ملطخة أياديهن بدماء إسرائيليين (قتل أو طعن).

تضامنًا مع زميلاتهن المستثنيات، كل السجينات قررن أن يحبسن أنفسهن داخل زنزانتين اثنتين ورفضن الخروج إلا ومعهن السبع سجينات المستثنيات. بعد ستة عشر شهرًا من التفاوض، رضخت إدارة السجن إلى مطلبهن وربحوا القضية وأطلِق سراحهن كلهن جميعًا ودفعة واحدة.

"كان نصرًا تاريخيًّا على سلطة الاحتلال وكان نموذجًا فاجأ المجتمع الإسرائيلي كما فاجأ المجتمع الفلسطيني"، ما زالت تتذكر السيدة رولا أبو داهو، مناضلة من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (FPLP)، أصيلة مدينة بيت لحم ومحكوم عليها بعشرين سنة سجن.


Source : Le Monde diplomatique, janvier 2025, mon journal mensuel français préféré depuis 50 années.

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 24 جانفي 2025.

vendredi 17 janvier 2025

نحن بشرُ القرنِ 21، هل قدرُنا أن نمرّ بِـ"اختبار الموت" حتى يعترف الواحدُ منا بالآخر ؟ فكرة الفيلسوف العظيم هيڤل. نقلاً عن فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة. صياغة وتأثيث مواطن العالَم، مسالِمٌ حتى النخاع ومُحِبٌّ للآخر إلى حد التماهي معه والذوبان فيه عِشقًا

 


 (L`épreuve de la mort)

يبدو أن الاعتراف بالآخر كـ"آخر له كامل الحقوق رغم اختلافه" شيء صعبُ المنالِ والتحقيقِ لدى الإنسانية القديمة والمعاصِرة. نقيصةٌ من نقائصِ الجنس البشري أو إرثٌ جيني من ماضيه البدائي الأقرب لطبائع الحيوانات.

"اختبار الموت" هو صراعٌ بين الإنسان وأخيه الإنسان، صراعٌ بين خصمين يصل إلى ملامسة الموت عن قربٍ، ملامسةٌ تجعل كل واحد منهما يراها بعينيه، يراها مصيبة في أخيه، في ولده، في جاره، في ابن عمومته وابن قبيلته. صراعٌ ينتهي عادة بانتصار ساحقِ وماحقٍ لأحد الطرفين فينبثق عنه حلّان: تعايشٌ في حالة الاعتراف المتبادل أو انفصالٌ في حالة الإصرار على عدم الاعتراف.

1.   بعض الأمثلة الحديثة التي أفضت إلى التعايش المشترك:

-       مرّت دولة روندا أخيرًا بحربٍ أهلية، تقاتلت فيها فرقتان من شعبها (الهُوتُو 80% والتُّوتسِي 20%) سنة 1993-1994، ودفعتا الثمنَ غالِيًا جدًّا، مليون قتيل أي عُشر سكانها تقريبًا.  واليوم تجاوزت محنتها واعترف المتخاصمان بِبعضهما البعض وأصبحت رواندا نموذجًا للبلدان النامية تحقق نسبًا عالية من النمو (8 أو 9 %).

-       مرّت الشقيقة الجزائر تقريبًا بنفس المحنة، حربٌ أهليةٌ بين الجيش الرسمي والمتمردين الإسلاميين الجزائريين. الحصيلة 200 ألف قتيل. هُزِم الإسلاميون فسلّموا سلاحهم، عفَى عنهم الجيش وها هو الشعب الجزائري اليوم ينعم  بـ"الأمن مقابل الحرية".

-       في تاريخ أوروبا، تقاتلا الكاتوليك والبروتستان حتى الموت طيلة عقود دموية. واليوم ها هم يتعايشون بسلام ووئام بعد أن اعترف كل واحد من الفريقين بمذهب الآخر. فمتى نرى هذا عندنا بين السنة والشيعة. ألا تكفينا حرب العراق-إيران والمليون قتيل شيعي وسني من الطرفينِ وكلاهما عندي وبنفس الدرجة إنسان.

 

2.   بعض الأمثلة الحديثة التي أفضت إلى الانفصال الجغرافي والفصل التام بين المتحاربين:

-       في كورِيا وبعد حربٍ ضروسٍ لم يحدث الاعتراف المتبادَل بين المتحاربين، فانقسمت إلى دولة جنوبية وأخرى شمالية. الجنوبية رأسمالية والشمالية شيوعية ومهما كانت حِدة الاختلاف بينهما اليوم فهو أفضل ألف مرة من الفِتنة وهي أشد من القتل. المهم أن القتل والاقتتال توقفا وقتيا وأتمنى أن يكون نهائيًّا.

-       سنة 1945، أي في أواخر الحرب العالمية الثانية ذات الحصيلة الثقيلة، 60 مليون قتيل من العالم أجمع وبعد انتصار الحلفاء على هتلر،  حدث انفصالٌ بين الألمانيتين (شرقية وغربية) وذلك لتجنب حربٍ بين الروس والأمريكان، وفي عام 1989 ومن حسن طالع البشرية انهارت الشيوعية اللينينية-الستالينية وللأسف الشديد انتصرت الرأسمالية فحصل تعايشٌ بين القُطبَيْنِ، نَتَجَ عنه اتحادٌ بين الألمانيتين.

 

3.   بعض الأمثلة القديمة والحديثة التي أفضت إلى الاعتراف بالهزيمة والتسليم التام الوقتي أو النهائي من قِبل المهزوم للمنتصر:

-       سكان المغرب "العربي" الأصليون، أعني بهم الأمازيغ، انهزموا أمام الفاتحين المسلمين بعد مقاومة بطولية شرسة دامت 300 عام، صمدوا ثم انهزموا وعن كره أو طواعية أسلموا، تعرّبوا، انصهروا، تأقلموا، تكيّفوا، وفيهم مَن أصبح قائدًا لجيوش المسلمين وأشهرهم طارقٌ بن زياد فاتحُ إسبانيا. يبدو لي أنه يحق لِمن لم يتعرّب منهم أن يطالب اليوم بِاستعادة هُويته المسلوبة وإحياء لغته البربرية، حق يكفله لهم الإسلام قبل البيان العالمي لحقوق الإنسان.

-       صَبَرَ الإسبانُ على الاحتلال العربي-الإسلامي، لكنهم لم يقبلوا ولم يُسلِّموا ولم يُسلِموا ولم يتأقلموا ولم ينصهروا ولم ييأسوا من رحمة ربهم فمنّ عليهم وخلصهم منه بعد ثمانية قرونٍ من المعاناة بِغض النظر عن إنجازات المسلمين الحضارية في حَضَرِ الأندلس (فلسفة، علم، موسيقى، معمار، فلاحة، إلخ) فهي فخرٌ للمسلمين وحدهم وتبقى في تاريخهم يعتزون بها كما يشاؤون وليس كما يشاء السكان الأصليون المسيحيون. الإسبانيون قاوموا الدخلاءَ المسلمين ولم يرضوا بالفتح وتمسكوا بدينهم ورفضوا الإسلام وهم أحرار، ولا إكراه في الدين، والإنسان الحر بطبيعته يرفض أن يُقاد عنوة ولو للجنة والإسلامُ لا يرضى بإذلال الإنسانِ مهما كان دينُ هذا الإنسان، لا بل يحترم مَن لا يُبدّل دينه ويحتقر مَن يفعلها خوفًا أو طمعًا أو نفاقًا والله أولَى بالخِشيةِ من الحاكمِ المسلمِ وهو أعلَمُ بما في الصدور. أما علاقنا نحن مع مجيء الإسلام في المغرب فمختلفة تمامًا: ارتأى أغلبُنا وبِصفة بَعدية (بعد 300 عام) أن الفتحَ الإسلامي فتحٌ وليس استعمارًا غاشمًا بعد ما رآهُ نصفُ أجدادِنا البربر ولأول وهلة احتلالاً، ورضينا بِالإسلام دينًا وبِالعربية لغةً وبِالعروبة قوميةٌ (إلا بعض الأمازيغ المحافظين على أمازيغيتهم ولهم كامل الحق في ذلك) وذُبنا فيهم الثلاثة (الدين واللغة والقومية) وأصبحنا من أشد المدافعين عليها بل اعتبرناها من ثوابت هُويتِنا والحمد لله. 

-       أقرّت ألمانيا واليابان بِهزيمتهما أمام الأمريكان، ومن فرط فِطنتهم وذكائهم استنبطوا مقاومةً من نوعٍ جديدٍ، عنوانها "العلم والعمل" وأصبحا أفضل أمَّتَيْنِ أُخْرِجتا للناس في القرن العشرين.

-       في إسبانيا قامت ثورة في الخمسينيات، انتصرت فيها الفاشية الفرنكية على الجمهوريين الكوسموبوليتيين ثم خمدت الحرب الأهلية ودام الاستقرار للمنتصر عقودًا ثلاثة ثم سقط سقطة مدوية واسترجعت إسبانيا عافيتها وديمقراطيتها وهبت فأقلعت وبسرعة التحقت بِركبِ الأمم المتقدمة.

 

 

خاتمة متفائلة: يبدو لي أن "اختبار الموت" ليس قدرًا محتومًا على الإنسانية وما على الشعوبِ إلا أن تمرّ به قسرًا للوصول إلى التعارف المتبادَل والتعايش السلمي. أنا من موقعي وجانِبِي أرى أن "اختبار الحب والإيمان بِإمكانيةِ إعادةِ أنْسَنَةِ الإنسانية" أفضل طريقٍ وأسلمِها وأقصرِها لو وَعَتِ البشرية بقيمة البشرية. وأتمنى أن يُجنّبنا الله في تونس المرور بـ"اختبار الموت" بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، أوَ ليس هو القائل سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

الله قال "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" ولم يقل "أقواكم أو أذكاكم أو أشرفكم أو أجملكم أو أغناكم" فالبشر ليسوا بحيوانات حتى يحكمهم قانون داروين القائل بمبدأيْ "الانتقاء" و"البقاء للأصلح".

 

إمضائي

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 9 أفريل 2017.

Haut du formulaire

 

اللاعنف. مواطن العالم وغاندي الهوى

 

 

بلدان كبيرة تحررت من الاستعمار الغربي دون عنف: الهند وجنوب إفريقيا.

بلدان كبيرة فتحها المسلمون دون عنف: أندونيسيا.

إمبراطوريات عظيمة سقطت دون عنف: الاتحاد السوفياتي سابقا.

ثورات نجحت دون عنف: الثورات الملوّنة في أوروبا الشرقية.

 

ملاحظة ديونتولوجية: رغم أنني لا أوافقهم جميعًا لكنني لا أشك في نوايا التونسيين -يساريين وإسلاميين وقوميين- المساندين للمقاومة المسلحة في فلسطين وأحترم خاصة المؤمنين بالعنف الصادقين مع أنفسهم الذين انضمّوا إلى الصفوف الأولى للمقاومة المسلحة نصرة لرفاقهم أو إخوانهم مثلما فعل الجمهوريون الأوروبيون في حرب أسبانيا ضد فرانكو والكوبيون في أنغولا ضد جنوب إفريقيا العنصرية والشيوعيون العرب في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضد إسرائيل والإسلاميون العرب في أفغانستان ضد الاستعمار السوفياتي.

 

Gandhi a dit : « L’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il peut s’appuyer
mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera ».

« Je crois en vérité que s'il fallait absolument faire un choix entre la violence et la lâcheté, je conseillerais la violence ». (...) Mais je crois que la non-violence est infiniment supérieure à la violence ».

ترجمة: "لن يجد العدو عندي مقاومة مادية هامشية قد يوظفها لمصلحته بل مقاومة روحية تعميه".

تعليقي: وحديثنا قياسٌ ‼

"أعتقد أنه لو وجب حتمًا على إنسانٍ أن يختارَ بين العنف والجُبن. قد أنصحُه باختيار العنف (...) لكنني أومن أن اللاعنفَ أفضلَ بكثيرٍ من العنفِ".

 

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 18 جانفي 2025.