lundi 7 janvier 2019

عشرةُ مبادئَ ساميةٌ، لو كنتُ ماركسيًّا تونسيًّا ملحِدًا وأردتُ تأسيسَ حِزبٍ لَحَبّرتُها في الديباجةِ، ولو كنتُ إمامًا لَردّدتُها في كل خُطبةٍ، ولو كنت صوفيًّا لحلّقتُ بأجنِحتِها فوق العرشِ، ولو لم يكن محمدُ خاتمَ الأنبياء لأعلنتُ بها النبّوةَ فورًا! مواطن العالَم



أبدأ بالأهَمِّ قبل المهِمِّ وبالمقدَّسِ قبل الأقلّ تقديسًا:
1.     حرية المعتقد (La liberté de conscience):
قرآن: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" - "لكم دينكم ولي دين" - "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ".
2.     احترام حياةِ الإنسانِ وحُرمتِهِ الجسديةِ والنفسيةِ (La sacralisation de la vie humaine):
قرآن: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (لا فرقَ بن نفسٍ مسلمةٍ و نفسٍ غير مسلمةٍ).
3.     نبذُ التكفيرِ إثر فشلٍ في التبشيرِ (Bannir l`excommunication suite à un échec du  prosélytisme):
قرآن: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
4.     الرحمة (La Miséricorde):
بابُ التوبةِ النصوحةِ مفتوحٌ - عند ربي - على مِصراعَيهِ إلى آخر رمقٍ قبل الموتِ.
5.     احترامُ اليهودِ والمسيحيينَ (Le respect des juifs et des chrétiens):
ربي حلل للمسلم الزواجَ بامرأةٍ يهوديةٍ أو مسيحيةٍ، أي باركها أمًّا وجدة لذرّيتك، فهل هنالك إجلالٌ لليهودِ والمسيحيينَ أكثر من هذا الإجلالِ، ونحن نعرف أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وحرّم عليك إكراهها على تغيير دينِها الأصلي واعتناقِ دينك، لا بل أمرك بمرافقتها كل يوم أحد إلى باب كنيستها أو كنيسها وانتظارها حتى تفرغ من صلاتها.
6.     الإيثارُ والغَيريةُ (L`altruisme):
حديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (أخيه، مسلمًا كان أو غير مسلمٍ) - "من غش فليس منا" (من غش مسلمًاً أو غير مسلمٍ).
7.     تقوى الله وخِشيتِه في عباده المسلمين وغير المسلمين (La Piété):
كان سيدنا إبراهيم الخليل لا يتعشى حتى يمر عابر سبيل يشاركه طعامه. قدِم يومًا عابرُ سبيل، أكل وشرب ثم طلب من إبراهيم أن يوقد له نارا ففعل سيدنا. قام الضيف يصلي للنار فنهره النبي وطرده قائلا: أتُعبدُ النارُ في بيت الخليل؟ كلّمه الله مهاتِفًا مربيا: يا إبراهيم كم عمر هذا الضيف؟ قال: ستون سنة. قال: تحملته أنا ستون سنة ولو شئتُ لقبضتُ روحَه، و أنت لم تصبِر عليه وتتحمله ليلة واحدة!
8.     المحبّة (L'amour):
صديقي بكار عزوز، أستاذ القرآن بباريس، قال: الإسلام رسالة للعالمين، مسلمين وغير مسلمين، وهو هدية لهم جميعا من السماء. والمسلم مطالب بأن يبلّغ الهدية إلى صاحبها غير المسلم. فكيف سيهدي أغلى هدية في الوجود إلى شخص يكرهه؟ لذلك قدرُ المسلم أن يحب الناس جميعا، يحب المسيحي واليهودي والبهائي والهندوسي والبوذي واللاأدري والملحد والإرهابي والمجرم والمثلي والسليم والسقيم، لكي يستطيع أن يدعو بالهداية والتوبة النصوحة لكل البشر دون تمييز ديني أو مذهبي أو قومي أو عرقي أو طبقي، ولو خالف ذلك، خان عقيدتَه وكرّهَ الناسَ فيها.
9.     البِرُّ بالوالِدَين (La piété filiale est une vertu de respect pour ses propres parents et ancêtres):
صديقي بكار عزوز، أستاذ القرآن بباريس، قال، مخاطبًا طلبتَه: "واجبٌ على المسلمِ أن يَبِرَّ أمَّه ولا يقل لها أفٍّ، حتى ولو كانت بائعة هوى على أرصفة شوارع باريس".
10.                        لا يحق لأحد محاسبةَ أحدٍ على عقيدتِه (Nul n`est juge d`âmes ):
لا حسيبَ غيره، سبحانه وتعالى.

خاتمة: كشكار مواطن العالَم، كشكار الحداثي، القارئ الفرنكفوني المشترِك في لوموند ديبلوماتيك، الهاوي للفن والفلسفة الفرنسيية والإبستممولوجيا والأنتربولوجيا، العلمي، العَلماني، اليساري غير الماركسي، اليساري ما قبل ماركس، اليساري الذي يعي أنه فريدٌ من نوعه بين اليساريين التونسيين، كشكار يُسبِّحُ، كشكار يَسْمُو، كشكار يُجنّحُ، كشكار شارب حد الثمالة من السماء، كشكار "عامل جَوْ دون جَوْ"، "عامل جَوْ في اللَّخِتْلِي"، كشكار "شايَخْ".. شارِكوهُ مُتعتَه الفكريةَ وإذا رغِبتُمْ، امتطُوا صَهوَةَ بُوراقِه، سبّحوا وجنّحوا معه، أو على الأقل لا تُفسِدوها عليه.. العاشقُ الولهانْ.. الله يهديكم ويَرضَى عليكم.

إمضاء مواطن العالَم، شعبوي-تطوّعي-تضامني-اجتماعي، نسبة إلى تجربة في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني، تجربة لا شرقية ولا غربية، تجربة أصيلة نوعية ومبتكرة في جمنة مسقط رأسي:
الناقدُ لا يُطالَبُ ببديلٍ. البديلُ ليس جاهزًا. البديلُ يُصنَعُ ولا يُهدَى.  وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي. كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 7 جانفي 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire