samedi 19 janvier 2019

"احْنِي طِبّاءْ وماقْرِيناشْ الطِّبْ"، نحن في جمنة تضامنيّونَ قبل أن نسمعَ بِمفهومِ "الاقتصاد التضامني"! مواطن العالَم




تشريفٌ ما بعده تشريفٌ، للمرّة السادسة عشرة، أمثل في العاصمة "جمعية حماية واحات جمنة"، وبتكليفٍ من طاهر الطاهري وعبد المجيد بالحاج، عُضوَي الجمعية المؤسِّسَيْن.
حائرٌ.. أبدأ بالجدّ أو بالهزل؟ بالشكل أو بالمضمون؟ مع الإشارة أن الشكلَ في أكثر الأحيان أهمُّ من المضمون. لكنني أعي أيضًا أنني فوضويٌّ ولن تنفع معي أي منهجية حتى ولو كانت ذات مغزَى.. "خلّيها على ربي"..
يرحم جمنة "إلِّخَلَّتْني نِتْغدَّي في نزل أفريكا وانْباتْ في نزل الماجستيكْ" (Nuitée + petit-déj = 350d)، ولولاها، الحنينة، لَما "تَغدِّيتْ في اللّوَّلْ ولا بِتْ في الثاني"، أدفعُ نصف شهريتي ولن يكفي!
وصلتُ نزل "أفريكا" على الساعة العاشرة صباحًا يوم الجمعة 18 جانفي 2019، مقرّ ندوة بيومين حول الاقتصاد التضامني والاجتماعي. لا أعرف لماذا لا يكتفون بالنعت الأول "تضامني" دون إضافة نعت ثانٍ، "اجتماعي"؟ التضامن عند البشر هو بالضرورة اجتماعي. وهل يتضامن البشرْ مع البقرْ؟ للأسف، اللهم ليقتلها، يقطِّعها ثم يأكلها! ذكّرَني هذا التكرار بتكرار يشبهه، وَرَدَ في اسم حزب الكيلاني "الحزب اليساري الاشتراكي". وهل يوجد يساري حقيقي غير اشتراكي؟
"أفريكا" الطابق الخامس، مِصعدٌ ضيّقٌ لا يليق بنزل خمس نجوم. وصلتُ، حسناوتان في الاستقبال، عمّرت ورقة، أمضيت، سلّمتني أوراق ثم دخلت مباشرة إلى قاعة المؤتمرات: طاولات متفرقة، كراسي وثيرة، أكواب وكأنها مصنوعة من الكريستال، ماء معدني لأول مرة أرى "ماركته"، 45 مشارك و47 مشاركة فيهن محجّبتَان فقط. من 87 مشارك، تعرّفت على واحدٍ منهم، لا غيره، اسمه لطفي بن عيسى، حركة تجديد، المنسق العلمي لمشروع الاتحاد العام التونسي للشغل حول الاقتصاد التضامني، سلّمتُ عليه بحرارة، يستأهل، زار جمنة مرتين أو أكثر، ساندنا كثيرًا فاستحق وسام صديق جمنة.
فضاء فاخر فاخر فاخر، خاصة مقارنةً بمقهايَ اليومي العزيز، مقهى الشيحي.
قالوا: وقع تأخيرُ الافتتاح بساعة بسبب تأخر حضور الشخصيات المحذوفة، قالوا بسبب إضراب الخميس، ودعونا إلى "بُوزْ-كافِّي"، حلويات كلها لذيذة جدًّا، أنواع وأشكال ما أتى الله بها من سلطان. في الغداء في أفريكا، فاجأني صديقي عبد الرحمان عزيّز بـ"ديسير" طريف قُدَّ من "الجُمّارْ" (قلب النخلة الطري اللذيذ)، ذقتُه، أكلتُه،  "ما عرفتاش جُمّارْ، بدّلولو مَنْظرو ومَطْعْمو، المسكينْ!".

لو لم أكن في مهمة، وأي مهمة؟ أنبل مهمة! مهمة تمثيل جمنة، فعليَّ إذن أن أمسِكَ نفسي، أصومَ إن لزمَ الأمر، كل التضحيات من أجل جمنة تَهون! أفضل تجربة في الاقتصاد التضامني في تونس بل في العالَم. ومِن كثرة اهتمام المنظمين بتجربتنا، شرّفونا بالكاد بتدخلٍ بربع ساعة في نهاية الحصة الصباحية من اليوم الثاني في "الماجستيك". بارك الله في المنظمين لهذا المؤتمر: منظمة "لِنكن فاعلين\فاعلات" بمساندة خمس جهات تونسية وفرنسية: وزارة التكوين المهني التونسية،  وزارة الخارجية الفرنسية، 
(AFD: Agence Française de Développement,  S L: Solidarité Laique, Fondation de France )،
 تحت إشراف شبكة "البرنامج التشاركي متعدد الفاعلين" الذي يضم 68 منظمة اقتصاد تضامني تونسية وفرنسية، أهمها وأكبرها وأنجعها، الاتحاد العام التونسي للشغل 
(PCPA: Programme Concerté Pluri-Acteurs).
تجربة جمنة هي أفضل تجربة في الاقتصاد التضامني في تونس، بل في العالَم؟ قلتُ في نفسي: ويحكَ يا كشكار، أأعماك عشق مسقط رأسك عن المنطق حتى أصبحتَ تغالي في شكر تجربة جمنة؟ دخلني الشك، وليطمئن قلبي قررت أخذَ رأي عين غير جمنية. وقبل أن أخرجَ من القاعة أفتشُ عنها، عن العين، لمحتها واسعة متربعةً في وجهٍ جميلٍ لا أعرفه، قصدتها، طلعت أحلام بوسروال، المسؤولة الأولى على كل هذا الهيلمان، سألتها عن تجربة جمنة. أجابت: طبعًا.. أهم تجربة. بل أضافت: ناسها يتمتعون بروح تضامنية متأصلة في عاداتهم وتقاليدهم مثل الجني التضامني (الڤطع) و"رغّاطة الصوف"، عناصر لم تخطر على بالي من قبل. شكرتها، صاحبة القلب الواسع، والعينين أوسَع، وفي الحين أهديتُها نسخة من كتابي "جمنة وفخ العولمة" وأصبغتُ عليها لقب صديقة جمنة. قلبي عليلٌ يذوب أمام الجميلات، "بالله قولولي يا جمنين، تستأهل الوسام ولّ ما تستأهلش؟". لم أكتفِ بشهادة واحدة، غادرتُ القاعة، اعترضني صديق أخر لجمنة، الشيخ الصفاقسي المناضل النقابي عبد الرحمان عزيّز، زار جمنة عديد المرات، هذا صديق بأوراقه، سلمت عليه بحرارة، لم يقابلها بالمثل. قلت له: نسيتني؟ قال: لا، بل شغلني عنك هذا القدّ الجميل. قلت له: المعذرة، الزين أهم (موش بن علي طبعًا)! سألت ثانية جميلة خامسة، نوال جبّاس، ممثلة سمير بالطيب، وزير الفلاحة، صديقة قديمة ومسانِدة ناجعة لقضية جمنة، زارت جمنة أيضًا، قالت: تجربة فريدة من نوعها في الاقتصاد التضامني.

عنوان الملتقى: رؤى متقاطعة حول الاقتصاد التضامني والاجتماعي: مِن أجل بَعثِ ديناميكية جديدة للقطاع (Regards croisés sur l`Economie Sociale et Solidaire: projeter l`ESS dans une dynamique nouvelle).

ربما تكونوا قد لاحظتم أنني كلما ذكرت أنثى، إلا وقرنت اسمها بالجمال، ذلك لأنني لاحظت أن منسوب الجمال قد ارتفع عند نساء تونس وخاصة نساء أفريكا والماجستيك، عكس ما يروجه قليلو الذوق من الرجال، ولأن عينَي كشكار لا تريان في الجنس الرقيق غير الجمال، وإلا لِمَ سُمِّيَ الجنسُ الرقيقُ جنسًا رقيقًا؟ أكيد ليس عبثًا والخالق الفنان لا يعبث، أستغفر الله. وحتى لو كُنَّ أقل جمالا، فعَيْنا كشكار يصلهما شعاعٌ، يعجنانه ويحوّلانه إلى حُسنٍ وفتنةٍ!

أخيرًا افتُتِح المؤتمر، تكلمَ وزيرنا الجديد للاقتصاد التضامني، سمعته وكأنني لم أسمعه ما دامت حكومته تقف شوكة في حلقنا.. تكلمَ.. أعطَى أرقامًا.. ضاعَفَ وثَلَّثَ (بالجمني: "إثَلِّثْ" يعني البهيم يجري، حاشا وزيرنا من البهامة).
لغة الملتقى، فرنسية. سألتُ أحد المحاضرين: لماذا؟ قال: المنظمون طلبوا منّا ذلك، على خاطر عيون ضيوفنا الفرنسيين، وليس لنا مترجم فوري وسماعات فردية. الأجانب في القاعة كانوا لا يزيدون على 5% لا أكثر. قلت له: أنا أستاذ أدرس بالفرنسية وصَعُبَتْ على إدراكي بعض المصطلحات مثل (ESS inclusive) و(Loi organique)، فاضطررت لطلب النجدة من جاري الشايب الفرنسي، شرحها لي بلطفٍ قائلا: 
(Inclusive du verbe inclure, le contraire de exclure. Loi organique, c`est une loi qui vaut plus qu`une loi ordinaire, elle est constitutionnelle).
 ثم أضفت محتجًّا: قابلت اليوم مشاركًا، رئيس مجلس إدارة "مجمع التنمية الفلاحية الغراغيز" بجندوبة، السيد حسني غناي، وبعد ما اطمأن لتصريحي بضعفي اللغوي، قال لي أنه يجد صعوبة كبيرة في متابعة المحاضرات بالفرنسية، وكان يستعين بشيخنا عبد الرحمان عزيّز (شاورتُه قبل النشر).
قررت أن تكون كلمتي بالدارجة التونسية المهذبة، ولْيذهبْ المنظمون إلى المرّيخ هم وضيوفهم-ضيوفنا.
بلغتُ احتجاجي إلى كل الوجوه الجميلة سابقة الذكر، "حاجة وحويجة، نقد عِلمي مْلَقّمْ على تِكْحْيلْ شيّابين بريء، صدّقوني، والله لا يضرّ ولا ينفع"، نحنُ الشيّابين يجوزُ لنا ما لا يجوزُ للشباب! وربي يغفرْ ويسامحْ.
سي حسني، قابلته خارج القاعة، خرجت لأتكيّفَ سيڤارو "بِينْ"، والسيڤارو عندي يحكم أكثر من الشاهد، حسني هو رئيس تعاضدية تسويق خُضَرْ وغلالْ تضم 71 فلاحة وفلاحْ صغارْ، يملكون مساحات فلاحية صغيرة، مؤسسة اقتصاد تضامني تحت إشراف اتحاد الشغل.

فجأة، سمعتُ في القاعة صوتًا فرنسيًّا قُحًّا، خارج من شاشة كبيرة، شعرت وكأنني في "أنفيتياتر" جامعة كلود برنار بليون 1، فتشتُ في القاعة على المحاضر الروج، لم أجده، سألتُ جاري التونسي، أجابني: هذا كاتب الدولة في وزارة الاقتصاد التضامني الفرنسية، يخاطبنا من عاصمة "السترات الصفراء"، ويهنئنا بنجاح مؤتمرنا-مؤتمره قبل أن يبدأ. قلت في خاطري: "ها هي الرجال الواقفة لتونس بالحق!".

واحد من المتدخلين، دكتور "أدّ الدنيا"، قال في وسط تدخله: عندي مشروع قادر أن ينقذ تونس من  أزمتها الحالية نهائيًّا، دفعوا لي فيه الأمريكان خمسة ملايين دولار، رفضتُ حبًّا في تونس. صمتَ قليلا، ثم توجه للجمهور، وقال: "انواصِلْ وَلَّ يِزي؟"؟ لا حياة لِمَن تنادي! دعاه المشرف على الجلسة للرجوع إلى مكانه، وخسرنا المشروع الذي كان سينقذنا جميعًا.
المؤتمر في الطابق الخامس في أفريكا، وبيت الراحة في الطابق السفلي، والمِصعدُ ضيّقٌ! ماذا سيفعلُ مرضَى السكرِي مِن أمثالِي؟
الضيافة على أعلى مستوى من البذخ والترف والتبذير، شيءٌ لا يتلاءم حسب رأيي مع روح وفلسفة الاقتصاد التضامني.

أفْضَلُ ما سمعتُ في هذا المؤتمر، سمعته من نوال جبّاس في ورشة من الورشات في أفريكا، وهو تعريف واضح للاقتصاد التضامني: يرتكز الاقتصاد التضامني على خمس مبادئ لا تنفصل، وإلا انفرط العِقد، ودون اجتماعهم الخمسة في مؤسسة واحدة، فهي ليست مؤسسة اقتصاد تضامني:
1.     يكون الهدف من بعث المؤسسة هدفًا اجتماعيًّا، أي مفيدًا لكل عمال وموظفي المؤسسة، يتقاسمون الأرباح بالتساوي.
2.     استقلالية القرارات الإدارية والمالية.
3.     ديمقراطية التسيير.
4.     أولوية الإنسان على رأس المال، عكس ما هو سائدٌ في المنوال الاقتصادي الرأسمالي وخاصة في المتوحّش منه.
5.     ربحية محدودة: كيفية التصرف في الأرباح السنوية:
-         15% تُدّخرُ احتياطًا، لذلك صمدت مؤسسات الاقتصاد التضامني عند الأزمات أكثر من مثيلاتها في المنوال الاقتصادي الرأسمالي.
-         45% نعيد حقنها في الاستثمار من أجل خلق مَواطن شغل جديدة.
-         40% سقف النسبة من الأرباح التي يحق للشركاء تقسيمها بالعدل سنويًّا.

اليوم، السبت، أفقتُ على الساعة الرابعة صباحًا كالعادة، السادسة قصدتُ مقهى الشيحي. لا.. لا.. قصدت المطعم في الماجستيك، كنت الأول، دخلت، انبهرت من كمية وتنوع الأطباق، وكأنك في فضاء مسابقة للطبخ، لم أعرف مكان الماء ولا الملح، سألت النادل مرتين، تقلّقَ من أسئلتي، فطرت فطور ملوكٍ ثم أخذت فنجان قهوة في يدي وغادرت، لَحَقَ بي المتقلقُ وقال لي: "رجّعلي الفنجان بعد ما اتكمّل". لم ألتفت وقلت له: "إيجا أنتَ خوذو من الشنبري".
من عادتي أن أستشير المعنِي قبل أن أنشر اسمه ولقبه في مقال من مقالاتي، سألتُ المسؤولة على الاستقبال التي دومًا تبتسم في وجوه الجميع، أعطتني اسمها ولقبها، قفلتُ راجعًا إلى مكاني في قاعة المؤتمرات في اليوم الثاني من الملتقى، وصلت طاولتي، تذكرت اللقب ونسيت الاسم، أعدت الكرّة، ضحكتْ ونطقتْ: نسرين شيخ. رجوتها بأدبٍ أن تنصب لي طاولةً وكرسيًّا فوق المنصة عوض المكتب العالي الاعتيادي (pupitre) حتى ألقِي كلمتي وأنا جالسٌ (كُبْرْ: شاعر دوز، المجاهد المرحوم بنڤطنّش، قال فيه: "الكُبْرْ هذا، إهودِي ... حَطْلِي شِكايِرْ ملح على نْهودِي"). طلبِي كان بالنسبة لها، بحكم المِهَنيّة، وكأنه أمْرٌ.
كيف لا أثنِي عليها، وهي جميلة الجميلات وملِكتهن دون منافسٍ؟ أليست هي مَن أعطاني، ونقدًا، تعويض النقل وتعويض عشاء يوم الجمعة، وعرضت عليّ المبيت ليلة ثانية في الماجستيك. شكرتُ فضلها وقلتُ لها: "باباكْ تاعِبْ يا ابنَيتِي، توحشت داري وصغاري وزوجتي ومقهى الشيحي أيضًا، ودعتُها على أمل اللقاء بها في مؤتمرٍ آخر، أحضرُهُ حتى ولو سيكون حول تربية الدواجن!". لكنني استدركت وقلت في نفسي: يقولون "التنقل والملتقيات تكوّن الشباب"، ولم يقولوا تكوّن الشيّاب أمثالي، "يكون بيولوجيًّا وصحيًّا أفضل لأجسامهم، أن تكرر يوميًّا ما تعودت عليه من حركات ونظام غذائي"، نصيحة قالها لي طبيب تونسي اختصاص شِيّاب (Gérontologue) يعمل بمدينة نانسي في فرنسا، قابلته مرة صدفة عندما كنت شابًّا وكان السفر يكوّن بحق وحقيقة.

كلمتي كما ألقيتُها، خلال ربع ساعة أو أقل:
السلام عليكم وأهلاً وسهلاً.
خلال تدخلي، أطمئنكم، فلن تضيعوا في التعريفات المتعددة لمفهوم  "الاقتصاد التضامني"، لأن التجربة عندنا سبقت التعريف والمفهوم نفسه، خُضناها قبل أن نسمعَ بالاقتصاد التضامني تمامًا، تجربتُنا انبثاقٌ جمنيٌّ أصيلٌ 
(C`est une vraie émergence).
أطلب المعذرة من ضيوفنا الأجانب الكرام القلائل، سأتكلم بالدارجة التونسية المهذبة، اختيارٌ وليس عجزًا.
أبدأ بتقديمِ نفسي: محمد كشكار، عضو قاعدي متطوع بجمعية حماية واحات جمنة، وناطق غير رسمي باسمها في العاصمة، ومؤلف كتاب حول التجربة، اسمه "جمنة وفخ العولمة".
أقدّم لكم في البداية عناوين النقاط السبعة التي سأتناولها باقتضاب:
1.     نبذة تاريخية حول الواحة التي تسيّرها الجمعية.
2.     نبذة تاريخية حول الجمعية نفسها.
3.     نبذة تاريخية حول تسيير الواحة ومقارنته بما فعله المستثمر المخلوع.
4.     إنجازات الجمعية في جمنة وأحوازها.
5.     لماذا نجحت التجربة في جمنة بالذات وفشلت عند جيراننا بتوزر وزعفران بمعتمدية دوز؟
-         تطوع المسيّرين العشرة.
-         شبه تطوع العمال.
-         عقد اجتماعات عامة وتشريك جميع الأهالي المقيمين بجمنة في الصغيرة قبل الكبيرة.
-         انتخاب أعضاء الجمعية في قائمة من القائمتين المترشحتين، وذلك عن طريق الصندوق بمشاركة جميع الأهالي المقيمين بجمنة دون إقصاء.
-         تنوع الحساسيات السياسية والعروشية داخل الجمعية دون محاصصة حزبية مبيّتة.
6.     تَعثُّرُ المفاوضات مع الدولة لتسوية الوضعية القانونية للملكية.
7.     نقطة، لم أعلن عنها في السبعة أعلاه، سأقدّم نقدًا خفيفًا لطيفًا حول مؤتمرِنا الميمونِ هذا: محتواه صعب وبشهادة المحاضرين أنفسهم، واستعمال اللغة الفرنسية فيه كان أصعب. هذا بغض النظر عن عشقي للغة فولتير وموليير، وبغض النظر عن استفادتي الشخصية خاصة في ورشة البارحة لِنوال جبّاس رغم أنني كنت نصف ناعس. سلوك المحاضرين أمس واليوم، ذكّرني بملتقياتنا البيداغوجية حيث المتفقد يحتكرُ الكلمة ولا يترك الأساتذة يتبادلون تجاربهم الميدانية وهي أنفع لهم بكثير. كذلك فعل مؤتمرنا هذا حيث خصص ساعة واحدة من يومين متتاليين والاكتفاء بعرض ثلاث تجارب ميدانية في الاقتصاد التضامني، منها تجربة جمنة.
8.     في جمعيتنا، نتعرّض سنويًّا إلى صعوبات كبيرة في تسويق صابة التمور دڤلة نور: في "بتّة" 2016، خانتنا الثقة التي وضعناها للأسف في غير محلها، والأسف يكبر ويكبر عندما نعرف أن الفائز بالمزاد هو تاجر جمني، فبعد ما رفعناه على الأعناق يوم "البتّة"، رفعناه على الأعناق، ابن بلدتنا البارْ قَلَبَنا في مليارْ. تأثرتُ، ضعفتُ، خنقتني عبراتي، طلبتُ المعذرة من الحضور، وبإرادتي من المنصة نزلتُ، وببقايا دموعٍ في مقلتَيَّ إلى مكاني رجعتُ.


ملاحظة احترام للعِشرة الزوجية: قبل نشرِهِ، راجعتُ هذا المقال مع زوجتي المَصون.

إمضاء مواطن العالَم
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ"،
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو،
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران.

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 20 جانفي 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire