vendredi 25 janvier 2019

اليومَ، علّمتُ ابني درسَينِ بسيطَينِ ؟ مواطن العالَم



الدرسُ الأولُ في اللغةِ الفرنسيةِ:
هذه السنة وبعد أربع أعوامٍ، انقطعَ ابني (16 سنة) عن متابعةِ دروسهِ الخاصةِ في اللغة الفرنسية مع زميلٍ  بسببِ تغييرٍ في جدولِ أوقاتِه (ساعتان متتاليتان أسبوعيًّا بمقابل 40د شهريًّا). جهدُهُ كان مُفيدًا. أردتُ تعويضَ الزميلِ، لكنني للأسف لستُ مختصًّا فأنا إذن عاجزٌ عن تدريسِه النحوَ والصرفَ والتعبيرَ. درّستُ اللغة الفرنسية في الجزائر مدة أربع سنوات (1984-1988). ما زلتُ أحيانًا أكتبُها، يوميًّا أقرأها، ودون طلاقةٍ أتكلمُها. كنتُ أتقِنُها، ومِن قلة استعمالِها نسيتُ قواعدَها. خطرتْ ببالي فكرةً وطبقتُها، ومن حسن حظي أتتْ أُكْلَها، هي التالية: ساعتان غير متتاليتَين في الأسبوع، قراءةُ مقالات في جريدتي المفضلة "لوموند ديبلوماتيك"، ثم شرحُها وفهمُ معانِيها. هذه العادةُ الجديدةُ خلقتْ بيننا قناةَ حوارٍ، قناةً كانت مفقودةً تمامًا.

الدرسُ الثاني في الأخلاقِ:
أخذتُه من يدِه إلى الحنفيةِ المزدوجةِ (باردٌ وحامٍ)، وقلتُ له: ماذا تفعلُ لكي تغسِلَ وجهَكَ أو قَدَمَيْكَ صباحًا ومساءً بالماء الحامي؟ أجابَ: أفتحُ الحنفيةَ على الجانبِ الأيسرِ ثم أنتظرُ حتى يسخنَ الماءُ وأغسِلَ. أين يذهبُ الماءُ النظيفُ؟ يذهبُ في قنواتِ الصرفِ الصحِّي.
انظُرْ كيف أفعلُ أنا: أضعُ تحت الحنفيةِ وِعاءً فارغًا، ثم أفتحُ الحنفيةَ، وبالتجربةِ المكررةِ يوميًّا عرفتُ كميةَ الماءِ البارد التي تَجري قبل وصولِ الساخنِ (1،5ل في كل استعمالٍ، أي 15ل يوميًّا)، أضعُها جانبًا لاستعمالٍ آخرَ مثل سَقْيِ أزهارِ أصائصَ الفيراندا الأربعةِ.
أضفتُ قائلاً: هذه الحركةُ البسيطةُ تُعلّمُكَ ثلاثَ قِيَمٍ:
1. تُعلّمُكَ الصبرَ وعدمَ التسرُّعِ.
2. تُعلّمُكَ التقشفَ والاقتصادَ في فاتورةِ الماءِ.
3. الأفضلُ مما سبقَ أنها تُعلّمُكَ عدمَ تبذيرِ الطاقةِ (الماءُ)، المحافظةَ على البيئةِ، والحدَّ من التلوثِ.

إمضاء مواطن العالَم
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 26 جانفي 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire