مَن هو عدوكم المشترك؟
هم الانتهازيون الحربائيون
مهما تلوّنت جلودهم، يسارًا كانوا أو يمينًا ليبراليًّا (حكام الأمس الدستوريون الفاشلون)
ومحافظًا (الإسلاميون المستفيدون من النظام الحاكم الحالي الفاسد القائم على
التوافق المشبوه بين قيادات النهضة وقيادات النداء). بلغةٍ أكثر تفصيلاً، هم
الراشون والمرتشون (المسؤولون المانحون لامتيازات لمن لا يستحقها)، المهندسون
الغشاشون (المرتشون من الصفقات العمومية المشبوهة)، الإعلاميون المأجورون (مثل لطفي،
مية، بوبكر، نوفل، سامي، معز، برهان، نبيل، وغيرهم كثيرون)، المحلِّلون
الاقتصاديون الكذابون قصدًا (معز وإخوته)، المدرّسون المقاولون (يُعتبَر مقاولاً،
كل مَن درّسَ خارج المدرسة بمقابل مشط أكثر من 12 تلميذ مقسّمين على ثلاث مجموعات،
على شرط أن يكونوا من التلاميذ المحتاجين إلى دعمٍ معرفيٍّ وليسوا تلامذة متفوقين)،
الأطباء المقاولون (يُعتبَر مقاولاً كل مَن استغل مرضَ فقيرٍ للاستثراء الفاحش، في
عيادته أو مصحته)، الرأسماليون الجشعون (يُعتبَر جشعًا، كل مَن هضمَ حقوق العمال
في الأجرِ والكرامة)، مبيِّضوا الأموال والمتهربون من دفع الضرائب، تونسيون
وأجانب، مهرِّبوا السلع ومحتكروها، مروِّجوا المخدرات وحُماتهم من السياسيين
الفاسدين، متفقِّدوا الشغل البائعون ضمائرهم بمليمات، النواب المستغِلون لصفتهم
للتغطية على جرائمهم (مثل النائب مالِك شاحنات نقل الفسفاط بـ25د عوض السكك
الحديدية بـ5د)، أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة الذين لا يمتّون للتربية بصلةٍ
(مثل مركز أطفال التوحّد، المرتكبُ للعنف)، القيادات الحزبية الإسلامية واليسارية المتمسكة
بالسلطة هدفًا لخدمة مصالحها الأنانية وليس وسيلةً لخدمة الشعب الذي لا فرق فيه
بين يساري وإسلامي إلا بالجدِّ والصدقِ والإخلاصِ والعلمِ والعملِ، إلخ. وقائمة
الفاسدين في بلدي، لو كتبتُها كلها لَطالَت عنان السماء!
لا تخطئوهم، يرحمنا ويرحمكم
الله، أما اليساري العادي والإسلامي العادي فهم ضحايا هذه الشبكة المافيوزية الموصوفة
أعلاه والتي لا دينَ لها (لا تدين بالإسلام غير الانتهازي) ولا ملّةَ (لا تؤمن باليسار
غير الانتهازي). يكون أحْلَى وأحْرَى وأولَى بهما أن يتوحدا ضد هذا الغول الذي لا
يُفرّق بين الفريستَين، اليساري والإسلامي، ويتركا جانبًا صراعاتهما الإيديولوجية
والهووية القاتلة... والله المستعان! إله الجميع، إله اليساريين والإسلاميين على
السواء، شاء الإسلاميون المتطرفون واليساريون المتطرفون أم لم يشاؤوا!
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد"
مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ
طُولًا" (قرآن)
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 20 فيفري 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire