lundi 5 février 2018

مفاوضات أوسلو، سنة 1993: دخلها الإسرائيليون بأفضل الكفاءات، ودخلها الفلسطينيون بلا كفاءات؟ ترجمة مواطن العالَم

في ذلك التاريخ، جويلية 1993، كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (OLP) تقيم في تونس العاصمة، وكانت تسعى لاحتكار المشاركة في المفاوضات بحجةٍ غير ديمقراطية مدعيةً أنها هي وحدها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والناطقة الوحيدة باسمه في كل المحافل الدولية، مُقصِيةً بذلك القيادات الفلسطينية الوطنية المقيمة في الداخل تحت الاحتلال الإسرائيلي. انجرّ عن هذا الفعل الأخرق غيابُ شخصيات ذات كفاءة عالية في فريق المفاوضات الفلسطيني، قيادات من الداخل تعرف الواقع على الأرض أكثر من أي قيادي فلسطيني مقيم بالخارج، وقد بدا تأثير هذا الخلل في تكوين الفريق واضحًا منذ بداية المفاوضات.

وفي مفاوضات طابة في مصر، أكتوبر 1993، تجلى هذا الخلل-الخور للعيان عندما مُنِعَ عالِم الخرائط الفلسطيني، خليل توفاخجي، من  دخول قاعة المفاوضات مع الفريق الفلسطيني المفاوِض. كان القياديون القادمون من تونس يرتكبون الخطأ تلو الخطأ، يخطئون في رسم الحدود الجغرافية لمنطقة أريحا (Jéricho). كان يجب عليهم أن يتفطنوا حينها للفوارق اللوجستية بين الفريقين المتواجهين: الإسرائيليون مجهزون بأحدث الحواسيب المحمولة ومئات الأقراص المضغوطة معبأة ببرامج محاكاة (Simulation)، خرائط مصممة من قِبل فقهاء قانون من أعلى طراز. الفلسطينيون مجهزون بمفكرات ورقية (Bloc-notes)، ولم يعالجوا هذا النقص إلا متأخرًا فلجئوا مضطرّين إلى خدمات خبراء عالميين أكْفاء.

المصدر:
Le Monde diplomatique, n°766-65è année, Janvier 2018. Extraits de l`article « Jerusalem, l`erreur fondamentale», Page 4, par Charles Enderlin, journaliste et auteur
إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 6 فيفري 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire