lundi 19 février 2018

حِكايةٌ من حِكاياتِ "جُرجِي زَيدان الفرنسية"، الساحر أمين معلوف. ترجمة مواطن العالَم


يُحكَى أن سلطانًا من سلاطينِ غرناطة (1482م)، قبل سقوطِها بعشرِ سنواتٍ، أبو الحسن علي ابن سعد، من السلالة الحاكمة لبني الأحمر أو بني النصري، هَجَرَ زوجتَه، ابنة عمه فاطمة بنت محمد الأيسر، ليتسرر بسبيةٍ نصرانيةٍ تُدعَى إيزابيل دو سوليس، سمّاها هو ثريّا. وفي صبيحة يومٍ من الأيامِ، دعا كل أعضاء حاشيته، وجمعهم في ساحةٍ عَطِرَةٍ، مكسوةً بالآسِ والريحانِ، لمشاهدة هذه الأمَةِ الرومية وهي تستحمّ. وبعد خروج جاريته من الحمام، دعا جميع الحاضرين لِملئ أكوابهم من ماء الحوضِ الذي كانت تتبختر فيه، أمَرَهم بِشُربِ ما فيها، ثم طلب منهم التحدثَ بحماسةٍ، شعرًا أو نثرًا، في الطعمِ اللذيذِ الذي اكتسبه هذا السائلُ من جسمِ ثريّا. استجاب الجميعُ إلا واحد فقط، بقي الوزير أبو القاسم جالسًا بكرامةٍ وكبرياءٍ، سأله السلطانُ عن السببِ، أجابَه قائلاً: "خِفتُ أن أذوقَ المَرَقَ فتَهِيمُ نفسي بالحَجَلِ".


Référence: Amin Maalouf, Léon l`Africain, Ed. 34 J-C Lattès, 2012, p. 24


تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 19 فيفري 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire