dimanche 4 février 2018

متفقد علوم أهانني في كبريائي سنة 1988 وأوقع بي ضررًا في العدد البيداغوجي، بعد عشر سنوات نصبتُ له فخًّا، وقع فيه، استرجعتُ كرامتي وعددي ولم يلحقه هو أي مكروهٍ؟ مواطن العالَم

ومَن ينصبُ له كشكار فخًّا، لا يمكن له أن لا يسقط فيه!
زارني في معهد غار الدماء سنة 1988، وخلال النقاش قال لي: "لقد ارتكبتَ خطأ علميًّا". حاولتُ إقناعه بأن ما يراهُ هو خطأً، هو في الواقعِ صوابٌ ، لكن هو للأسف يجهله. سألني عن شهادتي العلمية، أجبتُه: أستاذ مساعد. علّق قائلاً: "الشيء من مأتاه لا يُستغرَبُ (Il l`a dit en Français: ça se comprend)". أصابني في مقتلٍ، فارَ الدم في عروقي وأقسمتُ على الثأرِ والانتقامِ. بعد أيام معدودات، أثبتُّ له وللمدير وللزملاء أنني لم أخطئ وذلك بشهادة كلية العلوم بتونس. ورغم خطئِه ورغم صوابِي، عاقبني بتخفيض عددي من 16 إلى 9.
عام 1990، انتقلتُ من غار الدماء إلى بنعروس.
سنة 2001-2002، انتقل هو أيضًا إلى بنعروس متفقدًا مشرفًا عليَّ من جديدٍ، جلبتْه ساقاه! من سوء حظه وجدني في أحسن علاقة علمية-تربوية مع المتفقد الذي عوضه ومع وزير التربية حينذاك، السيد منصر رويسي.

الفخ: كلمتُ هذا المتفقد وادعيتُ كذبًا أن السيد الوزير ينتظر منه تقرير تفقد في كشكار.
هل يستطيع أن يكذبني؟ طبعًا لا!
هل يستطيع أن يتثبت من الوزير؟ طبعًا لا!
هل يستطيع أن يرفض؟ طبعًا لا! وافق، وأنا الذي عينتُ له تاريخَ وساعةَ الزيارةِ. هل يستطيع أن يناقشني؟ طبعًا لا!
اخترتُ أفضل قسمٍ عندي، أعددتُ درسي جيدًا، وأحضرتُ جميع الوسائل القديمة والحديثة، مجاهرَ وحواسيبَ.
خلال النقاش شكرنِي على "عبقريتي الفذّةِ"، وهل يستطيع أن لا يشكُرني؟ طبعًا لا! وأسندَ لي 17 على 20، وهل يستطيع أن يُسنِد لي أقل من ذلك، والتقريرُ يظنه ذاهبًا إلى عَرفِه الوزير؟ طبعًا لا! شيّعني إلى منزلي في سيارته، وهل يستطيع أن لا يتحمَّلني ويحمِلني، فوق ظهره إن لزم الأمرُ؟ طبعًا لا! ثم ودّعني باسمًا مبالغًا في الابتسامة وكأنني أنا الوزيرُ نفسُه، وهو في عادتِه عبوسٌ قمطريرٌ في سلوكهِ مع الزملاءِ، وبقيَ يحيّيني بيده حتى غاب عن ناظري، ومن كثرة التفاتاته خِفتُ عليه من "الأكسيدان". ضحكتُ في داخلي وقلتُ صمتًا: ما ألذَّ الانتقامَ، خاصة عندما يُنصفُ المظلومَ ولا يَظلِمَ الظالمَ، بل يكتفي بكسرِ شوكتِه ويحطُّ من عجرفتِه ويُنقِصُ من كبريائِه ويَذلُّ غرورَهُ.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 4 فيفري 2018.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire