dimanche 24 septembre 2017

هل يختلفُ المواطن التونسي المتحزب اليساري عن الإسلامي أو القومي أو الدستوري-التجمعي في سلوكياته وقِيمه (Comportements et Valeurs) ؟ مواطن العالَم

للأمانة العلمية أقول لكم:
لا تنزعجوا أيها المنتمون للأحزاب التونسية، فملاحظاتي التالية ليست ناتجة عن بحثٍ أو دراسة لأحوالكم المتردية والواضحة للعيان ولا تحتاج إلى بيان، بل هي مجرد انطباعات صادرة عن مُسِنٍّ (65 عام) فَقَدَ ثقته فيكم جميعًا ولا يرى مستقبل تونس في أي إيديولوجية من إيديولوجياتكم المستوردة غربًا (الماركسية والقومية والدستورية) أو شرقًا (الإسلام السياسي).
يبدو لي أن الجواب على سؤال العنوان سوف يكون حتمًا بِـ"لا" وهو في ظني أقربُ للصواب والدلائل كثيرة ولكم منها بعض مما أعرف:
-         جل المدرّسين والمدرّسات يساهمون في تخريب المدرسة العمومية وذلك عن طريق الكسب المشط من بيع الدروس الخصوصية غير القانونية (القانون يقول: لكل مدرّسٍ الحق في تنظيم دروس خصوصية خارج المدرسة لغير تلامذته في القسم على شرط أن لا يفوق العدد الجملي 12 تلميذًا، يقسّمهم إلى ثلاث مجموعات منفصلة وبمقابل غير مشط) أو عن طريق التدريس أو العمل كمدراء في المؤسسات التجارية-التربوية الخاصة. وإذا سكن وزارة التربية مُخرِّبٌ مبَيّتٌ للمدرسة العمومية أو مُخَرِّبانٍ فمدارسنا يسكنها مائة ألف مدرس-مخرب والمصيبة أن هؤلاء الأخيرين غير واعين أنهم للتعليم العمومي مخربون، إما عن جهلٍ بماهية التخريب أو عن نقصٍ في الكفاءة البيداغوجية والإبستمولوجية (كلهم تقريبًا) أو عن جشعٍ وطمعٍ لا يليقان برسالة التعليم.
-         جلهم ليسوا ديمقراطيين حقيقيين: الإسلاميون يساندون أردوڤان مُدَمِّرُ المدن الكردية في تركيا وسجّان الصحافيين الأتراك المعارضين، اليساريون والقوميون يساندون الدكتاتور بشار ابن ووريث الدكتاتور حافظ (مع الإشارة أن كل مَن شارك في تدمير سوريا أعتبره أنا شخصيًّا مجرمَ حربٍ من أمثال الحكومات التركية والقَطرية والسعودية والإيرانية والروسية وحزب الله اللبناني وأمريكا وأوروبا) أما الدستوريون فيكفيهم نقدًا أن زعيمهم بورڤيبة هو أول دكتاتور تونسي حكم تونس بعد الاستقلال.
-         جل التُجار والتاجرات يزيدون في الأسعار ولا يقنعون بالزيادة القانونية.
-         جل الحِرَفِيين يغشون ولأعمالهم لا يتقنون.
-         كل قيادات أحزابكم يَكذِبون ولِوعودهم الانتخابية يخونون.
-         جل الموظفين العموميين يفصعون عن العمل ولا يقومون بواجبهم ويتعاطون مخدر العطل المرضية المزيفة.
-         جل المتحزبين لا يتقبلون النقد الذاتي العلني، لا بل يُحقِّرون من شأن نُقادِهم المستقلين.
-         جل المتحزبين لا يهتمون بالنشاط الفكري والثقافي.
-         جل المتحزبين على الدنيا متكالبون وللقانون مخترقون، فكيف لفُاسدٍ إذن أن يقاومَ فاسدًا مثله.

Conclusion:
« Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites » (Sartre Jean Paul, 1948, qu’est-ce que la littérature ? collection idées/Editions Gallimard p.193)
Les idéologies importées ne changent pas les valeurs des tunisiens. Seule une rupture épistémologique bachelardienne pourrait déstabiliser leurs têtes et  déconstruire leurs valeurs millénaires.
Changer d`idéologie, ça ne veut pas dire changer d`identité. Une identité arabo-musulmane fossile qui s`est forgée durant dix siècles. Une identité qui a surgi à la fin du XIIe siècle ap. J. C., exactement depuis l`autodafé des livres d'Averroès, à Cordoue, Séville et Marrakech. Une identité purgée de son exir vital, qu`est la philosophie rationaliste grecque, ne pourra jamais réussir.



إمضائي
"فلتكن لديك الشجاعة والجرأة للمعرفة.. و.. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص" كانط
"الفلسفةُ هي الحوارُ" فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"نَحْنُ نسأل مَن نكون في هذا الحاضر؟ لا لنكتشف مَن نَحْنُ فقط بل لنرفض مَن نَحْنُ، أي أن نتخيل كيفية وجود مُغايِرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". فوكو (عمر بوجليدة، 2013)
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 24 سبتمبر 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire