dimanche 10 septembre 2017

مَن هو الشخص "المجنون" في القرن 17م حسب فوكو. مواطن العالَم

(L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

هو  الشخص "المنحرف والغبي والمعوق والمختل عقليًّا والمنحل والولد العاق والأب المبذِّر والمومس والأخرق".. "والغارقين في اللاعقل ويعيشون في غيابات الجنس والفلسفة والأدب وكل أشكال الإبداع (هامشة 42)، كما ضم المرابين والمشعوذين وكل الذين خرجوا عن أخلاق المجتمع أو شككوا في قِيمه (إضافة كشكار: مثل حجز "مجانين" العرب في المورسطان)".

ما الفرق بين "المجنون" والمريض؟
"ذلك أن المريضَ لا يتغير وضعه الأُسري بل يحتفظ بموقعه وحتى بدوره والقيمة التي يمثلها، وخطاب المريض ليس محرَّفًا مثل خطاب المجنون، وهكذا فهناك تقارب لكن هناك افتراق واضح بينهما"..
"ذلك أنه على امتداد زمن طويل كانت العائلة هي التي تُعِين المجنون ضمن أفرادها وليس الطبيب."..
"ذلك أن المجنون ذو وضع متفرد، فهو موضوع لعب، إذ يُلعب به ولا يُفعل ذلك مع المريض. وليس هناك كوميديات تتخذ المريضَ هُزُءًا، المجنون موضوع سخرية وموضوع ضحك والغريب أن المجنون يتخذ الآخرين موضوع لعب. ويتخذ جِد العقل لعبًا. إنه يلعب بِجِد العقلاء ويتخذه هزءًا ويمسك إلى وقت ما بالحقيقة العجيبة للعقل التي يعتقد الآخرون أنهم مالكوها"..
"إذن المجنون لعبة والمجنون في هذه اللعبة مُحرز على الإعجاب، وعلى العموم توجد قرابة عجيبة بين الجنون والاحتفال."..

دعاءٌ مُكرَّرٌ: بارك الله في الفيلسوف الفرنسي "فوكو" و بارك الله في أستاذ الفلسفة التونسي "عمر بوجليدة"، هذا الأخير شرح لي فلسفة فوكو، ولولا الثاني ما كنتُ لأفهم الأول!

هامشة 42: "الأب بيرغوري (وهو من كهنة الكنيسة) في الحجز لأنه كان يُقرِض الناس مالا بفائدة مرتفعة، وفي شارنتون لَقَطَ الماركيز دوصاد (الكاتب الفرنسي Sade) أنفاسه، لقد وضعوه في الحجز لأنه كان يدعو الناس من خلال سلوكه وكتاباته إلى تجاوز كل الحدود والانغماس في لذات الجسد وشهواته دونما اعتبار لأية رقابة دينية كانت أو أخلاقية.. وقضى الشاعر الفرنسي ميرابو (Mirabeau) زمنًا في الحجز أيضًا، بل إنهم وضعوا في الحجز امرأة تجرأت وأعلنت أنها لا تحب زوجها، لقد كانت وقحة، فتجرأت على تحطيم أوثان العائلة..

المصدر: الحداثة واستبعاد الآخر، عمر بن بوجليدة، الطبعة الأولى، ابن النديم للنشر والتوزيع، وهران، دار الروافد الثقافية - ناشرون، بيروت، 2013، 158 ص (هدية من أعز الناس، أحبه وأقدّره واسمه بلڤاسم عـ...).

إمضائي
"الفلسفةُ هي الحوارُ" فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"نَحْنُ نسأل مَن نكون في هذا الحاضر؟ لا لنكتشف مَن نَحْنُ فقط بل لنرفض مَن نَحْنُ، أي أن نتخيل كيفية وجود مُغايِرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". فوكو (عمر بوجليدة، 2013)
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 11 سبتمبر 2017.
Haut du formulaire




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire