رحمةُ ربي دائمةٌ
وموزعةٌ بعدلٍ بين الناسِ أجمعينَ، مسلِمينَ وغير مسلِمينَ وهي مجسّمةٌ في العقلِ
الذي وهبنا الله إيّاهُ منذ الولادة وفي دُفعةٍ واحدةٍ دون تقسيطٍ، وبه ميّزنا عن
الحيوانات جميعًا. قال تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ"، ولم يقل
سبحانه "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَعطِينّكُمْ"، فعطاؤه إذن ثابتٌ ودائمٌ
وسابِقٌ لطلبِنا ولم ينتظر سؤالَنا. أعطانا العقلَ ولم
نستغِلَّ عطاءَه ومِن فرطِ "ذكائنا" نحنُ العربُ المسلِمونَ، نطمعُ في
الزيادة في العطاءِ ورحمتُه عزَّ جلَّ واسعةٌ، لكن كان الأجدرُ بنا أن نُوظفَ عطاءَه
الأول والأساسي (العقل) قبل طلبِ المزيدِ في عطائه (الغيث النافع)، وفي حُسنِ
توظيفِ العقلِ شكرٌ لله، بالعملِ وليس بالقولِ. أصبح مَثَلُنا كمَثَلِ مَن يبحثُ
على كنزٍ والكنزُ في جُمْجُمَتِه، أو كَمَن يطلبُ صدقةً والصدقةُ في جيبِه، فإن
كان يعلمُ فهو جاحِدٌ وإن كان لا يعلمُ فهو غبِيٌّ.
إمضائي: "فلتكن لديك الشجاعة
والجرأة للمعرفة.. و.. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص" كانط
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)
تاريخ أول نشر
على حسابي ف.ب: حمام
الشط، الخميس 28 سبتمبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire