vendredi 1 septembre 2017

خاتمة كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي سفر في الديداكتيك وعشرة مع التدريس (1956 - 2016)"، ص 445، مع إضافة تعديلٍ بسيطٍ: ثلاثُ تجاهلتها الحضارة العربية الإسلامية، وددتُ لو لم تتجاهلها، وستةٌ أبدعت فيها ثم تركتها، وددتُ لو لم تتركها

 ملاحظة هامة: لستُ مختصا في الأنتروبولوجيا (علم الإناسة) لكنني أؤمن بمبدئها القائل أن "لا حضارة أفضل من حضارة". لكن هنالك فوارق هامة بين الحضارات وددتُ بكل موضوعية إبرازها للعبرة دون شعور بأي عقدة نقص أو عقدة تفوق في الانتماء للحضارة العربية-الإسلامية.
أبدأ بالستة التي أبدعت فيها الحضارة العربية الإسلامية ثم تركَتْها بسبب عوائق معرفية أجهلها
 (Des obstacles épistémologiques)
1.    العلوم التجريبية: ابن الهيثم (965-1040م)، مؤسس علم البصريات قبل ديكارت بخمسة قرون. ابن سينا (980-1037م) شرّح الجثث البشرية في حين أن التشريح البشري كان محرّما في الحضارة المسيحية في تلك الفترة.
2.    العلوم الصحيحة: الخوارزمي (780-846م)،  مؤسس علم الجبر.
3.    علوم الفضاء: طوّر علماء الفلك المسلمون الأسطرلاب تطويرا كاملا.
4.    الفلسفة: ابن رشد (1126-1198م) اطلع على الفلسفة اليونانية ثم عرّبها وطوّرها. أحرقنا كتبه في الطريق العام، أخذ الغرب نُسخًا منها فاستفاد. ومنذ ذلك الحدث (Autodafé )  هجرنا الفلسفة فهجرتنا العقلانية (Le rationalisme) دون رجعة.
أذكّر القرّاء المسلمين أن الحضارة المسيحية أحرقت كتب الفلسفة اليونانية وهجرتها أيضًا لمدة ما يُقارِب العشرة قُرون (من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر).
رَجَعَ الغربُ إلى الفلسفة ولم يرجع العربُ بعدُ.
5.    اللغة العربية: منذ عشرة قرونٍ سبق النحويون العرب زملاءهم الغربيين في تطوير لغتهم فأخضعوا حروفها لعلم الاحتمالات بهدف تكوين مفردات جديدة. واليوم تركوها وشأنها، فَوالله لولا القرآن لانقرضت.
6.    الاجتهاد في تفسير القرآن والحديث: أبحر فيه الأوائل بكل حرية وجرأة ولنا أسوة في أولِ المجتهدين وأفضلِهم، الخليفة الراشد الثاني، عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تعليق: أين نحن اليوم من كل هذا التجديد والإبداع الديني والفكري والعلمي الذي أتاه الأوائل؟

أنهِي بالثلاث التي تجاهلَتْها الحضارة العربية الإسلامية بسبب عوائق معرفية أجهلها 
(Des obstacles épistémologiques)
1.    استعمال "اليد" مع المخ لبناء وتشييد القناطر  والطرقات والجامعات والقصور مثل ما فعلت جل الحضارات الأخرى: الفرعونية في مصر والإغريقية في اليونان والفينيقية في قرطاج والرومانية في العالم والفارسية في إيران والبوذية والهندوسية في الهند والصين واليابان وماليزيا وأندونيسيا والخميرية في كمبوديا (دون مبالغة، ما شيده الخمير وحدهم يفوق ما شيده كل العالم الإسلامي خلال 14 قرن). باستثناء حدائق الأندلس وقصور سلاطين العثمانيين في تركيا، لا أذكر للحضارة العربية الإسلامية إلا بعض الإنجازات التي صمدت قرونًا مثل قصر الحمراء بالأندلس وجامع الأمويين بدمشق وجامع الزيتونة بتونس العاصمة وجامع عقبة بالقيروان وجامع القرويين بفاس وجامع الأزهر بالقاهرة والقليل غيرها مما نسيت سهوا وليس عمدا. بغداد التي بناها المنصور من عدم اندثرت لهشاشة بناءاتها.
2.    استعمال "العجلة" في السلم لنقل السلع بسرعة في طرقات معبّدة بالحجر.
3.    بناء السدود لاستغلال المياه وتطوير الزراعة في كل أنحاء الإمبراطورية الإسلامية.
تعليق: لو وَظفت الحضارة العربية الإسلامية هذه الاكتشافات الثلاثة المذكورة أعلاه لَتركت لنا تراثا معماريا ننافس به إنجازات الأمم الأخرى.

إمضائي
 وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ إعادة النشر على النت: حمام الشط، الخميس 31 أوت 2017.Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire